معارك بين مسلحي «داعش» في تلعفر.. والتحالف يستخدم «الدرون» بالموصل

بارزاني: قوات البيشمركة حررت 20 ألف كم مربع من الأراضي خلال مدة قصيرة

معارك بين مسلحي «داعش» في تلعفر.. والتحالف يستخدم «الدرون» بالموصل
TT

معارك بين مسلحي «داعش» في تلعفر.. والتحالف يستخدم «الدرون» بالموصل

معارك بين مسلحي «داعش» في تلعفر.. والتحالف يستخدم «الدرون» بالموصل

أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، إن قوات البيشمركة تمكنت خلال مدة قصيرة من تحرير أراضي مساحتها 20 ألف كيلومتر مربع من تنظيم داعش، بينما ذكر مسؤول كردي في محافظة نينوى أن طيران التحالف الدولي بدأ بمرحلة جديدة في عملياته ضد «داعش» في الموصل، تتمثل في استخدام الطائرات من دون طيار لاستهداف قادة التنظيم البارزين داخل المدينة.
وقال رئيس الإقليم خلال لقائه نائب وزير الدفاع الألماني، ماركوس غروبل، في أربيل، أمس، إن «قوات البيشمركة تمكنت خلال مدة قصيرة من إلحاق هزيمة كبيرة بالإرهابيين، وحررت مساحة 20 ألف كيلومتر مربع من الأراضي من (داعش)». وشدد بارزاني على أن «كردستان قدمت تضحيات كبيرة في الحرب ضد الإرهاب، لكن هذه الحرب كانت تجربة جيدة لشعبنا، فنحن في منطقة تظهر فيها وبشكل مستمر تهديدات جديدة، لذا يجب علينا أن نكون دائما مستعدين للدفاع وحماية شعبنا من المخاطر والتطرف».
في غضون ذلك، كشف هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»، أن التحالف الدولي «غيّر خلال الأيام القليلة الماضية طريقة هجماته ضد تنظيم داعش في الموصل، فالهجمات الجديدة تستهدف قادة التنظيم البارزين، وذلك باستخدام طائرات من دون طيار (درون) وهذه المرحلة الجديدة من العمليات الجوية ألحقت بالتنظيم خسائر كبيرة وأصابته بالارتباك». وقال إن طائرات التحالف استهدفت، أمس، سيارة (أبو أحمد المصلاوي)، أحد أبرز قادة التنظيم في الموصل وأردته قتيلا مع سائقه»، مبينا أن هذه الهجمات «تعتمد بشكل رئيسي على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، لأن قادة التنظيم يستقلون سيارات مدنية أثناء تنقلهم في الموصل».
من ناحية ثانية، اندلعت معارك ضارية بين صفوف مسلحي «داعش» في بلدة تلعفر غربي الموصل استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة. وعن تفاصيل هذا الموضوع، أوضح جاف أن المعارك «اندلعت بين مسلحي (داعش) التلعفريين التركمان والمسلحين العرب غير العراقيين إثر إعدام التنظيم علي محمود غالب، أحد قادته التلعفريين، ظهر اليوم (أمس)، في بوابة الشام في تلعفر، بسبب هروبه من جبهات القتال في أطراف بيجي وتكريت في محافظة صلاح الدين»، مشيرا إلى الاشتباكات التي استخدمت فيها المدافع الثقيلة وكل أنواع الأسلحة وأسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين.
وأوضح جاف أن القوات العراقية «بعد استكمالها تحرير محافظة الأنبار ستتقدم بمحاذاة الشريط الحدودي مع سوريا للوصول إلى قضاء سنجار غرب الموصل والالتقاء بقوات البيشمركة المرابطة هناك، وبالتالي فسيعزل تنظيم داعش عن سوريا، وهذا سيعني نهايته في الموصل». وأشار إلى أن منشورات ألقيت في منطقة نمرود، شرق الموصل، الليلة قبل الماضية تدعو الأهالي إلى مساعدة القوات التي ستحرر مدينتهم. وكشف جاف أن تنظيم داعش بدأ بحفر الخنادق والأنفاق وإنشاء السواتر العسكرية الطولية كإجراء احترازي للحؤول دون تدمير آلياته وأسلحته من قبل طائرات التحالف، مضيفا أن التنظيم خبأ خلال الأيام الماضية أسلحته وعجلاته المدرعة في تلك الأنفاق، بعدما كان يحتفظ بها في معسكرات القوات العراقية.
من جهته، كشف سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»أ أن تنظيم داعش اختطف 120 صبيا من الموصل ونقلهم إلى معسكرات تدريب الأطفال التابعة له في مدينة الرقة في سوريا، حيث يدرب هؤلاء الأطفال على كيفية تنفيذ العمليات الإرهابية. أضاف مموزيني: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها فإن عدد الأطفال في معسكرات التنظيم فاق 800 طفل، و(داعش) يدير معسكرين لتدريبهم في نينوى، أحدهما يقع في منطقة نمرود والآخر في قضاء تلعفر». كما كشف مموزيني أن التنظيم المتطرف أعدم، أمس، 21 من مسلحيه الذين فقدوا أرجلهم أو أيديهم في القتال.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.