«المحاسبة عن الجرائم» في سوريا تعود إلى الأجندة الدولية

عشرات الدول تطالب بإرسال المعونات للسوريين في «الشتاء القارس»

المبعوث الأممي غير بيدرسن يتحدث بالفيديو إلى مبعوثين غربيين وعرب في بروكسل مساء أول من أمس (السفارة الأميركية في دمشق)
المبعوث الأممي غير بيدرسن يتحدث بالفيديو إلى مبعوثين غربيين وعرب في بروكسل مساء أول من أمس (السفارة الأميركية في دمشق)
TT

«المحاسبة عن الجرائم» في سوريا تعود إلى الأجندة الدولية

المبعوث الأممي غير بيدرسن يتحدث بالفيديو إلى مبعوثين غربيين وعرب في بروكسل مساء أول من أمس (السفارة الأميركية في دمشق)
المبعوث الأممي غير بيدرسن يتحدث بالفيديو إلى مبعوثين غربيين وعرب في بروكسل مساء أول من أمس (السفارة الأميركية في دمشق)

جددت عشرات الدول مطالبتها بـ«المحاسبة عن الجرائم الأكثر خطورة» التي ارتكبت ضد الشعب السوري خلال أكثر من عشر سنين من الحرب، مشددة على ضرورة مواصلة إرسال المساعدات الإنسانية عبر كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الآلية الخاصة بايصال المعونات عبر الحدود.
واتخذ هذا الموقف في ضوء اجتماع عقده ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا وجامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق والأردن والنروج وقطر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وتركيا على مستوى المبعوثين في بروكسل لمناقشة الأزمة في سوريا.
ووزعت وزارة الخارجية الأميركية بياناً مشتركاً أصدره المجتمعون وجددوا فيه «دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها والمعركة ضد الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره بالإضافة إلى تنفيذ كل أوجه قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك الوقف الفوري للنار على المستوى الوطني، وإطلاق المحبوسين اعتباطاً، وإيصال المساعدات بسلامة ومن دون عرقلة». وإذ رحبوا بالإحاطة التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن مؤخرا أمام أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، تعهدوا «مضاعفة دعمنا لجهوده المتواصلة، بما في ذلك في اللجنة الدستورية، لمشاركة كل الأطراف وإحراز تقدم نحو حل سياسي للأزمة وفقاً للقرار 2254»، بالإضافة إلى «الضغط بقوة» من أجل «المساءلة عن الجرائم الأكثر خطورة».
وكان بيدرسن دق مؤخرا «ناقوس الخطر» حيال الوضع الراهن في سوريا بعدما أخفقت الجولة السادسة من اجتماعات الهيئة المصغرة للجنة الدستورية في إحداث أي اختراق يذكر لدفع العملية السياسية من خلال إحراز تقدم في كتابة دستور جديد للبلاد، واصفاً المسار الحالي للتطورات بأنه «مقلق للغاية». وقال: «لا أزال أطالب بوقف النار على الصعيد الوطني والتشديد على الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية»، مشدداً على الحاجة إلى «دبلوماسية بناءة» تساعد في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وتعزيز الاستقرار ومواصلة تنفيذ القرار 2254.
وباشر بيدرسن خلال الأسبوعين الماضيين مشاورات في عدد من العواصم، بالإضافة إلى الأطراف السورية، في محاولة لإنعاش مساعيه لتيسير كل من اللجنة الدستورية وتطوير العملية سياسية الأوسع «خطوة بخطوة» وبالتوازي لتعزيز تنفيذ القرارات الدولية.
غير أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول لا تزال تضغط بقوة من أجل محاسبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجماعات الإرهابية المنتشرة في سوريا على «الفظائع» و«جرائم الحرب» و«الجرائم ضد الإنسانية» التي ارتكبت خلال سنوات الحرب وأدت الى مقتل مئات الآلاف، فضلاً عن تهجير الملايين السوريين.
وعبر المبعوثون الذين اجتمعوا في بروكسيل عن «قلقنا البالغ حيال استمرار معاناة الشعب السوري نتيجة أكثر من عشر سنين من العنف والوضع الإنساني الرهيب على الأرض». وأكدوا أنه «يجب تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة بكل الطرق بما في ذلك عبر الحدود وعبر الجبهات وكذلك مشاريع الإنعاش المبكرة المتوافقة مع قرار مجلس الأمن الرقم 2585، في كل أنحاء سوريا»، مشددين على «أهمية استمرار آلية الأمم المتحدة العابرة للحدود التي توصل (المساعدات) إلى أكثر من ثلاثة ملايين سوري كل شهر ولا بديل لها»، فضلاً عن الحاجة إلى دعم اللاجئين السوريين والبلدان المضيفة، ريثما يتمكن السوريون من العودة إلى وطنهم طوعاً بأمان وكرامة بما يتمشى مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث حذر من «شتاء قارس» في سوريا. وقال: «يعيش نحو مليوني شخص في الشمال الغربي، معظمهم من النساء والأطفال في مخيمات، غالباً في ملاجئ مكتظة ومتهاوية». وأمل في توسيع نقل المساعدات عبر الخطوط والحدود، داعياً كل الأطراف إلى ضمان استمرار تدفق المساعدات وتوزيعها من دون تأخير.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.