اتهامات للحوثيين بمواصلة ارتكابهم جرائم ضد التعليم ومنتسبيه

9500 طفل تم تجنيدهم من مدارس صنعاء

TT

اتهامات للحوثيين بمواصلة ارتكابهم جرائم ضد التعليم ومنتسبيه

اتهمت تقارير محلية وأخرى دولية الميليشيات الحوثية بمواصلة ارتكابها جرائم وانتهاكات أغلبها جسيمة بحق قطاع التعليم ومنتسبيه في عموم مناطق ومدن سيطرتها، بالتوازي مع تحذيرات جديدة أطلقتها الحكومة اليمنية تحذر من مخاطر التعديل الذي أدخلته الجماعة مؤخراً على المناهج التعليمية.
وكشف تقرير حديث صادر عن مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء عن تجنيد الانقلابيين لنحو 9 آلاف و500 طفل جلهم من طلبة المدارس واستخدامهم كوقود ومحارق منذ بداية الحرب التي أشعلت فتيل نيرانها.
وذكر التقرير، (اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه)، أن الجماعة استغلت المدارس والمراكز الصيفية وكامل نفوذها بالمؤسسات التعليمية في جريمة تجنيد الطلبة الأطفال وإشراكهم قسراً في عملياتها العسكرية.
وحذر من كوارث تجنيد طلبة المدارس وغسل عقولهم بمناهج محرفة تدعو إلى التحريض والعنف والكراهية والقتال وتبعات تأثيرها السلبي حاضراً ومستقبلاً على اليمن والمنطقة بشكل عام.
وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الطفولة بتحمل مسؤولياتها والتحرك لمنع الميليشيات من تجنيد وقتل الأطفال، وممارسة الضغط الحقيقي والفعلي عليها، وتجاوز مربع الصمت المريب والتراخي إزاء هذه الممارسات التي تدمر الطفولة في اليمن والتوقف عن دعمها، وتقديم المتورطين للعدالة لينالوا جزاءهم.
وعلى صعيد متصل، كشف تقرير لمنظمة إنقاذ الطفولة أن أكثر من 60 في المائة من أطفال اليمن لم يعودوا إلى الفصول الدراسية العام الماضي بعد أن تعرضت مدارسهم للهجوم.
وقال إن 460 مدرسة دمرت بشكل كامل بقذائف مباشرة خلال السنوات الماضية، فيما ألحقت أضراراً جزئية بأكثر من 2500 مدرسة، واستخدمت بعضها لأغراض عسكرية وكملاجئ للعائلات النازحة، ما أدى إلى إجبار 400 ألف طفل على ترك الدراسة.
وأشار إلى أن طفلاً من بين كل 5 أطفال شملهم الاستطلاع واجه حادثة أمنية في طريقه إلى المدرسة ما عرض حياته وتعليمه للخطر، ومن بين تلك الحوادث عمليات الخطف أو محاولات الخطف وتصاعد العنف والتحرش.
وذكرت إنقاذ الطفولة أن الحرب التي أشعلتها الجماعة قلبت عقوداً من المكاسب التعليمية لأطفال اليمن ولا يمكننا السماح بتعرض تعليم الأطفال لمزيد من الخطر كونهم مستقبل هذا البلد وبحاجة لحماية تعليمهم.
ولفتت إلى أن المناطق التي لم تتضرر فيها المدارس، يسودها الخوف من الهجمات وتجنيد الأطفال في المدرسة ما يثني الآباء عن إرسال أطفالهم إلى الفصول الدراسية. في إشارة إلى جرائم التجنيد الحوثية القسرية بحق أطفال المدارس بمناطق سيطرتها، وحثت الأطراف على وقف الهجمات ضد المدارس ونزع السلاح منها وحماية الأطفال في أوقات النزاع المسلح وضمان وصول المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الأطفال من الوصول إلى التعليم بأمان.
وفيما يتعلق باستمرار معاناة وأوجاع منتسبي قطاع التعليم بمناطق الحوثيين. تحدثت مصادر تربوية في صنعاء عن أن تعسفات الجماعة دفعت نحو 170 ألف معلم يشكلون ثلثي عدد المعلمين في اليمن إلى البحث عن مصدر آخر للدخل لإطعام ذويهم بما في ذلك العمل على أرصفة الشوارع وفي الطرقات نتيجة نهب الجماعة رواتبهم.
وكشفت ذات المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن سلسلة لا حصر لها من الجرائم والانتهاكات الحوثية المتكررة بحق العملية التعليمية والعاملين فيها شمل بعضها فرض جبايات مالية من الطلاب وإجبار المدارس الحكومية والخاصة على إقامة برامج طائفية، ومواصلة إقصاء وتهميش التربويين من غير الموالين لها، وإخضاع آخرين منهم تحت قوة التهديد لدورات تعبوية، إضافة إلى تعديلات أدخلتها على المناهج الدراسية.
وعلى صعيد الاستهداف الحوثي الجديد لطلبة المدارس (صغار السن) عبر بوابة التعديل الذي طال مؤخراً مناهجهم التعليمية. جدد وزير وزارة السياحة والثقافة والإعلام معمر الإرياني تحذيراته من مخاطر التعديل التي أدخلتها الميليشيات على المناهج التعليم الدراسية.
وأشار الإرياني، في تغريدة على حسابه بمواقع التواصل، إلى أن الانقلابيين أدخلوا مناهج جديدة في مناطق سيطرتهم وحولوا المدارس إلى معسكرات لتجنيد الأطفال.
وسبق للحكومة اليمنية أن اتهمت الجماعة في وقت سابق بممارسة التدمير الممنهج بحق التعليم من خلال حرمان نحو مليوني طفل من حق الحصول على التعليم وقتل وإصابة 3900 من العاملين بالقطاع التربوي وتعرض 3600 معلم للاعتقال والإخفاء القسري وانخراط 20 في المائة من المعلمين في ممارسة أعمال قتالية نتيجة توقف رواتبهم.
وعلى الرغم مما تسببت به الجماعة وكيل إيران في اليمن من تجريف شامل للدولة اليمنية ونظمها وقوانينها بمختلف القطاعات، تبقى جرائمها وانتهاكاتها بحق العملية التعليمية هي الأخطر على الإطلاق، وفق تأكيدات مراقبين محليين.
ويرى بعض المراقبين أن الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون بحق التعليم، والتي لا حصر لها، أدت بشكل مباشر إلى تدمير كل مقومات ذلك القطاع الحيوي وهو ما ينذر بمخاطر مستقبلية مرعبة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».