بعد يومين من العنف الدامي، جراء تصفية الحسابات والثأر، قتل شاب وأصيب آخر في أم الفحم في جريمة إطلاق نار، وهذه المرة من رصاص عناصر وحدة «حرس الحدود» التابعة للشرطة الإسرائيلية التي قالت إن القتيل كان قد دهس شرطيين وتسبب في جراح متوسطة لهما.
وكانت أم الفحم قد تربعت على رأس قائمة الإصابات في العنف المجتمعي وفقدت هذه السنة 10 مواطنين، بعمليات إطلاق نار ناجمة عن خصومات وعمليات ثأر أو خلافات بين العصابات.
ووقعت الوفاة الأخيرة، أول من أمس الخميس، عندما أقدم شخصان على قتل المواطن محمد حمزة برغل إغبارية (33 عاما). وردا على ذلك، قام ستة أشخاص بمهاجمة بيوت العائلة الخصم وأحرقوا خمسة منها. وقد اعتقلتهم الشرطة أيضاً.
وقبيل جنازة إغبارية، أمس، حضرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود إلى المدينة لفرض النظام. وراحت تمنع الاقتراب من عدد من المواقع التي يشتبه بأن تشتعل فيها الصدامات من جديد. وحسب رواية الشرطة، حاول فتحي محمد حسن جبارين دهس رجال الشرطة فأطلقوا الرصاص عليه، فقتل فتحي (33 عاما) على الفور وأصيب أحد المارة محمد أحمد شملولي. وأعلنت الشرطة عن اعتقال المصاب وإحالته للتحقيق، وأشارت إلى أن خلفية حادث الدهس جنائية، على ما يبدو، وأن هوية المشتبهين معروفة في إطار النزاع العائلي بأم الفحم.
وقال خليل جبارين، عم المرحوم فتحي، إن «الشرطة تتذرع دائما بذات الذريعة لتبرير قتل الشباب العرب. تتذرع أنه حاول دهس شرطي أو دهس عناصر شرطة، إذ أن الجريمة كان من الممكن أن تنتهي بغير ذلك وتفضي لاعتقال الشبان».
ووجهت بلدية أم الفحم نداء استغاثة عاجل لـ«أهل الهمم، أهل الخير، أهل الإصلاح، لكل من يمكنه المساهمة والمساعدة في تهدئة الخواطر والنفوس وإصلاح ذات البين، أن يتوجه عاجلاً وسريعاً ودون تردد وتأخر، للمساهمة بما يمكنه من وضع حد للتدهور الخطير الذي يحصل في بلدنا خلال الساعات الأخيرة».
وقالت البلدية: «نستحلفكم بالله يا أهلنا أن تضعوا مخافة الله في قلوبكم وأمام أعينكم، نستحلفكم بالله أن تكونوا عوناً على الخير والإصلاح، نستحلفكم بالله كل من يملك كلمة خير فليقل، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. تعالوا بنا جميعاً لنعيد الثقة والأمل والتفاؤل لبلدنا كسابق عهده، أم الفحم، أم النور، أم الخير، أم الوطنية، أم الأحزاب والحركات السياسية، أم الصلح الفحماوية».
وقد أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت، صباح أمس، مشاورات حول الأحداث التي وقعت في أم الفحم، مع كل من وزير الأمن الداخلي والمفوض العام للشرطة ورئيس هيئة الأمن القومي والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة وغيرهم من المسؤولين. وأكد بنيت «أهمية بسط السيادة والحفاظ على النظام العام في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية».
وصرح المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، أن «شرطة إسرائيل ستواجه منظمات الإجرام بحزم وقوة». وأشار إلى أن «الحدث، هذا الصباح، لن يردعنا عن مواصلة عملنا بشجاعة وإصرار أمام منظمات الإجرام في المجتمع العربي. لعناصر الشرطة توكيل للعمل بكل الوسائل المتوفرة لديهم من أجل منع محاولات المس بهم وبالمواطنين. أفراد الشرطة منعوا، اليوم، إطلاق نار استمراراً لأحداث أمس. نحن نعزز القوات في أم الفحم وجاهزون لكل سيناريو».
مقتل شاب عربي في أم الفحم برصاص الشرطة الإسرائيلية
مقتل شاب عربي في أم الفحم برصاص الشرطة الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة