أميركا وأوروبا تعبّران عن «قلق بالغ» من سياسات بكين «المريبة»

غواصة نووية صينية خلال تدريبات في بحر الصين الجنوبي (ارشيفية - رويترز)
غواصة نووية صينية خلال تدريبات في بحر الصين الجنوبي (ارشيفية - رويترز)
TT

أميركا وأوروبا تعبّران عن «قلق بالغ» من سياسات بكين «المريبة»

غواصة نووية صينية خلال تدريبات في بحر الصين الجنوبي (ارشيفية - رويترز)
غواصة نووية صينية خلال تدريبات في بحر الصين الجنوبي (ارشيفية - رويترز)

عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن «قلق بالغ» من نشاطات بكين «المريبة والأحادية» في بحري الصين الجنوبي والشرقي ومضيق تايوان. واتهماها «بمواصلة الانتهاكات» و«القمع المنهجي» للأقليات العرقية والدينية في شينجيانغ والتيبت، إضافة إلى جهودها للقضاء على استقلال هونغ كونغ.
واتخذ هذا الموقف على إثر اجتماع عقدته نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والأمين العام لجهاز العمل الأوروبي ستيفانو سانينو في شأن الصين، والذي استضافته واشنطن. وأفاد بيان مشترك وزعته وزارة الخارجية الأميركية بأن شيرمان وسانينو عرضا لجهود مجموعات العمل الست التي أنشئت منذ الاجتماع الأول الرفيع المستوى في مايو (أيار) الماضي. وأكدا أن علاقات الطرفين مع الصين «متعددة الأوجه». وشددا على أهمية الحفاظ على «الاتصالات المستمرة والوثيقة في شأن نهجينا الخاصين بينما نستثمر وننمي اقتصاداتنا، ونتعاون مع الصين حيثما أمكن، وندير تنافسنا بمسؤولية مع الصين».
وعبرت شيرمان وسانينو عن «قلقهما البالغ من النشاطات المريبة والأحادية للصين في بحري الصين الجنوبي والشرقي ومضيق تايوان التي من شأنها تقويض السلام والأمن في المنطقة وترك تأثير مباشر على أمن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وازدهارهما». وتصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي قبل أسابيع عندما أطلقت سفن خفر السواحل الصينية خراطيم المياه على قوارب فلبينية تقل إمدادات إلى إحدى الجزر المرجانية المتنازع عليها بين البلدين. وتطالب الصين بالجزء الأكبر من هذا البحر الذي يعتبر ممرا أساسيا للتجارة البحرية الدولية إذ تمر عبره سنويا بضائع بتريليونات الدولارات. وتطالب بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام بالمنطقة أيضا.
وطالبت شيرمان وسانينو بـ«حماية حرية الملاحة البحرية والتحليق الجوي بما يتوافق مع القانون الدولي لعام 1982 واتفقا على الطرق التي يمكن من خلالها مواجهة التهديدات فيما يخص الاستقرار الاستراتيجي والأمن الإلكتروني». وذكرا بـ«القائمة المتزايدة من نشاطات الصين التي تدعو إلى القلق»، ومنها «خرق القانون الدولي والسير بعكس القيم الأوروبية والأميركية ومصالحهما المشتركة». ولفتا إلى «الانتهاكات المتواصلة والخروقات لحقوق الإنسان في الصين، والتي تشمل القمع الممنهج للأقليات العرقية والدينية في شينغيانغ والتيبت، إضافة إلى القضاء على استقلال هونغ كونغ وديمقراطيتها». وعبرا عن رغبة مشتركة في التواصل والتعاون حول قضايا حقوق الإنسان في الصين، مؤكدين أهمية الرفع بالقانون الدولي ومبادئه، بالإضافة إلى الاستعانة بالمؤسسات الدولية لوضع حقوق الإنسان والمعايير الدولية ورسم إجراءات مركزية واضحة لتكون على رأس أولوية اهتماماتها. ودعوا إلى «إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بينهما في ما يخص نشر الصين للمعلومات الكاذبة». وتطرقا إلى «ضرورة حماية الملكية الفكرية، والبنى التحتية الأساسية والتكنولوجيا الحساسة، للحد من الثغرات ومواقع الضعف والحماية من المخاطر المتعددة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.