هل متحور «أوميكرون» أكثر قابلية للانتقال من سلالة دلتا الحالية؟ هل يسبب مرضا أكثر خطورة؟ وهل سيجعل العدوى أو اللقاحات السابقة أقل فاعلية؟
لم يحسم العلماء بعد الإجابة عن هذه الأسئلة، والتي ستتيح لهم وضع المتحور الجديد من فيروس «كورونا» المستجد في حجمه الطبيعي، لكن خبراء استبقوا النتائج وذهبوا إلى أن المتحور الجديد سواء كان خطيرا أم لا، فإنه يقرع بقوة طبول الحرب، ويخرج العالم من استراحة المحارب التي دخلها بعد عامين من الحرب ضد الوباء، ويذكرهم بأننا لا نزال في أتون معركة لم تنته بعد.
كان كثير من الدول خففت من الإجراءات الاحترازية التي تم فرضها لمواجهة الوباء، ليجبرها هذا المتحور الجديد على العودة بسرعة إلى فرض هذه الإجراءات، التي يطالب مارك ديبول، عالم المناعة في جامعة جورج تاون الأميركية، باستمرارها سواء كان المتحور خطيرا أم لا.
وقال لموقع «فورتشن» في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «أوميكرون يذكرنا بأننا ما زلنا في أعماق الوباء... وحتى لو لم يثبت أنه مقلق، فإن البديل الأكثر قابلية للانتقال والمقاوم للقاحات أصبح قاب قوسين أو أدنى، وسيكون ظهوره حتميا».
ويتوقع ديبول أن الوباء سيمنع العودة إلى الوضع الطبيعي بسبب المتحورات المستمرة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى.
وتظهر متحورات جديدة من الفيروس باستمرار، تعدى عددها الأربعة آلاف، ويكون المتحور خطيرا، عندما يتفوق على السلالة السائدة، وهو ما حدث مع متغير دلتا، الذي تفوق إلى حد كبير على المتغيرات الأخرى، ولكن سيتم التغلب عليه في النهاية بظهور سلالة أكثر خطورة، كما أكد ديبول.
ويقول: «سلالة دلتا كانت إيجابية بطريقة ما بالنسبة للأفراد الذين تم تلقيحهم لأنها لا تزال عرضة للقاحات، وقامت العديد من الجرعات بعمل جيد في حماية الناس من الموت والأمراض الخطيرة رغم تكاثر متغير دلتا داخلهم في بعض الأحيان، ولكي تحدث مشكلة كبيرة، يجب أن تكون السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال ومقاومة للقاح، وتتفوق في الأداء على متغير دلتا، ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان متحور أوميكرون سيهزم دلتا، ولكن هذا لا يعني أن هذا السيناريو لن يحدث في النهاية».
ويضيف: «طفرة كهذه ستحدث، ولا يمكننا توقع متى، وقد تكون قد وقعت بالفعل في مكان آخر في العالم ولم يتم اكتشافها بعد، ولكنه أمر لا مفر منه».
وسواء كان المتغير الجديد يتفوق على دلتا أو أن هناك متغيرا لم نعرفه بعد سيحرز هذا التفوق، فإن الأمر الإيجابي في القصة، هو أن اللقاحات التي لدينا حالياً يمكن تعديلها، ومع ذلك، يقول ديبول إن الأمر سيستغرق ما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر حتى تمر اللقاحات المعدلة من خلال التعديل والاختبار والعملية التنظيمية، وسيتعين على الناس بعد ذلك إعادة التطعيم أو الحصول على جرعة معززة.
ولا يملك العالم رفاهية الانتظار طيلة هذه الفترة، وهو ما دفعه للقول: «نهج اللقاح وحده لن ينجح أبداً»، وبدلاً من ذلك، يؤكد على أهمية وجود استراتيجية مكونة من عدة أجزاء تتضمن تطوير المزيد من الحلول، مثل حبوب علاج (كوفيد - 19) التي طورتها شركة فايزر، واستمرار ارتداء القناع، وإعطاء معززات إلزامية كل 6 أشهر، عندما يتوفر اللقاح بعد تعديله.
يتفق الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط «جنوب مصر» مع ما ذهب إليه ديبول، في أن المتغير الجديد ينبه العالم إلى ضرورة استمرار السلوكيات التي تسمح بالحفاظ على معدلات انتقال منخفضة للعدوى، وأهمية أيضا أن يكون لدينا سلاح العلاج إلى جانب اللقاح.
يقول شحاتة لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان اللقاح سيحتاج للتعديل كي يتوافق مع التحورات السائدة، فإن العلاج عندما يستخدم بمجرد أن يظهر الأشخاص أعراضا، سيؤدي إلى (التحكم في النقل) لمنعهم من تمرير العدوى إلى الآخرين، وهذا من شأنه أن يجعل المرض أقل فتكا ويمنع انتشاره».
وإلى أن يدخل العلاج إلى جانب اللقاح في الحرب ضد «كوفيد - 19»، مع الاستمرار في سلوكيات منع انتقال العدوى، لا يرى شحاتة أن هناك نقطة نهاية واضحة لهذا الوباء، ويؤكد على ما ذهب إليه ديبول من أننا لا نزال في أعماق الوباء.
«أوميكرون» يعيد العالم إلى أتون المعركة ضد «كورونا»
أثبت أن الحرب ضد الوباء لما تنته
«أوميكرون» يعيد العالم إلى أتون المعركة ضد «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة