حملة تجنيد للسجناء والمعتقلين تنفذها الميليشيات لتعويض نقص مقاتليها

TT
20

حملة تجنيد للسجناء والمعتقلين تنفذها الميليشيات لتعويض نقص مقاتليها

لجأت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران اليومين الماضيين إلى شن حملة تجنيد جديدة في أوساط السجناء والمعتقلين في محافظة إب (170 كيلومترا جنوب صنعاء)، وذلك في سياق سعيها لتعويض النقص العددي في صفوف مقاتليها.
وكشفت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام قيادات حوثية تم الدفع بها أخيرا إلى المناطق الحدودية بين إب والحديدة بجولات ميدانية غير معلنة لعدد من السجون والمعتقلات في مركز محافظة إب ومديريات المربع الغربي من أجل الإفراج عن معتقلين للدفع بهم إلى ميادين القتال، خصوصا عقب التقدم الكبير للقوات المشتركة في الساحل الغربي وسيطرتها على مناطق شاسعة جنوب الحديدة وغيرها.
وذكرت أن قادة الجماعة ومعهم وكلاء نيابات من الموالين لها في إب تمكنوا خلال الجولات الميدانية الأخيرة في السجن المركزي بمركز المحافظة ومعتقلات حوثية أخرى في 4 مديريات هي: العدين، فرع العدين، حزم العدين، مذيخرة، من الإفراج عن أكثر من 95 سجينا بعد موافقتهم مجبرين على الالتحاق في الجبهات والخضوع لتلقي دورات ثقافية وعسكرية.
وعلى ذات الصعيد، قال مصدر أمني في إب، فضل عدم ذكر اسمه، خشية من بطش الميليشيات، إن إجمالي عدد السجناء المفرج عنهم أخيرا من قبل الانقلابيين من معتقلات إب توزع ما بين: 40 معتقلا من إصلاحية إب، و18 سجينا من معتقل إدارة ناحية وأمن العدين، و15 سجينا من مديرية حزم العدين، و12 غيرهم من سجن فرع العدين، و10 سجناء من معتقل منطقة مذيخرة.
وأوضح أن بعض السجناء على ذمة قضايا جنائية وأن آخرين زجت بهم الميليشيات بأوقات سابقة بسجونها وفق تهم باطلة وكيدية، تمت عبر صفقات أبرمتها الجماعة مع السجناء وذويهم مقابل العفو عنهم وإطلاق سراحهم ومنح أسرهم معونات ومبالغ مالية شريطة الخروج ثم التوجه إلى ميادين القتال.
وأرجع أسباب لجوء الجماعة بالوقت الحالي إلى استهداف المعتقلين في إب ومقايضتهم بالإفراج عنهم مقابل الالتحاق في الجبهات بأنه ناتج عن النقص الحاد بأعداد مقاتليها نتيجة ما تتكبده من خسائر فادحة في العتاد والأرواح في شكل يومي على أيدي القوات الحكومية والمشتركة في الساحل الغربي ومأرب بمساندة من غارات طيران التحالف العربي.
واعتبر المصدر الأمني أن ذلك الإجراء يأتي بعد أن استنفدت الجماعة كل مصادر التجنيد الأخرى بما في ذلك تجنيد طلاب المدارس والجامعات وموظفي الدولة، وباتت تواجه غضب القبائل من عملية التجنيد القسري لأبنائها.
ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يُقدم فيها الانقلابيون على استهداف السجناء وتحويلهم إلى محارق للموت ودروع بشرية في جبهاتهم.
وسبق للميليشيات، وكيل طهران في اليمن، أن أطلقت حملات خداع وتغرير بحق مئات السجناء والمعتقلين في إب بذريعة العفو عنهم وحل قضاياهم شريطة مشاركتهم في القتال معها، وكان آخرها إبرام إدارة سجن مركزي إب التابعة للجماعة خلال أغسطس (آب) الماضي، صفقة مع نحو 100 سجين، وسبق ذلك أيضا خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) من العام الماضي إبرام صفقتين مع 85 سجيناً بعضهم على ذمة قضايا قتل وسرقات وتشكيل عصابات؛ حيث أفرج عنهم مقابل الالتحاق بميادين القتال.
وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت الجماعة عبر النيابة العامة الخاضعة لسيطرتها في صنعاء عن الإفراج عن 761 سجينا بمناسبة ذكرى «المولد النبوي». وسط اتهامات للانقلابيين بإبرام صفقات مشبوهة مع المفرج عنهم تجبرهم على الالتحاق للقتال بمختلف الجبهات.
ونقلت حينها وكالة سبأ في نسختها الحوثية عن القيادي الحوثي المدعو محمد الديلمي المنتحل لصفة النائب العام، قوله إن «السجناء المفرج عنهم كانوا على ذمة قضايا جنائية».
وكانت الحكومة الشرعية قد اتهمت في وقت سابق الميليشيات الانقلابية بإخراج مئات السجناء المجرمين وأصحاب السوابق والقضايا الجنائية من معتقلات في العاصمة المختطفة صنعاء وبعض المحافظات تحت سيطرتها وتجنيدهم للقتال ضمن صفوفها.
وذكرت في بيان سابق أن الجماعة لجأت لمواجهة الهزائم المتوالية التي تتلقاها في أكثر من جبهة، إلى إطلاق سراح السجناء في السجن الحربي بأمانة العاصمة والسجون المركزية في إب والضالع وتعز وغيرها مقابل الزج بهم في معاركهم القتالية الخاسرة.
وكانت تقارير محلية تحدثت في أوقات سابقة عن أن الجماعة نقلت خلال فترات قليلة مئات السجناء والمعتقلين القابعين بسجونها الواقعة بمناطق تحت سيطرتها في صنعاء، وإب، وذمار، وحجة، والمحويت، والحديدة، وعمران إلى أماكن سرية كانت خصصتها لإقامة دورات طائفية ومعسكرات تدريبية استعدادا منها للزج بهم في جبهات القتال.
وتوقع مصدر حقوقي في صنعاء في حديث سابق له مع «الشرق الأوسط» أن تستمر الجماعة خلال الفترات المقبلة في استقطاب المزيد من السجناء لتجنيدهم لتعويض النقص العددي في عناصرها جراء الخسائر التي منيت بها في مختلف جبهات القتال.
واعتبر المصدر أن تلك الممارسات تعد تعبيرا عن الانحطاط القيمي والأخلاقي للانقلابيين وتندرج ضمن الجرائم الكبرى التي لا يقرها الدين ولا التشريعات ولا الأخلاقيات والقيم الإنسانية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».