هنية يدعو إلى جبهة أوسع من أجل محاربة إسرائيل

قال إنه آن الأوان لحسم الصراع التاريخي معها

TT

هنية يدعو إلى جبهة أوسع من أجل محاربة إسرائيل

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنيّة إلى تشكيل جبهة واسعة من أجل محاربة إسرائيل وحسم الصراع التاريخي معها، قائلاً إنه آن أوان ذلك.
وجاء في كلمة لهنيّة ألقاها في مؤتمر «رواد بيت المقدس» الثاني عشر الذي أقيم في إسطنبول أمس «إن القدس اليوم في خطر حقيقي، وعلينا اليوم وضع الرؤية والخطة المتكاملة من أجل، ليس فقط التصدي لمخططات الاحتلال في القدس، بل من أجل تحرير القدس والأقصى». وأضاف هنية «آن الأوان لحسم الصراع التاريخي مع الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكداً أن «القدس هي محور الصراع ومفجرة الثورات والانتفاضات على مدار 100 عام، والمقاومة هي خيار (حماس) الاستراتيجي».
وتابع «إن المقاومة الفلسطينية بخير، وهي مستمرة في مراكمة القوة وبناء الصرح وامتلاك الوسائل والقدرات». وقال هنية، إنه يجب دعم المقاومة، إلى جانب الدعم السياسي والمالي، بكل الوسائل الممكنة، مضيفاً «نريد تشابك وترابط الجبهات في مواجهة الاحتلال من أجل تحرير القدس والأقصى».
وأردف، أن «الأمة العربية والإسلامية لم تتخلَّ عن فلسطين والقدس، ولكننا اليوم في حاجة ماسة إلى بناء الجبهة الموحدة لكي نقفز على الاحتلال».
وتأتي دعوات هنيّة لمواجهة أوسع مع إسرائيل في وقت تستعد فيه القوات الإسرائيلية لمواجهة قريبة مع «حماس».
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أمر الأسبوع الماضي مختلف الجهات المختصة في الجيش بوضع خطة هجومية واسعة لضرب الترسانة الصاروخية لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة مع اندلاع أول مواجهة هناك. وتضمنت تعليمات رئيس الأركان وضع خطة تستهدف تقليص قدرات المنظمتين، في المراحل الأولى من العملية المقبلة في قطاع غزة، على إطلاق الصواريخ إلى أي مدى على نطاق واسع.
وتستند خطة كوخافي إلى اعتقاد واسع في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن «حماس» و«الجهاد»، بمساعدة إيران، تعملان على مدار الساعة لإعادة تأهيل البنية التحتية لإنتاج القذائف الصاروخية التي تضررت في الحرب الأخيرة التي استمرت 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في مايو (أيار) الماضي من هذا العام.
وحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل»، فقد شكلت هذه الحرب نقطة ضعف بالنسبة لإسرائيل فيما يخص القدرات الصاروخية في غزة. وكانت المواجهة في مايو وحدها شهدت إطلاق 4000 صاروخ وقذيفة هاون على الأقل باتجاه إسرائيل. وتقدّر إسرائيل، أن «حماس» لم تنجح حتى الآن في استعادة القدرات التي تم تدميرها، لكن ذلك مسألة وقت وحسب، وأنه في أي مواجهة قادمة فإن الحركة ستوسع دائرة المواجهة.
ونقل المحلل العسكري أليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن مصادر، أن «حماس» نجحت في تجديد قسم لا بأس به من منظومة الصواريخ التي استخدمت في المواجهة الأخيرة، في حين يتم تطوير بعض الصواريخ والطائرات المسيّرة. وقال فيشمان، إن «حماس» لا تنظر للتسوية الحالية على أنها استراتيجية، وإنما تكتيكية هدفها كسب الوقت بغية الوصول إلى مواجهة عسكرية أُخرى مع إسرائيل يتم خوضها في وضع أفضل.
وتشكل الصواريخ بالنسبة لـ«حماس» و«الجهاد» رأس حربة في أي مواجهة مع إسرائيل؛ إذ تسمح للحركتين بتشويش مجرى الحياة اليومية في إسرائيل وإيقاع الرعب في صفوف الإسرائيليين، مع عجز القبة الحديدية الإسرائيلية، وهي النظام الدفاعي الإسرائيلي، عن التصدي لجميع الصواريخ.
وأظهرت الحروب السابقة، أن الحركتين تطوران من مدى صواريخهما مع كل حرب، في حين تبذل إسرائيل جهوداً مضاعفة لمواجهة تهريب وتصنيع القدرات الصاروخية وفي تحديد مواقعه هذه الصواريخ وأماكن إطلاقها. وتقول إسرائيل، إن «حماس» تستخدم مؤسسات وبيوت المدنيين كمواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ، لكن الحركة تنفي ذلك.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.