المغرب يقرر استئناف الخدمة العسكرية الإجبارية للشباب

TT

المغرب يقرر استئناف الخدمة العسكرية الإجبارية للشباب

أعلن وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، أمس عن استئناف الخدمة العسكرية الإجبارية للشباب بعد توقفها بسبب جائحة كورونا.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن القرار جرى تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بشأن اتخاذ التدابير اللازمة «لإدماج الفوج المقبل في الخدمة العسكرية»، والإعداد لعملية الإحصاء الممهدة لانتقاء وإدماج الفوج الجديد.
وأبلغ وزير الداخلية الشباب، الذين سيبلغون من العمر ما بين 19 و25 سنة في 16 مايو (أيار) 2022، والمتوفرين على الشروط المطلوبة قانونا لأداء الخدمة العسكرية، أنه صدر بالجريدة الرسمية أمس مقرر لوزير الداخلية، يحدد المدة المخصصة لإجراء عملية الإحصاء ابتداء من يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) 2021 حتى العاشر من فبراير (شباط) 2022.
وجاء في البيان أن اللجنة المركزية، برئاسة رئيس غرفة بمحكمة النقض، قامت خلال اجتماعها أمس، وفق أحكام القانون المتعلق بالخدمة العسكرية والنصوص المتخذة لتطبيقه، «بحصر قوائم الأشخاص المدعوين لملء استمارة الإحصاء»، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ المساواة بين المواطنين، وضمان التوازن فيما بين الجهات.
ودعا وزير الداخلية الشبان الذين سيتوصلون من السلطات الإدارية المحلية بإشعار الإحصاء الخاص بهم، سواء بكيفية شخصية أو عن طريق أحد أفراد أسرهم، إلى ملء استمارة الإحصاء، عبر الموقع الإلكتروني www.tajnid.ma، ابتداء من تاريخ انطلاق عملية الإحصاء، أي ابتداء من يوم 13 ديسمبر الجاري.
كما أخبر وزير الداخلية أيضا كافة الشباب، المستوفين لشرط السن المذكور، أنه يمكنهم ابتداء من تاريخ انطلاق عملية الإحصاء التأكد عبر نفس الموقع من إدراج، أو عدم إدراج أسمائهم ضمن قوائم الأشخاص المدعوين لملء استمارة الإحصاء لأداء الخدمة العسكرية.
في سياق ذلك، ذكر البيان أنه يمكن للشباب، ذكورا وإناثا، الذين لم يتم استدعاؤهم لملء استمارة الإحصاء، والراغبين في أداء الخدمة العسكرية، أن يقوموا تلقائيا، ابتداء من يوم 13 ديسمبر، بملء استمارة الإحصاء عبر الموقع الإلكتروني المذكور. وحسب البيان فإن نفس الإمكانية يتيحها القانون أيضا لفائدة الشباب من أفراد «الجالية المغربية المقيمة بالخارج المسجلين بالسجلات القنصلية، الراغبين في أداء الخدمة العسكرية».
وجرى تنظيم الخدمة العسكرية لأول مرة بظهير (مرسوم) ملكي في 1966، واستمر العمل بها لسنوات، لكن في عقد الثمانينيات من القرن الماضي تم تجميد العمل بالخدمة العسكرية بسبب الصعوبات الاقتصادية، التي عرفها المغرب جراء انتهاجه سياسة التقويم الهيكلي، لكنها عادت من جديد مع حكومة الوزير الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي، قبل أن يتم إلغاؤها سنة 2006 في حكومة الوزير الأول الأسبق إدريس جطو.
وفي 2018 صادق البرلمان على قانون جديد يعيد العمل بالخدمة العسكرية، وجرى انتقاء الفوج الأول في 2019، لكن جائحة «كورونا» أوقفت الخدمة العسكرية الإلزامية التي تستمر 12 شهرا، قبل أن يتم أمس إعادة إطلاق عملية الإحصاء لانتقاء فوج جديد.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».