واشنطن «غير متفائلة كثيراً» بشأن الملف النووي الإيراني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

واشنطن «غير متفائلة كثيراً» بشأن الملف النووي الإيراني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، إنّ الولايات المتحدة ليست متفائلة كثيراً بشأن استعداد إيران للعودة إلى الاتفاق النووي رغم استئناف المفاوضات في فيينا، مشدّداً في الوقت نفسه على أن «الأوان لم يفت بعد».
وأضاف في ردّ على مطلب إسرائيل وقف المفاوضات فوراً: «يجب أن أقول لكم إنّ الإجراءات والتصريحات الأخيرة لا تدفعنا إلى التفاؤل... سنعرف خلال يوم أو يومين ما إذا كانت إيران جدّية أم لا»، لافتاً إلى أنّه «في المستقبل القريب جداً، سنتمكّن من معرفة ما إذا كانت إيران تعتزم الآن المحاورة بحسن نيّة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتابع الوزير الأميركي خلال مؤتمر في ستوكهولم على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنّه «لم يفت الأوان بعد لتغيّر إيران موقفها وتحاور بطريقة هادفة في محاولة» لإنقاذ الاتفاق الذي أبرم في 2015 في فيينا ويمنعها من الحصول على القنبلة الذرية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1466381774850719749
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت (الخميس) من بلينكن خلال مكالمة هاتفية «الوقف الفوري» للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، التي استؤنفت (الاثنين) في فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها.
وأبرمت إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقاً في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وذلك في مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ العام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
وردّاً على ذلك، بدأت إيران عام 2019 التراجع تدريجياً عن تنفيذ الكثير من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي خلف ترمب مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، ست جولات محادثات في فيينا بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران).



ماذا نعرف عن المسيّرات الغامضة التي تحلق في سماء أميركا؟

أجسام طائرة تظهر في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
TT

ماذا نعرف عن المسيّرات الغامضة التي تحلق في سماء أميركا؟

أجسام طائرة تظهر في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

يستمر الغموض في التصاعد في الولايات المتحدة بعد ما يقرب من شهر من رؤية مسيّرات مجهولة في سماء شرق البلاد، مما أثار مخاوف بين السكان ونقاشاً حاداً حول ماهية هذه الأجسام الطائرة، وما إذا كانت مسيّرات من الأساس.

ولم تتمكن السلطات الأميركية من تقديم إجابات محددة حول هذه القضية، مكتفية بالقول إنه لا يُعتقد أن هذه الأجسام الطائرة تشكل خطراً على الأمن العام أو الأمن القومي.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحافيين، يوم الخميس، إن الصور المتاحة تشير إلى أن العديد من مشاهدات المسيّرات التي تم الإبلاغ عنها كانت في الواقع لطائرات مأهولة.

لكن بعض المشرعين انتقدوا طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة ونقص المعلومات المتاحة للجمهور، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). فماذا تعرف عن هذه المسيّرات؟

أين تم رصدها؟

تم الإبلاغ عن العشرات من المسيّرات فوق ولاية نيو جيرسي منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للسلطات المحلية.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه تم رصدها في البداية بالقرب من نهر راريتان، وهو ممر مائي يغذي خزان راوند فالي، وهو الأكبر في نيو جيرسي. وسرعان ما امتدت المشاهدات إلى أجزاء أخرى من الولاية، بما في ذلك ساحل نيو جيرسي.

وتم رصد بعض المسيّرات بالقرب من منشأة أبحاث عسكرية حساسة، وكذلك بالقرب من ملعب الغولف الخاص بالرئيس المنتخب دونالد ترمب في بلدة بيدمينستر بولاية نيو جيرسي.

أجسام طائرة تظهر في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

وفي مدينة نيويورك القريبة، تم الإبلاغ عن تحليق عدة مسيّرات فوق برونكس في 12 ديسمبر (كانون الأول)، حسبما قال مسؤول في الشرطة لشبكة «سي بي إس نيوز».

وشاهد الضباط الذين استجابوا للحادث مسيّرات تحلق في سماء المنطقة، لكنها اختفت بعد ذلك بوقت قصير. كما تم الإبلاغ عن مسيّرات في أجزاء أخرى من الولاية، وفقاً لشرطة ولاية نيويورك.

وأكدت الشرطة في ولاية كونيتيكت أيضاً حدوث «نشاط مشبوه بمسيّرات» في أجزاء مختلفة من الولاية. وتم نشر نظام كشف الطائرات من دون طيار حول بلدتي غروتون ونيو لندن.

وفي ولاية ماريلاند، ادعى الحاكم الجمهوري السابق لاري هوجان أنه رأى ما يبدو أنه «عشرات» من المسيّرات فوق مقر إقامته، على بعد نحو 40 كلم من واشنطن العاصمة.

وفي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أكدت القوات الجوية الأميركية أيضاً أنه تم رصد مسيّرات مجهولة الهوية فوق ثلاث قواعد جوية أميركية في المملكة المتحدة. وقالت مصادر دفاعية بريطانية لـ«بي بي سي» إن الشكوك تحوم حول مسؤولية «جهة حكومية» عن هذا «التوغل».

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مسيّرات غامضة شوهدت لمدة 17 يوماً بالقرب من منشآت عسكرية أميركية في ولاية فرجينيا.

ماذا قال المحققون عنها؟

في اتصال مع عدد من الصحافيين، حاول مسؤولون من عدة وكالات أمن أميركية طمأنة الناس إلى أن المسيّرات ليست «عمل جهة أجنبية»، ولا تمثّل تهديداً للأمن القومي. وقال مسؤول من مكتب التحقيقات الفيدرالي: «أعتقد أنه كان هناك رد فعل مبالغ فيه قليلاً».

ورغم التقليل من أهمية القلق العام، حرصت السلطات على التأكيد مرة أخرى على أن التحقيقات في مشاهدات المسيّرات لا تزال جارية.

وقالت وزارة الأمن الداخلي: «نحن بالتأكيد نتفهم سبب قلق الناس. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نخصص موارد كبيرة للقضية». بدورها، أضافت وزارة الأمن الوطني: «في الوقت نفسه، من المهم أن نفهم أنه ليس لدينا أي دليل حالي على وجود تهديد للسلامة العامة».

ما هذه الأجسام الطائرة؟

أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إلى أن العديد من مشاهدات «المسيّرات» كانت في الواقع لطائرات مأهولة. وقالت السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات إنها لا تعتقد أن المسيّرات خطيرة أو تشكل تهديداً للأمن القومي.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي أيضاً إن غالبية المشاهدات كانت على ما يبدو «رحلات جوية قانونية مأهولة»، وإنه لم يتم الإبلاغ عن أي شيء محظور في المجال الجوي.

وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية بياناً يوم الجمعة قالت فيه إن المزيد من الأشخاص أصبحوا يستخدمون الطائرات من دون طيار، مما يعني أن المزيد من الناس سوف يلاحظونها في السماء.

من أين أتت؟

إذا تم التأكد من أن الأجسام هي مسيّرات - وهو أمر غير مؤكد في هذه المرحلة - فمن غير الواضح من الذي قد يقوم بتشغيلها، وفق «بي بي سي».

وقال النائب الجمهوري عن ولاية نيو جيرسي جيف فان درو، نقلاً عن «مصادر رفيعة» مجهولة، إنها قادمة من «سفينة أم» إيرانية في المحيط الأطلسي.

وسارع البنتاغون إلى رفض هذا التعليق قائلاً: «ليس هناك حقيقة تثبت ذلك». وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ للصحافيين: «لا توجد سفينة إيرانية قبالة سواحل الولايات المتحدة، ولا يوجد ما يسمى بالسفينة الأم التي تطلق مسيّرات باتجاه الولايات المتحدة».

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي راجا كريشنامورثي - وهو عضو في لجنة بالكونغرس تراقب الحزب الشيوعي الصيني - لوسائل إعلام إن هناك فرصة «غير تافهة» لمشاركة الصين في هذا الأمر. وأضاف: «إنه بالتأكيد احتمال، واحتمال أن يتمكنوا بعد ذلك من الوصول إلى البيانات التي تجمعها هذه المسيّرات مرتفع للغاية».

ويصر البيت الأبيض والبنتاغون على أنه لا يوجد «مصدر أجنبي» وراء هذه الأجسام الطائرة.

هل يمكن إيقافها؟

اقترح العديد من المشرّعين أنه ينبغي إسقاط المسيّرات وتحليلها لتحديد مصدرها ونواياها. ومن بينهم الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي كتب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به «تروث سوشيال»: «مشاهدات غامضة لمسيّرات في كل أنحاء البلاد. هل يمكن أن يحدث هذا حقاً من دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك! على الجمهور أن يعرف وعلى الفور. وإلا فلتُسقِطوها!!!».

وفرضت إدارة الطيران الفيدرالية قيوداً مؤقتة على الطيران تحظر رحلات المسيّرات فوق بعض المناطق. وحذّرت، في بيان، من أن مشغلي المسيّرات الذين يقومون بعمليات «غير آمنة أو خطيرة» قد يواجهون غرامات تصل إلى 75 ألف دولار وإلغاء شهادات «طياري الطائرات من دون طيار» الخاصة بهم.

وأشار سكان إلى أنهم قد يتخذون إجراءات ضد المسيّرات بأنفسهم، وهو أمر حذرت السلطات بشدة من القيام به لأنه غير قانوني. وعلّق رجل على مقطع فيديو لمسيّرة على وسائل التواصل الاجتماعي: «بندقية جيدة ستحل هذه المشكلة».