بعد سنوات عجاف... الأمل يعود مجدداً إلى مانشستر يونايتد مع وصول رانغنيك

الفريق يتطلب شخصية قوية تعيد له هويته... وترفض تعاقدات تضر بمصالحه

مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
TT
20

بعد سنوات عجاف... الأمل يعود مجدداً إلى مانشستر يونايتد مع وصول رانغنيك

مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)
مانشستر يونايتد مدجج بالنجوم... ولكن! (رويترز)

يمتلك مانشستر يونايتد كافة المقومات التي تساعده على المنافسة على البطولات والألقاب، وكل ما يحتاجه هو إعادة ضبط الأمور داخل الملعب وخارجه. لا يمكن أن ننسى أن مانشستر يونايتد احتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن في ظل بحث النادي عن الأفضل ابتعد عن الأشياء التي جعلته يحقق النجاح في المقام الأول. وأعتقد أن النادي يفتقر للهوية الواضحة والبنية القوية في جميع أنحائه، وهو الأمر الذي امتدت تداعياته إلى الفريق.
وخلال الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، لم يكن اللاعبون يعرفون حقا ما إذا كانوا فريقاً يلعب بطريقة الضغط العالي على المنافسين أم فريقا يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة السريعة. أنا أحب سولسكاير وأرى أنه كان رائعاً لثقافة النادي وكان يحظى بدعم جماهيري كبير، وهو الأمر الذي كان يفتقده أي مدير فني للفريق منذ رحيل المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، لكن كبار المديرين الفنيين يجب أن يكونوا بارعين في النواحي الخططية والتكتيكية، وهو الأمر الذي كان يفتقده سولسكاير بشكل واضح.
لقد انتهت القصة بشكل مأساوي بعد الخسارة الثقيلة أمام واتفورد، وبلغت ذروتها بالتعليقات السلبية من اللاعبين. وأعتقد أن النادي اتخذ القرار الصحيح عندما أقال سولسكاير من منصبه، لأن الأمور لم تكن تسير على ما يرام. ومن الواضح أن الصفقات التي أبرمها الفريق خلال الصيف الماضي لم تقدم الدعم المطلوب، بل على العكس تماما أعاقت تقدم الفريق، لأن اللاعبين الجدد لم يكونوا مناسبين للطريقة التي يلعب بها الفريق. ومن الواضح أن التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو جعل الفريق يلعب بطريقة مختلفة، لكن لا يجب أن نلقي بالمسؤولية عليه وحده، خاصة أنه انضم للفريق في وقت متأخر من فترة الانتقالات الصيفية الماضية. في الحقيقة، كان الأمر يتطلب وجود شخصية قوية في مانشستر يونايتد ترفض عودة أحد أساطير النادي رغم أنه لا يزال يقدم أداءً على هذا المستوى العالي.
ويجب أن نتفق على أن رونالدو لم يخذل الفريق، فهو لا يزال يواصل تسجيل الأهداف، ويثبت أنه لا يزال أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن التعاقد معه جعل مانشستر يونايتد يغير الخطة التكتيكية التي يلعب بها بعد بداية الموسم، بالإضافة إلى أن الفريق لم يجر التعديلات اللازمة للتغلب على نقاط الضعف لدى النجم البرتغالي. ولو كان الطاقم الفني لمانشستر يونايتد يعلم أنه سيتعاقد مع رونالدو، لكان بإمكانه التعاقد مع محور ارتكاز قوي لتعويض فشل رونالدو في القيام بواجباته الدفاعية والضغط على مدافعي الفريق المنافس من الأمام.
وعلاوة على ذلك، واجه سولسكاير سوء حظ كبيرا بسبب إصابة المدافع الفرنسي رافائيل فاران، لأنه يمكن أن يكون لاعباً محورياً في قلب دفاع مانشستر يونايتد. وكلما استعاد مانشستر يونايتد خدمات فاران في وقت مبكر، كان ذلك أفضل، لأن ذلك سيساعد كثيرا في تخفيف الضغط عن هاري ماغواير. ويحتاج النادي لتدعيم الخط الخلفي وضخ دماء جديدة، حتى لا يضطر لوك شو وآرون وان بيساكا – البعيدان تماما عن مستواهما – للمشاركة في جميع المباريات كل أسبوع.
وفي كرة القدم الحديثة، يلعب ظهراء الجنب دورا كبيرا في النواحي الهجومية ويحسمون نتائج الكثير من المباريات، بالشكل الذي نراه مع أندية مثل تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي. وبالمثل، يجب أن يحصل خط الدفاع على الدعم اللازم من خط الهجوم، لكن مهاجمي مانشستر يونايتد لا يقومون بعملهم كما ينبغي من حيث الضغط على المنافس والعودة للخلف للقيام بالواجبات الدفاعية، لأنه كما نعرف جميعا فإن الدفاع يبدأ من الأمام. ويرغب مشجعو مانشستر يونايتد أن يكون الفريق أكثر إيجابية خلال المرحلة المقبلة. وتحت قيادة سولسكاير، كان الفريق يعتمد في كثير من الأحيان على محوري ارتكاز في وسط الملعب. من المؤكد أن سولسكاير كانت لديه أسبابه للقيام بذلك، لكن يمكن تعديل التشكيل بحيث يتم الاعتماد على محور ارتكاز واحد والسماح لدوني فان دي بيك بالقيام بدور أكثر ديناميكية في منتصف الملعب.
كان بول بوغبا يقدم مستويات رائعة في بداية الموسم، وكان يتحرك على الأطراف، وخاصة ناحية اليسار، وفي وسط الملعب، وكان يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين. ثم فجأة تم تغيير مركزه. أنا أتعاطف معه تماما، لأنه يعمل بكل قوة ويعود إلى الخلف كثيرا للقيام بواجباته الدفاعية، لكنه لا يحصل على الإشادة التي يستحقها. فهل يمكن أن يلعب بوغبا في وسط الملعب دون أن يحصل على الحماية اللازمة؟ بالطبع لا، لكننا نعرف ذلك منذ فترة طويلة، ونعرف كذلك أن المسؤولية لا تقع على بوغبا، الذي غاب عن المباريات الثلاث الماضية ولن يعود لأسابيع بسبب الإصابة. في الحقيقة، هناك لاعبون آخرون في مانشستر يونايتد يبذلون مجهودا أقل بكثير من الذي يبذله بوغبا!
وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن ضرورة بذل المهاجمين لمجهود أكبر، فهذا ليس رأيا شخصيا، لكنه حقيقة واضحة للجميع، إذ تشير الإحصاءات إلى أن مهاجمي مانشستر يونايتد لا يركضون بالشكل المطلوب فيما يتعلق بالعودة للخلف لتقديم الدعم اللازم للمدافعين. بالطبع، يمكن لهؤلاء اللاعبين القيام بذلك، لكنهم بحاجة إلى تحمل المسؤولية وأن يشعروا بأنهم سيحاسبون عندما يقصرون. ومن الواضح للجميع أن لاعبي ليفربول ومانشستر سيتي يبذلون جهدا أكبر من أجل استعادة الكرة من الخصم، وإبقاء المنافسين في نصف ملعبهم وحماية خط دفاعهم. يضم مانشستر يونايتد عددا كبيرا من المواهب الرائعة، لكنهم بحاجة إلى التوجيه السليم لاستغلال قدراتهم وإمكانياتهم كما ينبغي. إنهم يحتاجون إلى مدير فني جديد يتمتع بشخصية قوية لكي يخبرهم بأنه سيتم استبعاد أي لاعب لا يقوم بواجباته الكاملة داخل الملعب.
ويبدو أن مانشستر يونايتد خلص إلى أن المدير الفني المناسب غير متاح الآن، وهذا هو السبب في أنهم قاموا بتعيين رالف رانغنيك كمدير فني مؤقت. لكن يجب أن ينظر الفريق الآن إلى المديرين الفنيين الذين سيكونون متاحين في الصيف، ويدرس الاتجاه الذي يريد الذهاب إليه، وهو ما كان يمثل المشكلة الحقيقية طوال الفترة الماضية. ويبدو من المحبط بالنسبة لمانشستر يونايتد أن أفضل المديرين الفنيين في النواحي الخططية والتكتيكية يعملون الآن بالفعل مع أندية منافسة، وهو ما يجعل من الصعب للغاية التعاقد مع مدير فني قادر على الدخول في منافسة حقيقية مع جوسيب غوارديولا وتوماس توخيل ويورغن كلوب.
لكن الشيء المفرح ليونايتد أن رانغنيك يعد مسؤولا بشكل جزئي عن الإطاحة بالمدرب بسولسكاير حتى لو كان عن دون عمد، فقد ساهم في الوصول للشكل الحالي لاثنين من كبار منافسي مانشستر في الموسم الحالي، وهما ليفربول وتشيلسي. وأشاد كلوب وتوخيل ببرانغنيك في إلهامهما باتباع طريقة اللعب التي تعتمد على الضغط العكسي وهي الطريقة التي اعتمدها رانغنيك مع الفرق التي تولى الإشراف عليها منذ ثمانينات القرن الماضي. ومع التفوق الملحوظ لتشيلسي وليفربول على يونايتد، سيسعى رانغنيك لتقليص الفجوة مع المنافسين وأيضا تطبيق طريقة لعبه حتى نهاية الموسم وإلى ما بعد ذلك من خلال المنصب الاستشاري الذي سيتولاه لمدة عامين. ليس هناك أي شك في أن رانغنيك يتطلع لمساعدة يونايتد المدجج بالمواهب على تحقيق أهدافه خلال الفترة القصيرة التي سيتولى خلالها المسؤولية. وهو بالفعل قال: «متحمس للانضمام إلى مانشستر يونايتد وأركز على جعل هذا الموسم ناجحا للنادي».


مقالات ذات صلة

أموريم يشيد بأداء غارناتشو «المتكامل» أمام آرسنال

رياضة عالمية روبن أموريم (رويترز)

أموريم يشيد بأداء غارناتشو «المتكامل» أمام آرسنال

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد إعجابه بأداء أليخاندرو جارناتشو خلال التعادل 1-1 مع آرسنال في أولد ترافورد بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نونو إسبيريتو سانتو (أ.ف.ب)

سانتو مدرب فورست للاعبيه: استمتعوا بفريقكم... فخور بمستوياتكم

عبر نونو إسبيريتو سانتو مدرب نوتنغهام فورست عن فخره بلاعبيه بعد الفوز 1 - صفر على مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مارتن أوديغارد (إ.ب.أ)

أوديغارد: آرسنال لا يخشى التوجه لـ«أولد ترافورد»

قد يكون من الصعب مواجهة مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» رغم معاناته هذا الموسم؛ لكن قائد آرسنال مارتن أوديغارد قال إن فريقه سيتوجه إليه بحثاً عن الفوز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن دياز خلال المواجهة التي خسرها مانشستر سيتي أمام نوتنغهام (إ.ب.أ)

دياز: لن نفكر في احتمالات تأهل السيتي لدوري الأبطال... هدفنا واضح

أكد روبن دياز مدافع  مانشستر سيتي أن فريقه يدرك جيدا أهمية التأهل لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد الخسارة بهدف أمام مضيفه نوتنغهام فورست في الجولة 28 بالدوري.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: علينا الفوز بكثير من المباريات للتأهل لـ«دوري الأبطال»

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إن فريقه سيضطر إلى تحسين مستواه سريعاً إذا كان يرغب في التأهل لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.