«عاصفة رمل ومياه» تضرب مخيمات شمال غربي سوريا

إصابة 20 عائلة في مخيم بريف إدلب

عاصفة ضربت مخيمات للنازحين بإدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
عاصفة ضربت مخيمات للنازحين بإدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«عاصفة رمل ومياه» تضرب مخيمات شمال غربي سوريا

عاصفة ضربت مخيمات للنازحين بإدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
عاصفة ضربت مخيمات للنازحين بإدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)

وثق ناشطون سوريون، إصابة نازحين بجروح، وتضرر عشرات المخيمات شمال غربي سوريا، نتيجة عاصفة هوائية محملة بالغبار، وهطولات مطرية متفاوتة بين غزيرة ومتوسطة، ترافقت مع رياح عالية السرعة، ضربت محافظة إدلب، ومناطق أخرى، أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين بجروح طفيفة، نتيجة تهدم بعض الخيام المشيدة بالطوب البدائي.
وقالت «أم حسين»، وهي نازحة من ريف حماة وتقيم في مخيم المدينة المنورة في جبل حارم شمال إدلب، إن «عاصفة هوائية مفاجئة ضربت المكان، ما تسبب باقتلاع خيمتها من مكانها، لتتفاجأ بأنها وأطفالها وما تملك من أوان منزلية بسيطة في العراء، وبدأت الأغطية بالتحرك من مكانها والتطاير بسبب العاصفة، ما دفعني وأطفالي الصغار إلى مصارعة الرياح والتقاط بعض الأشياء خشية أن تذهب مع الريح». وتضيف أن أكثر من 20 عائلة نازحة في المخيم، واجهت المصير نفسه، وخيام أخرى تقطعت حبالها ووقعت على رؤوس العائلة، ما دفعها باللجوء إلى خيمة أحد جيرانها ريثما يتوفر لديها مأوى.
من جهته، قال أحمد العبدو وهو نازح من بلدة التح، ويدير مخيماً للنازحين شمال إدلب، يؤوي أكثر من 400 أسرة: «تعرضت أكثر من 80 خيمة، لأضرار كبيرة، بعضها اقتلعت من مكانها، وخيام أخرى تمزقت نتيجة عاصفة هوائية ورياح عالية اجتاحت شمال غربي سوريا، صباح الأربعاء 1 ديسمبر (كانون الأول)، فيما قامت عائلات أخرى بشد الخيام وتدعيمها عن طريق ربط حبالها بالحجارة وقطع حديدية تم غرزها كثيراً في الأرض، لحمايتها من الاقتلاع».
وأضاف أنه تم إيواء العائلات المتضررة، لدى أقربائهم في المخيم ذاته، ما تسبب بحالة ازدحام كبيرة، وحالة من التخبط خشية استمرار العاصفة وتضرر خيام آخرى، فيما هرعت فرق الدفاع المدني لتقديم المساعدة، في مساعدة النازحين بتثبيت خيامهم.
وقال نشطاء معارضون: «تم توثيق تضرر أكثر من 10 مخيمات، في منطقة حارم وأطمة وشمال إدلب، تعرضت فيها أكثر من 230 خيمة تؤوي نازحين من مختلف المناطق السورية، لأضرار متفاوتة، (بين اقتلاع بعضها وأخرى انهدمت فوق العائلة، فيما خيام أخرى تعرضت للتلف)، نتيجة العاصفة الهوائية التي اجتاحت شمال غربي سوريا، وتعرض 8 أشخاص بينهم 4 أطفال، في مخيم باريشا بالقرب من الحدود السورية التركية، إثر تهدم جدران الخيام المشيدة بالطوب، وبطرق بدائية، لأضرار».
وناشط الناشطون، المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بـ«الوصول إلى المتضريين بالسرعة القصوى وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، كالخيام والألبسة والأغطية التي تطايرت بسبب العاصفة، فضلاً عن تبديل الخيام التالفة، والمساهمة في فتح قنوات بمحيط المخيمات، خشية هطول أمطار غزيرة وغرق الخيام، كما حدث في الأعوام الماضية، خلال فصل الشتاء».
من جهته، قال مسؤول في فريق «منسقو الاستجابة في سوريا»، إن أضراراً مادية كبيرة، لحقت بعشرات الخيم ضمن مخيمات الشمال السوري نتيجة عاصفة هوائية وهطولات مطرية ورياح عالية السرعة في مناطق مختلفة من محافظة إدلب وحلب، وتم توثيق تضرر أكثر من 13 مخيماً في ريف إدلب الشمالي وريف حلب، بأضرار متفاوتة، تراوحت بين تهدم الخيام واقتلاع أخرى، إضافة إلى أضرار ضمن المواد الداخلية ضمن الخيم.
وأوضح أن مجمل الأضرار تعود إلى سوء الخيم المستخدمة ضمن المخيمات (خيم السفينة) وهي غير قادرة على مقاومة العوامل الجوية وخصوصاً العواصف الهوائية، إضافة إلى اهتراء مئات الخيم نتيجة طول المدة الزمنية وعدم استبدال خيم جديدة بها، من قبل المنظمات الدولية. وأشار إلى أنه يعيش معظم قاطني المخيمات في شمال غربي سوريا خلال ذلك، حالة من الخوف والقلق، خشية استمرار العاصفة أو اشتدادها، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية جديدة بحق النازحين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.