البطريرك الماروني يدعو المسؤولين اللبنانيين للكف عن تشويه صورة بلادهم

TT

البطريرك الماروني يدعو المسؤولين اللبنانيين للكف عن تشويه صورة بلادهم

عبّر البطريرك الماروني بشارة الراعي عن حسرته لما يتعرض له لبنان، داعيا المسؤولين للكف عن تشويه صورة بلادهم، وذلك خلال زيارة يقوم بها إلى قبرص.
وقال الراعي: «أنا لا أقف اليوم موقف الإدانة لأحد، بل موقف الحسرة على ما يتعرض له لبنان، ولكن رغم مأساتنا فإن الكل يحبنا لأن اللبنانيين مخلصون لوطنهم، وقد ساهموا بإغناء الدول بتراث وطنهم، ونصلي اليوم من أجل المسؤولين في لبنان أن يكفوا عن تشويه صورة اللبنانيين، وأملنا كبير بشعبنا الطيب وبأصحاب النوايا الصالحة».
وكان الراعي غادر إلى قبرص في زيارة تستمر حتى الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي لمواكبة زيارة البابا فرنسيس إلى الجزيرة. وقال قبيل مغادرته بيروت: «الشعب اللبناني يعاني والليل الأسود طويل لكن سينجلي وسيحل النهار محله، علينا أن نتحمل بعضنا البعض، وأن نصمد في هذه الفترة الصعبة».
في موازاة ذلك، وبعد الكتاب الذي كان قد وجهه المفتي الجعفري أحمد قبلان إلى البطريرك الراعي رافضا مبدأ الحياد، وداعيا لعدم المساواة بين داعم الاحتلال وداعم التحرير، اتصل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى بكل منهما، مؤكدا على جوهر رسالة رجال الدين والمواقف التي تأخذ بالاعتبار ضرورات المرحلة والأزمات الوطنية المختلفة لتساهم في خفض منسوب الخطابات والتوترات على اختلافها.
وأعلنت مشيخة العقل في بيان أن أبي المنى أجرى اتصالا هاتفيا بالبطريرك بشارة الراعي، قبيل سفره إلى قبرص، مشيرة إلى أن الاتصال تناول «شؤونا عامة، وأهمية خلق المناخات الإيجابية المطلوبة من قبل القيادات والمراجع الروحية على وجه الخصوص، حيث الظرف الراهن يقتضي التخفيف من المواقف المتشنجة والبحث عن مساحات التلاقي والمشتركات. وكان هناك تطابق في الرؤى بينهما والاتفاق على لقائهما بعد عودة الراعي إلى لبنان».
ولفت البيان إلى أن أبي المنى اتصل أيضا بالمفتي الجعفري وجرى «تقييم للوضع العام، وتأكيد على جوهر رسالة رجال الدين والمواقف التي تأخذ بالاعتبار ضرورات المرحلة والأزمات الوطنية المختلفة لتساهم في خفض منسوب الخطابات والتوترات على اختلافها، الأمر الذي أكد عليه أيضا المفتي قبلان، مبديا تعاونا إيجابيا في تهدئة الأجواء، والتركيز على نقاط التلاقي المشتركة بما يعزز الأمل لدى اللبنانيين في ظل التحديات والهواجس المقلقة على صعيد لبنان والمنطقة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».