مؤتمر اقتصادي في ليبيا يدعو لتحسين البيئة الاستثمارية وتأهيل البنية التحتية

مسؤولون ليبيون وعرب ورجال أعمال حضروا المؤتمر الاقتصادي في ليبيا (الشرق الأوسط)
مسؤولون ليبيون وعرب ورجال أعمال حضروا المؤتمر الاقتصادي في ليبيا (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر اقتصادي في ليبيا يدعو لتحسين البيئة الاستثمارية وتأهيل البنية التحتية

مسؤولون ليبيون وعرب ورجال أعمال حضروا المؤتمر الاقتصادي في ليبيا (الشرق الأوسط)
مسؤولون ليبيون وعرب ورجال أعمال حضروا المؤتمر الاقتصادي في ليبيا (الشرق الأوسط)

أوصى مؤتمر اقتصادي عُقد في ليبيا على مدار يومين، بتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي في البلاد، وتحسين البيئة الاستثمارية؛ ارتكازاً على سياسة الإصلاح والتنمية المستدامة الجديدة، مع تشجيع الاستثمار في بناء المدن المهدمة وفي البنى التحتية من الطرق والموانئ والمطارات، فضلاً عن الرقمنة وتعزيز العمل في قطاعات الطاقة والمياه والصحة والتعليم والسياحة.
وفي ختام فعاليات المؤتمر التاسع عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب، الذي عُقد تحت شعار «الاستثمار وعودة الحياة»، في العاصمة الليبية طرابلس، خلال يومي 28 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تم التأكيد على ما أحرزته ليبيا من مخططات للإصلاح المؤسسي وتحسين البيئة الاستثمارية واستراتيجية التعافي على أسس مستدامة، والتي تعِد بنهضة قوية لبناء اقتصاد حديث ومتنوع ومتطور.
وأشارت توصيات المؤتمر إلى «إفساح المجال بشكل أكبر أمام القطاع الخاص للاستثمار في تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات الأخرى غير النفطية، وإعادة تفعيل الاتفاقيات مع الدول الشقيقة والصديقة وتسهيل دخول رجال الأعمال وإلغاء تأشيرة الدخول لأصحاب الأعمال العرب وتذليل الصعوبات أمامهم، وربط الموانئ والمطارات مع الدول العربية لتنشيط النقل التجاري، وتسهيل التحويلات المصرفية».
حضر فعاليات المؤتمر أكثر من 500 شخصية اقتصادية رسمية وخاصة من نحو 20 دولة. وتقدم الحضور نائب رئيس الحكومة الليبي رمضان بوجناح، ممثلاً لرئيس الحكومة، وعدد من الوزراء والرسميين، ومسؤولي غرف التجارة والصناعة والزراعة في الدول العربية، والغرف العربية - الأجنبية المشتركة، وهيئات تشجيع الاستثمار في الدول العربية، ورواد الأعمال والمستثمرين العرب، وخبراء دوليين وعرب في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
ودعا نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية رمضان بوجناح، أصحاب الأعمال العرب للشراكة من خلال توطيد علاقات التعاون مع نظرائهم في ليبيا، في سبيل التنمية والتطوير، واضعاً إمكانات الوزارة في سبيل تسهيل الإجراءات وتشجيع فرص الاستثمار.
وشدّد على الجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار ومشاركة جميع شرائح المجتمع بمشاريع التنمية المستدامة.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة الوحدة الوطنية محمد الحويج، إن «الاستثمار هو شراكة وقيمة مضافة، وإن ليبيا تمر الآن في مرحلة تحول لاقتصادها من الريعية إلى المعرفة والحداثة؛ ارتكازاً على خطة جديدة تنطوي على الكثير من الحوافز لتشجيع الاستثمار في شتى المجالات والقطاعات التي تحتاج إليها ليبيا».
وأكد أن لا عودة في ليبيا إلى سيطرة القطاع العام، وأن السعي مستمر لإصلاح المؤسسات وعودة رأس المال البشري والمادي إلى ليبيا.
وتحدث الأمين العام المساعد، رئيس مركز الجامعة العربية في تونس، الدكتور محمد صالح بن عيسى، عن أهمية المؤتمر وما يمثله من فرص للاستثمار وتعزيز التعاون العربي. مشيراً إلى أن الجامعة العربية بصدد إعداد مسودة لاتفاقية عربية جديدة لتعزيز الاستثمار العربي المشترك.
ولفت الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، إلى التوقعات الدولية التي تشير إلى نمو اقتصادي كبير في ليبيا في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، واعتبر أن الباب أصبح مفتوحاً أمام الاستثمارات في شتى المجالات.



الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».