الأمم المتحدة لنقل 14 ألف نازح من الخطوط الأمامية في مأرب

TT

الأمم المتحدة لنقل 14 ألف نازح من الخطوط الأمامية في مأرب

تخطط مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لنقل نحو 14 ألفاً من النازحين في غرب محافظة مأرب بسبب اقتراب المواجهات من المخيمات التي يقيمون فيها منذ أعوام، فيما أظهرت بيانات المفوضية أن مناطق سيطرة الحكومة الشرعية تستضيف 60‎ في المائة‎ من طالبي اللجوء من القرن الأفريقي والذين يزيد عددهم على 140 ألف شخص؛ حيث انتقل معظم هؤلاء إلى مناطق سيطرة الشرعية بعد التنكيل الذي تعرضوا له في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وقيامها بترحيل الآلاف منهم من تلك المناطق بعد أن قتل العشرات في أحد مراكز الاحتجاز وسط العاصمة صنعاء.
وذكرت المفوضية أنه «مع اقتراب خطوط المواجهة من جنوب مأرب، تواجه مواقع الاستضافة والسكان المدنيون الموجودون مخاوف فورية تتعلق بالسلامة»، وأنه «على الجبهة الغربية هناك نحو 1930 عائلة نازحة (نحو 14 ألف شخص) في مواقع النازحين بمديرية صرواح على بعد 5 كيلومترات من الاشتباكات المستمرة، ومع ازدياد القلق على سلامتهم يعمل شركاء المفوضية في مأرب، بالتنسيق مع مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات، حالياً على وضع خطط لنقل هذه الأسر إلى مناطق أكثر أماناً في مديرية (مأرب الوادي)، في حالة حدوث نزوح مفاجئ».
المفوضية قالت إنه ومنذ بداية العام، وزعت أكثر من 62 مليون دولار من المساعدات النقدية لأكثر من 175 ألف نازح يمني ولاجئ، «وذهب جزء كبير من هذه المساعدة إلى اليمنيين النازحين، وهم معرضون لخطر الجوع 4 مرات أكثر من متوسط السكان اليمنيين؛ حيث تكشف أحدث بيانات رصد ما بعد التوزيع عن أن ما يصل إلى 91 في المائة من المستفيدين أنفقوا المساعدة على الغذاء، وأكثر من 20 في المائة على الإيجار».
وقالت إنه «في جزء من الجهود المستمرة للاستجابة لاحتياجات أكثر من 7000 فرد، قدمت مواد غير غذائية إلى 3041 فرداً، وحقائب مأوى طارئة إلى 1747 فرداً، نزحوا مؤخراً من مناطق رحبة والعبدية والجوبة وجبل مراد إلى مديريتي (مدينة مأرب) و(مأرب الوادي) منذ بدء الهجوم الجديد لميليشيات الحوثي على مأرب في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتمكنت المفوضية من الوصول إلى أكثر من 2000 أسرة نازحة بمساعدات الإغاثة الطارئة، مثل البطانيات وأطقم النوم وأدوات المطبخ والأغطية البلاستيكية ومجموعات المأوى في حالات الطوارئ».
وذكرت أن «نقص الغذاء والصحة والتغذية في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمال صنعاء أدى إلى ارتفاع حالات سوء التغذية مع رصد أكثر من 160 حالة مشتبهاً فيها؛ في حين شهدت الضالع انخفاضاً في عدد التهديدات بإخلاء مواقع النزوح». وأكدت أن «بدء فصل الشتاء في محافظة صنعاء أدى إلى وجود حاجة ماسة لمجموعة مستلزمات الإيواء الشتوي والطوارئ»، وأن «المنظمات الإغاثية في جنوب الحديدة، مستمرة في توزيع مجموعات آليات الاستجابة السريعة؛ ومع ذلك، تقلصت قدرة الشركاء على الوصول إلى مواقع النازحين في مديرية التحيتا».
إلى ذلك؛ كشفت بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في اليمن تستضيف أكثر من 60 في المائة من إجمالي 141.600 لاجئ وطالب لجوء يعيشون في اليمن؛ معظمهم من القرن الأفريقي، بعد أن رحلت ميليشيا الحوثي معظم هؤلاء من مناطق سيطرتها؛ مما تسبب في مقتل العشرات منهم.
ووفق أحدث تقرير للأمم المتحدة؛ يعيش معظم طالبي اللجوء في المناطق الحضرية في عدن والمكلا وسيئون؛ «حيث يعيش نحو 9.480 لاجئ في مخيم خرز للاجئين. ويتأثر اللاجئون بالآثار المشتركة للحرب وتدهور الاقتصاد وانهيار الخدمات العامة والوباء. وتوفر المفوضية وشركاؤها الحماية والمساعدة للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم». ووفق هذه البيانات؛ فإن 87304 من اللاجئين مسجلون في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية حتى سبتمبر الماضي، وأن 36 في المائة من جميع اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين هم من النساء والفتيات، وأن أكثر من 2800 لاجئ وطالب لجوء ويمني تلقوا رعاية صحية أولية في العيادات التي تدعمها المفوضية في صنعاء والبساتين وخرز في لحج، واستمرت أمراض الحمى والتهابات الجهاز التنفسي العلوي في أنها السبب الرئيسي لاستشارات العيادات الخارجية. فيما قاد العاملون الصحيون المجتمعيون جلسات توعية حول فيروس «كورونا»، وصلت إلى أكثر من 7300 شخص في محافظات صنعاء وعدن وحضرموت ومخيم خرز للاجئين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.