السودان يفرج عن دفعة جديدة من المعتقلين السياسيين

TT

السودان يفرج عن دفعة جديدة من المعتقلين السياسيين

أطلقت السلطات العسكرية السودانية سراح دفعة جديدة من المعتقلين السياسيين، أبرزهم عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، ووزير الصناعة إبراهيم الشيخ، ومقرر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) وجدي صالح، بعد اعتقال دام أكثر من شهر، بعدما وجهت إلى بعضهم بلاغات جنائية بتهم التحريض والدعوة للتذمر ضد قوات الجيش، في الوقت الذي يقبع فيه المئات من القادة الشعبيين المقبوض عليهم وفق لوائح الطوارئ في عدد من السجون السودانية بانتظار تكوين نيابات مختصة تبتّ في أمرهم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السلطات أفرجت أمس عن كلٍّ من وزير الصناعة إبراهيم الشيخ، والقيادي في تجمع المهنيين إسماعيل التاج، وأعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو «إيهاب الطيب، وعثمان الطيب يوسف، وعبد الله سلمان»، فيما لا يزال المئات من قادة لجان المقاومة والثوار يقبعون في السجون على ضوء بلاغات وفق لائحة الطوارئ.
وألقت السلطات العسكرية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي القبض على عدد من الوزراء ومساعدي رئيس الوزراء بمن فيهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك نفسه، وعدد من القادة السياسيين، على خلفية الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووُصفت بـ«الانقلاب العسكري»، والتي حل بموجبها مجلسي السيادة والوزراء، وأعلن حالة الطوارئ، وأقال حكام الولايات.
وفي 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقّع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والبرهان اتفاقاً سياسياً عاد بموجبه لممارسة مهام منصبه مجدداً، نصَّ على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين دون شروط، لكن السلطات العسكرية تمسكت بتوجيه دعوى جنائية تجاه بعضهم تحت المواد 58 - 62 من القانون الجنائي، وتنص على التحريض ضد الجيش ودعوة جنوده للتذمر، وتعاقب بالسجن لمدة لا تزيد على سبع سنوات أو الغرامة، على خلفية انتقادهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، وممثلي العسكر في مجلس السيادة.
وأطلقت السلطات سراح أربعة وزراء قبل توقيع الاتفاق السياسي وهم: «وزير الرياضة يوسف آدم الضي، ووزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، ووزير التجارة علي جدو، وزير الإعلام حمزة بلول»، وبعد توقيع الاتفاق السياسي أطلقت سراح كلٍّ من «مستشار رئيس الوزراء السياسي ياسر عرمان، ورئيس حزب البعث علي الريح السنهوري، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، والقيادي في حزب الأمة صديق الصادق المهدي».
ولاحقاً أطلقت سراح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء فيصل محمد صالح، وبعده كل من «الصحافي ماهر أبو الجوخ، والصحافي فايز السليك المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء، ومدير تلفزيون الخرطوم ياسر عوض، وعضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو طه عثمان، ووزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، والقيادي في حزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين، وعدد آخر من المعتقلين».
ووجهت السلطات اتهامات جنائية ضد كل من عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، ومقرر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وعضو اللجنة إيهاب الطيب، والأمين العام لها عثمان الطيب يوسف، والقيادي في تجمع المهنيين إسماعيل التاج، وضابط الشرطة بنيابة اللجنة عبد الله سليمان، وآخرين أفرجت النيابة عنهم، بعضهم بالكفالة العادية وبعضهم دون إجراءات جنائية. وعلى الرغم من إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن هناك المئات من قادة لجان المقاومة الشعبية والمحتجين مقبوض عليهم تحت «قوانين حالة الطوارئ» التي أعلنها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عقب استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر الماضي، لم يتم الإفراج عنهم، وقال محامٍ لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات لم تُفرج عنهم تحت ذريعة أنهم مقبوضون وفق لائحة الطوارئ في الوقت الذي لم تكن فيه محكمة ونيابة طوارئ بعد.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».