مفوضية الانتخابات العراقية ترسل آخر الطعون إلى القضاء

الممثلة الأممية ترد على واصفيها بـ«عجوز»

ممثلة الأمم المتحدة في العراق (تويتر)
ممثلة الأمم المتحدة في العراق (تويتر)
TT

مفوضية الانتخابات العراقية ترسل آخر الطعون إلى القضاء

ممثلة الأمم المتحدة في العراق (تويتر)
ممثلة الأمم المتحدة في العراق (تويتر)

في حين باشرت مفوضية الانتخابات العراقية بإرسال آخر الطعون المسجلة على بعض المحطات الانتخابية إلى الهيئة القضائية، ردت الممثلة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، على المنتقدين لها بوصفها «عجوزاً»، والمتهمين لها بالتواطؤ في تزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت مطلع، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأرسلت مفوضية الانتخابات، أمس (الأحد)، آخر الطعون إلى الهيئة القضائية وتحدثت عن الطريقة التي سيتم بها موعد إعلان النتائج النهائية.
وقال عضو الفريق الإعلامي في المفوضية عماد جميل في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (واع)، إن «المفوضية باشرت (اليوم - أمس الأحد) بإرسال الطعون إلى الهيئة القضائية، وستبت الهيئة بالطعون بشكل نهائي خلال الأيام المقبلة».
واستقبلت مفوضية الانتخابات أكثر من 2000 طعن انتخابي موزعة على عموم محافظات البلاد، من دون أن تسفر تلك الطعون عن أي تغيير جدي في خريطة الأشخاص والتحالفات الفائزة في الانتخابات، ومن دون أن تقدم دليلاً واضحاً عى الاتهامات بالتزوير التي وجهتها الأطراف الخاسرة للعملية الانتخابية.
وحول الموعد النهائي لإعلان النتائج، يلاحظ أن عضو الفريق الإعلامي للمفوضية عماد جميل يتحدث بحذر ويسعى إلى تحاشي ذكر موعد محدد، واكتفى بالقول: «بعد إنهاء جميع الطعون ومصادقة الهيئة القضائية عليها، ستعلن المفوضية خلال يومين، النتائج النهائية».
وليس من الواضح متى ستنهي الهيئة القضائية من الطعون المقدمة، مما يعزز فكرة أن الاعتراضات والاحتجاجات التي أعقبت إعلان النتائج أثرت سلباً على سرعة إنجاز إعلان النتائج الذي كانت تروج له المفوضية المستقلة قبل إجراء الانتخابات باعتبار النظام الإلكتروني «المحكم»، الذي استخدم لأول مرة في الانتخابات الأخيرة وكان يتوقع أن يتجاوز معظم عقبات التأخير بإعلان النتائج في الدورات البرلمانية السابقة.
من جهتها، ردت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، على المنتقدين لها بوصفها «عجوزاً»، وقالت خلال مؤتمر استراتيجيات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بأربيل، أمس (الأحد): «هناك اليوم من يقول عني امرأة عجوز، وهو أكبر مني سناً، لقد كنت أول وزيرة دفاع في هولندا، وأول ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق».
ودرجت المنصات والمواقع القريبة والتابعة للفصائل المسلحة وتحالف «الفتح»، منذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات وتأكيد خسارتها على توجيه انتقادات لاذعة للممثلة الأممية وتتهمها بالمشاركة في عملية تزوير الانتخابات وتصفها غالباً بـ«العجوز» و«العجوز الشمطاء».
وذكرت بلاسخارت خلال كلمة ألقتها في مؤتمر الاستراتيجيات أنه «بحسب النتائج الأولية في البرلمان العراقي، فإن عدداً كبيراً من المرشحات أصبحن عضوات في البرلمان العراقي، بما نسبته أكثر من 25 في المائة، وهذه ضرورة، وليست محل سعادة فقط».
وأضافت: «ما رأيته في الإقليم من تمثيل المرأة كان كبيراً، وأنا كامرأة أعرف أهمية مشاركة المرأة في القيادة والوصول في المراتب العليا، المرأة اليوم داخل المؤسسات تصبحن طليعيات للأجيال المقبلة»، لكنها استدركت بالقول: «لنكن صريحين أكثر، حقوق المرأة لم تتحقق بعد في العراق، أمامنا الكثير، يجب أن تكون هنا إصلاحات أكثر».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.