السودان: إحالة قيادات من جهاز الأمن للتقاعد

TT

السودان: إحالة قيادات من جهاز الأمن للتقاعد

أعفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان 8 ضباط على الأقل في جهاز المخابرات العامة من الخدمة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء «رويترز» عن مصدرين رسميين، أمس (الأحد). وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية في انقلاب يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول)، قد عيّن رئيساً جديداً لجهاز الشرطة ونائباً له، بعد أسبوع من إبرامه اتفاقاً سياسياً مع قائد الجيش.
كما نقلت قناتا «العربية» و«الحدث»، أمس (الأحد)، عن مصدر سوداني قوله إن قائد الجيش أحال العشرات من قيادات الأمن والمخابرات في السودان للتقاعد، في حين تم تعيين الفريق أحمد مفضل مديراً لجهاز المخابرات العامة، وتسمية اللواء هشام حسين نائباً له. وقال المصدر إن التغيير في جهاز المخابرات طال عدداً من الضباط؛ حيث تمت إحالة عدد من الضباط برتبتي اللواء والعميد للتقاعد.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، قد أصدر قراراً بإعفاء رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ومدير جهاز المخابرات وآخرين من قيادات الأجهزة الأمنية، كما اعتمد إعفاء مدير الشرطة ونائبه واستبدالهما بضابطين آخرين، بناء على توصية من رئيس الوزراء حمدوك.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ«حميدتي»، أن المكون العسكري في السودان ليس لديه غرض في السلطة السياسية. وقال، في تصريحات خاصة لـ«العربية» و«الحدث»، السبت، إن إعفاء القيادات العسكرية والأمنية والشرطية هدفه تحديد المسؤوليات، مشيراً إلى أنه على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن يعود إلى الأقاليم والقبائل لتشكيل حكومته المقبلة. وأضاف: «نعرف أن هناك مخططاً لشيطنة المكون العسكري في السودان». وشدد على أن هدف مجلس السيادة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في السودان.
وبشأن أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات الأخيرة، أكد على ضرورة تحديد المسؤوليات لمحاسبة المتورطين في العنف خلال المظاهرات. وقال حميدتي إنهم «جاهزون للمحاسبة وبإمكاننا تقديم استقالتنا في أي وقت»، مشيراً إلى أن هناك طرفاً ثالثاً يستغل المظاهرات في السودان. كما أكد نائب رئيس مجلس السيادة أنهم لم يختاروا أعضاء المجلس من المكون المدني، بل رشحتهم أقاليمهم، وتابع قائلاً: «كنا بين خيارين... انهيار الدولة أو القيام بالإجراءات التصحيحية».
على صعيد آخر، بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أمس (الأحد)، مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي لشؤون القرن الأفريقي، أنيت ويبر، استكمال هياكل السلطة الانتقالية في البلاد. وقالت وكالة السودان للأنباء إن الجانبين ناقشا تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي والمفوضيات والمجالس، خاصة المتعلقة بعملية إجراء الانتخابات.
وأضافت الوكالة أن البرهان تعهد خلال اللقاء بحماية الفترة الانتقالية «وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة»، مؤكداً دعمه لحكومة الكفاءات الوطنية التي من المزمع تشكيلها من قبل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وشدد البرهان أيضاً على دعم الجهود المبذولة لعقد حوار شامل مع القوى السياسية كافة بالبلاد باستثناء المؤتمر الوطني المحلول. وقالت الوكالة إن أنيت أكدت استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لعملية الانتقال. السياسي من أجل إجراء الانتخابات، خاصة في الجوانب اللوجستية والفنية، مشيرة إلى أهمية السودان لأمن الإقليم والبحر الأحمر.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.