هل حقاً تحصل الأندية على «دفعة إيجابية» عند تعيين مدير فني جديد؟

النتائج الجيدة التي يحققها المدرب البديل تحدث أحياناً وليس في أغلب الأحيان

هل حقاً تحصل الأندية على «دفعة إيجابية» عند تعيين مدير فني جديد؟
TT
20

هل حقاً تحصل الأندية على «دفعة إيجابية» عند تعيين مدير فني جديد؟

هل حقاً تحصل الأندية على «دفعة إيجابية» عند تعيين مدير فني جديد؟

بعد مرور 12 جولة فقط من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، غيرت ستة أندية مديريها الفنيين بالفعل، وكان المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير هو آخر الضحايا بعد أن أقيل من منصبه في أعقاب المستويات السيئة لمانشستر يونايتد وهزيمته أمام واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
من المؤكد أن جمهور مانشستر يونايتد يشعر بالحزن لرحيل سولسكاير، الذي كان نجماً كبيراً في صفوف الفريق كلاعب في السابق، لكن سلسلة النتائج المخيبة للآمال والخسارة خمس مرات في آخر سبع مباريات بالدوري - كان الفوز الوحيد في تلك السلسلة المتتالية على توتنهام، وهو الأمر الذي كلف المدير الفني البرتغالي نونو إسبريتو سانتو منصبه أيضاً - لم تكن جيدة بما يكفي لاستمرار سولسكاير. وبشكل إجمالي، أقالت أندية واتفورد ونيوكاسل وتوتنهام ونوريتش سيتي وأستون فيلا ومانشستر يونايتد مديريها الفنيين هذا الموسم.
وبذلك، تجاوز عدد المديرين الفنيين الذين تمت إقالتهم حتى الآن هذا الموسم عدد المديرين الفنيين الذين أقيلوا من مناصبهم خلال الموسم الماضي بأكمله، حيث شهد الموسم الماضي للدوري الإنجليزي الممتاز إقالة أربعة مديرين فنيين. ربما كانت الأندية مترددة في إقالة مدربيها ودفع الشروط الجزائية لهم في الوقت الذي تُلعب فيه المباريات من دون جمهور ولا تحصل على عائدات من بيع التذاكر - أو ربما ساعد عدم وجود الجماهير الغاضبة في المدرجات في بقاء المديرين الفنيين في مناصبهم لفترات أطول.
وفي كلتا الحالتين، ما نتائج هذه التغييرات؟ كثيراً ما يقال إن الأندية تتمتع بـ«دفعة قوية للأمام نتيجة تعيين مدير فني جديد»، حيث يظهر وجه جديد في التدريبات ويقدم اللاعبون أفضل ما لديهم مرة أخرى على أمل أن ينال كل منهم رضا المدير الفني الجديد، وتعود الثقة مرة أخرى وتبدأ النتائج في التحسن. لكن هل يحقق المديرون الفنيون الجدد تقدماً في النتائج؟ أم يساعدون الفريق في العودة إلى المستويات التي كان من المفترض أن يقدمها من الأساس؟
وقد حصل اثنان فقط من المديرين الفنيين الخمسة الجدد الذين تم تعيينهم في أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم - ستيفن جيرارد ودين سميث - على ثلاث نقاط في أول مباراة لهما في الدوري، حيث فاز أستون فيلا على برايتون بهدفين دون رد بفضل هدفين في وقت متأخر من المباراة، كما عاد نوريتش سيتي بعدما كان متأخراً في النتيجة ليحقق الفوز على ساوثهامبتون. وخسر واتفورد في أول مباراة له تحت قيادة كلاوديو رانييري بخماسية نظيفة أمام ليفربول، وتعادل توتنهام سلبياً أمام إيفرتون في المباراة الأولى للمدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي مع السبيرز؛ ولم يستطع نيوكاسل التفوق على برينتفورد، بينما كان إيدي هاو يشاهد اللقاء من فندق محلي.
في الواقع، لا يمكن للمديرين الفنيين تغيير الأمور على الفور، لكن الأندية الأربعة التي غيرت مديريها الفنيين الموسم الماضي حصلت كلها على مزيد من النقاط في كل مباراة في المتوسط تحت قيادة المدير الفني الجديد. كان الأوان قد فات بالنسبة لوست بروميتش ألبيون وشيفيلد يونايتد لتجنب الهبوط، لكن ألاردايس حقق نتائج أفضل من سلافين بيليتش (0.76 نقطة في المباراة تحت قيادة ألارديس مقابل 0.54 نقطة تحت قيادة بيليتش)، كما فعل هيكينغبوتوم الشيء نفسه في شيفيلد يونايتد (0.90 نقطة لكل مباراة مقابل 0.50 نقطة لكل مباراة مع سلفه). ومن بين الأندية الأربعة التي غيرت مدربيها الموسم الماضي، كان تشيلسي هو الذي تحسن بشكل كبير.
لقد أقيل فرانك لامبارد من القيادة الفنية لتشيلسي في منتصف الموسم الماضي، بعد أن حقق متوسط نقاط في المباراة الواحدة بلغ 1.53 نقطة من أول 19 مباراة. وارتفع هذا المعدل إلى 2.00 نقطة في المباراة الواحدة تحت قيادة توخيل، الذي قاد النادي أيضاً للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ النادي.
ربما بدأ تشيلسي مسيرته تحت قيادة توخيل بشكل بطيء، حيث فشل في التغلب على وولفرهامبتون على أرضه في المباراة الأولى، لكن مانشستر سيتي كان الفريق الوحيد الذي حصل على نقاط أكثر من تشيلسي في النصف الثاني من الموسم، حيث حصل مانشستر سيتي على 48 نقطة، مقابل 38 نقطة لتشيلسي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل كان التحسن السريع الذي طرأ على أداء تشيلسي تحت قيادة توخيل بمثابة دفعة للأمام؟ أم مجرد عودة إلى ما كان يجب أن يقدمه الفريق في المقام الأول؟ لقد أنفق تشيلسي أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع كاي هافرتز وتيمو فيرنر وإدوارد ميندي وحكيم زياش في أول فترة انتقالات تحت قيادة لامبارد، لكن النادي كان يحتل المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل فترة وجيزة من إقالته.
وبالتالي، كان من المفترض أن يكون فريق يضم هذه الكوكبة من المواهب في مركز أعلى بكثير في جدول الترتيب، وهو ما حققه توخيل في نهاية المطاف. لقد أنهى تشيلسي الموسم في المركز الرابع؛ ولو بدأ الموسم عندما تولى المدير الفني الألماني قيادة الفريق فإنه كان سينهي الموسم في المركز الثاني. وواصل تشيلسي تحسنه وتطوره خلال الموسم الحالي ويتصدر جدول الترتيب بمعدل 2.42 نقطة في كل مباراة، وسحق يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا برباعية نظيفة وحجز مقعده بسهولة في مراحل خروج المغلوب.
لقد نجح توخيل في تحسين مستوى تشيلسي من خلال العمل مع اللاعبين بمرور الوقت، رغم أنه لم يستطع إحداث نجاح فوري. في الحقيقة، غالباً ما يبدو المديرون الفنيون الجدد أكثر فاعلية لأنهم يبدأون عملهم والفريق في أدنى مستوياته من الأساس، حيث تتم إقالة المدير الفني من منصبه والفريق يقدم مستويات سيئة للغاية.
لقد خسر مانشستر يونايتد خمس مرات في آخر سبع مباريات بالدوري تحت قيادة سولسكاير، ولعب أستون فيلا خمس مباريات من دون أن يحقق أي فوز، وهو الأمر الذي أدى إلى الإطاحة بدين سميث؛ وكان نوريتش سيتي يتذيل جدول الترتيب عندما أقيل دانيال فارك من منصبه، حتى لو كان قد فاز للتو بأول مباراة له في الدوري هذا الموسم. ولم يكن نونو قادراً على مساعدة فريقه على تسديد كرة واحدة على المرمى في مباراته الأخيرة خلال فترته القصيرة كمدير فني لتوتنهام.
إن «الدفعة» التي يحققها الفريق عند تعيين مدير فني جديد تحدث لأن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً، وبالتالي فإن هذه «الدفعة» هي مجرد وهم، والمدير الفني الجديد يكون هو المستفيد من ذلك، لأن تحقيق أي نتيجة إيجابية سوف يمنحه الوقت الذي يحتاجه للقيام بالعمل الحقيقي المتمثل في تحسين شكل وأداء ونتائج الفريق.


مقالات ذات صلة

ما سبب تراجع مستوى سون هيونغ مين... وهل سيستمر مع توتنهام؟

رياضة عالمية مقاعد البدلاء أصبحت المكان الأساسي لسون وليس المستطيل الأخضر (رويترز)

ما سبب تراجع مستوى سون هيونغ مين... وهل سيستمر مع توتنهام؟

فقد سون مكانه في التشكيلة الأساسية لتوتنهام لأول مرة في مسيرته الكروية بعدما كان لا يمكن المساس به

رياضة عالمية ماتيتا لحظة تعرضه للإصابة (رويترز)

مدرب كريستال بالاس «متفائل» بعودة ماتيتا قريباً بعد الإصابة

أبدى أوليفير غلاسنر، المدير الفني لفريق كريستال بالاس، تفاؤله بشأن تعافي المهاجم الفرنسي جان فيليب ماتيتا من إصابة خطيرة في الأذن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ليفربول المنتشي بالفوز على سان جيرمان في دوري الأبطال يأمل في التقدم خطوة أخرى نحو التتويج باللقب المحلي (أ.ب)

نزهة لليفربول أمام ساوثهامبتون... وصدام بين يونايتد وآرسنال

يطمح آرسنال المنتشي بانتصاره الكاسح في دوري أبطال أوروبا، إلى البناء عليه أمام مانشستر يونايتد، المتعثر هذا الموسم

رياضة عالمية صلاح مرشح فوق العادة للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (غيتي)

محمد صلاح... نجم ليس له منافسون في الوقت الحالي

مقارنة صلاح بأي لاعب آخر هذا الموسم تعني أننا نضيع وقتنا؛ لأنه يغرد منفرداً بعيداً عن الجميع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لعب أوريلي دوراً رئيسياً في فوز مانشستر سيتي على بليموث في كأس إنجلترا وسجل هدفين (رويترز)

كيف يبدو مستقبل مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا؟

سيتوقف نجاح مانشستر سيتي خلال الفترة المقبلة بشكل كبير على اللاعبين الشباب الذين استثمر النادي فيهم.


دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.