ليبيا لتشديد العقوبات على تجنيد الأطفال بالنزاعات

وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي (وسط) خلال اجتماع حول تعزيز حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة بجنيف (وزارة العدل)
وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي (وسط) خلال اجتماع حول تعزيز حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة بجنيف (وزارة العدل)
TT

ليبيا لتشديد العقوبات على تجنيد الأطفال بالنزاعات

وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي (وسط) خلال اجتماع حول تعزيز حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة بجنيف (وزارة العدل)
وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي (وسط) خلال اجتماع حول تعزيز حماية المدنيين بالنزاعات المسلحة بجنيف (وزارة العدل)

أكدت وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن، على أن المُشرّع الليبي اهتم اهتماماً بالغاً بحقوق الطفل، حيث يتم العمل راهناً على الإيفاء بجميع الالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
جاء ذلك، خلال مشاركتها في اجتماع تعزيز حماية المدنيين وخاصة الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، الذي عقد بجنيف الأسبوع الماضي، برعاية منظمة «نداء جنيف».
ونقل المكتب الإعلامي عن وزيرة العدل أمس، أنها أكدت على دعم جهود اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني في جميع مقترحاتها من خلال تفعيلها القانون الخاص بالتصديق على القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أنها «أعدت توصية لمجلس النواب الليبي بإضافة حكم مشدد لقانون العقوبات يجرم تجنيد الأطفال في المنازعات المسلحة أو إشراكهم فيها».
وتعرض آلاف الأطفال في ليبيا، بمن فيهم الأطفال اللاجئون والمهاجرون لمعاناة شديدة وسط العنف والفوضى التي سادت البلاد طوال العشرة أعوام الماضية. وسبق لمنظمة «يونيسيف» إصدار تقارير حول تعرّض أطفال إلى الإصابة أو القتل، بالإضافة إلى تجنيدهم في القتال. وفي تلك الأثناء أجبر أكثر من 150 ألف شخص، 90 ألف منهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم، لكن غالبيتهم تمكنوا من العودة عقب انتهاء الحرب على العاصمة طرابلس.
ولفتت الوزيرة، في الاجتماع الذي حضره عبد الله اللافي نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إلى أن مخرجات الصراعات والحروب وحالة عدم الاستقرار التي تتعرض لها الدول والشعوب عبر التاريخ لابد لها أن تُخلف كثيرا من الآلام والضحايا، متابعة: «وليبيا لم تكن استثناءً، لذا تُبذل جميع الجهود الوطنية لإيلاء هذا الملف الاهتمام الأكبر بهدف تخفيف وطأة الآثار المترتبة عليه»، مستندة في ذلك إلى التشريعات الوطنية والاتفاقيات والصكوك الدولية ذات العلاقة بحماية حقوق الطفل.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.