حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي ينتخب أعضاء مكتبه السياسي

انتخب المجلس الوطني لحزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي، أعضاء المكتب السياسي، بعدما تعذر اجتماع المجلس الوطني منذ مارس (آذار) 2020، بسبب الجائحة. وضم المكتب جميع الوزراء باسم الحزب في الحكومة، وهم عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان والتعمير، ومهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، وغيثة مزور الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ويونس السكوري، وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، إضافة إلى عدد من القيادات الحزبية الأخرى.
وعبر بيان صادر عن المجلس، أمس، عن التشبت بمضمون التقرير السياسي الذي عرضه الأمين العام، والذي «تضمن بالتفصيل الجهود التي صانت وحدة الحزب وقوته»، وجميع الإجراءات والنضالات التي حافظت للحزب على مكانته الوطنية المرموقة، ودوره الديمقراطي الفعال». ودعا المجلس الوطني «جميع المناضلات والمناضلين إلى تحمل المسؤولية الكاملة، لتقوية التجربة الحكومية الحالية، وتوفير مختلف الشروط لإنجاحها».
وأعلن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب المشارك في الحكومة، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، وهي أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر، أن حصول حزبه على المرتبة الثانية في الانتخابات التي جرت في 8 سبتمبر (أيلول) «لم يكن صدفة»، بل «ثمرة إرادة وعمل مناضلاتنا ومناضلينا»، ونتيجة مسار من التحديات «وقهر الصعاب ربحنا فيه ثقة مجتمعنا».
وأوضح وهبي، وهو أيضاً وزير للعدل، أمام أعضاء المجلس الوطني الذي انعقد بمدينة مراكش بحضور جزء من أعضائه، فيما البقية تابعوا اللقاء عن بُعد بسبب الجائحة، أن حزبه شارك في حكومة عزيز أخنوش «بشجاعة ووطنية عالية». وقال: «مثلما كنا في المعارضة نمارس حقنا في النقد والاقتراح بشجاعة مدنية ووطنية صادقة، دخلنا للحكومة من بابها الشرعي الديمقراطي الذي فتحه لنا الناخب المغربي، وتقلدنا مسؤولية تاريخية لخدمته».
وغابت فاطمة الزهراء المنصوري عن الاجتماع بسبب مرض ألمّ بها، وقال أحمد حشيشن القيادي بالحزب، إن سبب غيابها يعود لمضاعفات صحية نتيجة تلقيها الجرعة الثالثة من لقاح «كوفيد - 19»، وتُعد هذه أول مرة يشارك فيها حزب «الأصالة والمعاصرة» في الحكومة منذ تأسيسه سنة 2008.
وقال وهبي: «لم نبتز يوماً أحداً لنكون نشازاً أو تماثيل في حكومة ما، ولم نرضَ أن نكون أقلية تتكرم عليها الأغلبية، أو يشفق عليها خصومها الآيديولوجيون بمناصب حكومية استغلت لتهديد حرية التعبير بالمغرب». وأضاف قائلاً: «نحن اليوم لبنة أساسية في المعادلة السياسية الحكومية بالمغرب، بفضل الثقة التي منحها لنا جزء مهم من عموم المغاربة».
ورداً على أحزاب من المعارضة اتهمت التحالف الحكومي الثلاثي (حزب «التجمع الوطني للأحرار»، وحزب «الاستقلال»، و«الأصالة والمعاصرة») بالهيمنة، قال وهبي إن الذين يستعملون مفهوم الهيمنة لوصف التشكيلة الحكومية الحالية وعملها من الواجب علينا أن نصحح لهم المفاهيم.
وأوضح قائلاً: «فنحن ومعنا حلفاؤنا في الحكومة لا نهيمن، بل نشكل تحالفاً وفق شرعية منحتها لنا صناديق الاقتراع والدستور المغربي».
وفي إشارة إلى الاتهامات بالهيمنة التي وردت على لسان إدريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، قال وهبي: «مَن كان يريد المشاركة والهيمنة داخل الحكومة الجديدة رغم أنه أقلية، كان عليه أن يكون في مستوى مسؤولية حفظ أمانة تاريخ حزب وطني عتيد، ويصون أمجاده التي ساهمت في بنائها خيرة أجيال كثيرة من المغاربة». وكان وهبي قد انتخب أميناً عاماً للحزب في المؤتمر الرابع للحزب الذي انعقد في فبراير (شباط) 2020، وسط خلافات حادة داخل الحزب.