غضب بدمشق بعد عزف في كازاخستان للنشيد الإيراني بدل السوري

TT

غضب بدمشق بعد عزف في كازاخستان للنشيد الإيراني بدل السوري

احتجاجاً على «خطأ» عزف النشيد الوطني الإيراني بدلاً عن النشيد الوطني السوري في مباراة سوريا وكازاخستان لكرة السلة، تقدمت دمشق بشكوى رسمية بحق الاتحاد الكازخستاني الرياضي، وطالبته بغرامة مادية.
وقال رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة، طريف قوطرش، في تصريحات للإعلام المحلي، إن الاتحاد تقدم بشكوى رسمية بحق الاتحاد الكازاخستاني، مؤكداً على عدم مسؤولية الجانب السوري عن «الخطأ» الذي أثار عاصفة من الجدل. وقال قوطرش: «لسنا مسؤولين عن خطأ عزف النشيد، والخطأ يقع على عاتق الاتحاد الكازاخستاني والاتحاد الآسيوي، وسيترتب على الاتحاد الكازاخستاني غرامة مادية نتيجة خطئهم»، بحسب ما نقله تلفزيون «الخبر» المحلي. وأوضح قوطرش: «تقدمنا الجمعة بشكوى بحق الاتحاد الكازاخستاني لكرة السلة بسبب عزفهم النشيد الإيراني بدلاً من نشيد سوريا قبل لقاء منتخبنا ونظيره الكازاخستاني بتصفيات المونديال».
وقبل بدء المباراة بين المنتخبين السوري والكازاخستاني ضمن تصفيات كأس العالم يوم الجمعة، فوجئ لاعبو الفريق السوري بعزف النشيد الإيراني بدلاً من النشيد السوري في العاصمة الكازاخسية نور سلطان، في حادثة أثارت الكثير من الجدل، لا سيما وأن سوريا تعاني من تمدد النفوذ الإيراني.
وأصيب لاعبو الفريق السوري بحالة من الذهول والاستغراب، إلا أنهم لم يظهروا أي رد فعل احتجاجي وأكملوا النشيد حتى النهاية، وصفقوا بانتهائه. إلا أنهم وبعد انتهاء عزف النشيد الكازخستاني عاد لاعبو المنتخب السوري، وغنوا النشيد الوطني السوري دون موسيقى.
وانتشرت سريعاً مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر ذهول واستغراب المنتخب السوري أثناء عزف النشيد الإيراني، الأمر الذي اعتبر البعض أنه ربما يكون خطأ، لكنه فضيحة يجب ألا تمر رغم تعبيرها عن واقع هيمنة إيران على سوريا، فيما رآه آخرون مجرد خطأ في التنظيم، ولا يقصد منه أي إساءة للسوريين.
وخسر المنتخب السوري المباراة بنتيجة 74 – 84، ومن المنتظر أن تُلعب مباراة الإياب اليوم الأحد في صالة الفيحاء بدمشق، حيث تستضيف دمشق أول مباراة دولية رياضية منذ عام 2011.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.