ليبيا تطلق سراح قنصل السودان بعد اتهامه بالتجسس.. والخرطوم تحتج رسميًا

مسؤولون عسكريون ينفون لـ {الشرق الأوسط} مقتل قائد الجيش الليبي

ليبيا تطلق سراح قنصل السودان بعد اتهامه بالتجسس.. والخرطوم تحتج رسميًا
TT

ليبيا تطلق سراح قنصل السودان بعد اتهامه بالتجسس.. والخرطوم تحتج رسميًا

ليبيا تطلق سراح قنصل السودان بعد اتهامه بالتجسس.. والخرطوم تحتج رسميًا

نفى مسؤولون عسكريون في الجيش الليبي مقتل قائده الفريق خليفة حفتر أو إصابته، قائلين لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «لا أساس لتلك الإشاعات مطلقا.. مجرد أخبار كاذبة تماما». تزامنت هذه التطورات مع اندلاع أزمة دبلوماسية في العلاقات بين ليبيا والسودان، على خلفية اتهام السلطات الليبية للقنصل السوداني في بنغازي بالتجسس، واعتقاله بتهمة ممارسة «أنشطة مشبوهة».
وقال مكتب الإعلام بوزارة الخارجية الليبية إنه تم إطلاق سراح القنصل السوداني عبد الحليم عمر، بعد توقيفه خلال اليومين الماضيين لدى زيارته لسجن عسكري بمدينة بنغازي دون الحصول على إذن، واتهامه أيضا بعدم احترامه الإجراءات المتبعة لزيارة السجون العسكرية.
وتحسنت أخيرا العلاقات الليبية - السودانية، بعد فترة من التوتر شهدت اتهام الحكومة والجيش في ليبيا للحكومة السودانية بالتورط في دعم أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا، لكن السودان نفى مرارا هذه الاتهامات. وقال مصدر بوزارة الخارجية السودانية إن «القنصل زار سجن جرينادا شرق بنغازي دون إذن، وهو ما اضطر مسؤولي السجن لاحتجاز القنصل». وقبل الإفراج عن قنصلها، استدعت الخارجية السودانية سعادة موصولة، سفير ليبيا لدى السودان، ونقلت له احتجاجها الشديد على احتجاز القنصل العام السوداني في بنغازي من عناصر الشرطة الليبية، واعتبرت أن عملية الاحتجاز تمثل انتهاكا للقوانين الدولية التي تحكم الوجود الدبلوماسي في الدولة المضيفة، فضلا عن أنه سلوك لم يراعِ العلاقات الثنائية المتميزة بين السودان وليبيا.
ونقل السفير دفع الله الحاج علي المدير العام للعلاقات الثنائية والإقليمية للسفير الليبي إدانة الخارجية لعملية الاحتجاز، ووصفها بأنها مرفوضة ومستهجنة، وطالب السفير الليبي بالإيعاز لحكومته بالإفراج عن القنصل العام فورا ودون تأخير.
وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح بثته وكالة الأنباء الحكومية السودانية (سونا) إن القنصل العام في بنغازي تعرض إلى احتجاز من عناصر الشرطة الليبية في سجن بمدينة البيضاء، وهو في زيارة لتفقّد مواطنين سودانيين تم اعتقالهم بالسجن دون تُهم محددة، وذلك للوقوف على التفاصيل والتهم الموجّهة لهم ولتقديم العون القانوني، مضيفا أنه تمّ التواصل مع الجهات المختصة في ليبيا، وبُذلت مساعٍ للتعرف على مكان وجود القنصل وفكّ احتجازه.
وعبرت الخارجية السودانية عن بالغ أسفها لتكرار مثل هذه الحوادث للمرة الثانية ضد دبلوماسيين سودانيين. وسبق أن منعت الحكومة الليبية الرسمية، مطلع العام الحالي، المواطنين السودانيين والسوريين والفلسطينيين من دخول أراضيها، متهمة بلدانهم بتقويض أمنها. بينما توترت العلاقات بين الحكومتين في سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب اتهام رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني الخرطوم بمحاولة نقل الأسلحة والذخيرة جوا إلى الحكومة الموازية في طرابلس.
إلى ذلك، وفي مؤشر على وجود مشاكل داخل قيادة الجيش الليبي، أعلنت قيادة الجيش رسميا عن تكليف العقيد سالم العبدلي بمهام قائد منطقة بنغازي العسكرية، بالإضافة إلى تعيين العقيد هاشم الكزه معاونا له.
ولم توضح قيادة الجيش في البيان المقتضب، الذي بثته وكالة الأنباء الحكومية الموالية لها، مبررات هذا التعيين المفاجئ، بينما نفت الكتيبة «309» التابعة للجيش تهديدها الكتيبة بالانسحاب من المحور الغربي بمدينة بنغازي، بسبب نقص الذخيرة. وقالت الكتيبة على لسان ناطقها الإعلامي إنها «تنفذ الأوامر التي تصدر إليها من قيادة الجيش»، كما نفت أن يكون لديها أي نقص في العتاد العسكري.
من جهتها، حذرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في بيان غامض ومثير للجدل جميع عناصر الجيش من ضباط وضباط صف وجنود وحتى المتطوعين مما وصفته بـ«محاولة شق الصف ومخالفة الأوامر التي تصدر لهم من قيادة الجيش»، برئاسة حفتر.
وبدا البيان بمثابة محاولة لاحتواء تململ داخل قيادات الجيش، حيث جاء في نصه: «إن النصر قادم عاجلا أو آجلا، فلا نتذمر ولا نتأثر مهما طالت الأحداث وساءت الظروف».
وقال مسؤولون عسكريون في الجيش ومكتب حفتر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا أساس لشائعات مقتله أو إصابته مطلقا، ووصفوها بأنها مجرد أخبار كاذبة تماما. كما أعلنت صفحة عمليات الجيش الوطني عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن حفتر بخير وصحة جيدة، معتبرة أن الغرض من هذه الشائعات محاولة رفع معنويات ما يُسمى بميليشيات فجر ليبيا، وبسبب ما وصفته بالتقدم المستمر للجيش في المنطقة الغريبة باتجاه العاصمة طرابلس.
من جهته، نفى جلال الشويهدي عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي ورئيس لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس تشكيل لجنة تحقيق بمقتل السفير الأميركي كريستوفر ستفينز عام 2012، في بنغازي.
وقال الشويهدي إن البرلمان المعترف به دوليا لم يتخذ أي قرار يتعلق بتشكيل أي لجنة، يكون من مهامها التحقيق في الهجوم الذي استهدف في 21 سبتمبر (أيلول) من عام 2012، مقر القنصلية الأميركية في بنغازي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.