لا جلسة للحكومة الأسبوع المقبل... وتحذيرات من تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية

TT

لا جلسة للحكومة الأسبوع المقبل... وتحذيرات من تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية

تستمر الأزمة السياسية في لبنان مع تعطيل جلسات الحكومة وتفاقم الأوضاع المعيشية حيث ينعكس ارتفاع سعر صرف الدولار زيادة غير مسبوقة في الأسعار وهو ما ترتفع الأصوات المحذرة منه داعية الحكومة إلى القيام بعملها في أسرع وقت ممكن واتخاذ القرارات التي تعالج المشاكل اليومية للبنانيين.
ورغم حديثه عن انفراجات متوقعة في الأزمة الأسبوع المقبل أكد وزير الزراعة عباس الحاج حسن أنه لن تكون هناك جلسة لمجلس الوزراء، وقال في حديث تلفزيوني «من يعطل الحكومة اليوم هو من يرى الأمور من منظار ضيق ويريد أن يحل المسائل كما كان يحصل سابقاً بالقطعة، و«الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) يسعى من أجل عودة القطار الحكومي إلى مساره الطبيعي»، موضحا «العودة إلى جلسات الحكومة تعني ترتيب ملفات ثلاثة هي ملف المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت وتحقيقات أحداث الطيونة وترتيب العلاقة مع الإخوة العرب».
وقال «لا أعلم من يعطل الحكومة وهل دعا رئيسها نجيب ميقاتي إلى جلسة ولم يحضر وزراء الحزب والحركة، وأعتقد جازماً أن ميقاتي يريد أن تنضج الأمور بعيداً عن الأضواء للخروج بنتيجة إيجابية»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وقد نشهد انفراجات الأسبوع المقبل»، موضحاً أن «هناك اشتباكاً سياسياً حاداً ونحن بحاجة إلى حله سريعاً عبر الاحتكام إلى القانون واحترام نصوصه ونحتاج إلى إعادة لبنان إلى مركزية المنطقة».
وكان تعليق جلسات الحكومة قد بدأ مع الخلاف حول تحقيقات انفجار المرفأ وضغط «الثنائي الشيعي» باتجاه إقالة المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق بيطار وما رافقها من تداعيات انعكست اشتباكات مسلحة في منطقة الطيونة ليتفاقم الوضع السياسي أكثر مع الأزمة الدبلوماسية مع الخليج على خلفية التصريحات المسيئة التي أدلى بها وزير الإعلام جورج قرداحي ورفضه الاستقالة.
وفي ظل كل ما يحصل والتعطيل المستمر لجلسات الحكومة أبدى النائب نعمة طعمة قلقه ومخاوفه من حصول انفجار اجتماعي وفوضى عارمة قد تغرق البلد، على خلفية التدهور المعيشي والحياتي المريب، قائلاً: لقد دخلنا في نفق مظلم نتيجة السياسات العشوائية والاعتباطية وغياب الرؤية الواضحة، واستشراء الفساد والمصالح الخاصة على حساب لقمة عيش الناس.
وأكد في بيان له «بأنه ومنذ فترة طويلة كان يحذر ويشدد على الحفاظ على العلاقة التاريخية التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية»، داعياً إلى اتخاذ خطوات كبيرة تعيد العلاقة بين لبنان والسعودية، ومع الخليج بشكل عام، في أسرع وقت ممكن، ولو كلف ذلك أكثر من تنازل، لأن عمق هذه العلاقة ومصلحة اللبنانيين الذين يعملون في المملكة والخليج، ويرفدون ذويهم، في حين يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً وحياتياً، فذلك أسمى وأرفع من أي اعتبارات أخرى، ولا سيما أن الوفاء يقتضي بنا أن نكون إلى جانب السعودية في السراء والضراء، كما وقفت معنا في أحلك الظروف وأصعبها.
وحول المسار الاقتصادي والتدهور المتنامي، يرى نعمة أن سوء المعالجات، وتحديداً حول الملفات التي تعنى بشؤون الناس، فذلك رفع من منسوب الانهيار إلى جملة أسباب أخرى، متخوفاً من عواقب وخيمة قد تظهر في وقت قريب جداً لأن المواطنين وصلوا إلى ظروف هي الأصعب على صعيد مسار حياتهم اليومية، ولم يعد جائزاً هذه اللامبالاة من المسؤولين.
وفي الإطار نفسه اعتبر النائب في «حزب القوات» وهبي قاطيشا أن هناك استراتيجية لإفراغ لبنان من مواطنيه، وكتب عبر حسابه على «تويتر» «يبدو أن تجويع الناس وتهجيرهم هي استراتيجية لإفراغ لبنان من مواطنيه. من المستفيد»؟
بدوره حذر الوزير السابق أشرف ريفي من الغضب الآتي. وكتب عبر حسابه على «تويتر» قائلا «اللبنانيون يتعرضون لنكبة حقيقية، وسلطة الوصاية مشغولة بالتوريث وبتعطيل الانتخابات، والحزب المسلح يستنزف ما تبقى من بلد في التعطيل. الانهيار تخطى القدرة على الاحتمال، لم يسبق للبنان أن شهد ظروفاً مماثلة. حذارِ الغضب الآتي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».