تحذير روسي من «مسرحية كيماوية» في شمال غربي سوريا

أنقرة تعلن مقتل أحد جنودها خلال صد محاولة لعبور الحدود

TT

تحذير روسي من «مسرحية كيماوية» في شمال غربي سوريا

قتل جندي تركي أثناء محاولته منع لاجئين من العبور من داخل تركيا إلى سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تنظيم «جبهة النصرة» يخطط لـ«مسرحية» لتنفيذ عملية استفزازية باستخدام أسلحة كيماوية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الجمعة)، إن الرقيب مشاة ساواش دينتش (29 عاما) أصيب «خلال تدخل ضد أشخاص حاولوا العبور بشكل غير قانوني من تركيا إلى سوريا، وتم نقله إلى مستشفى في ولاية كيليس الحدودية حيث توفي، جراء إصابته بطلقات نارية».
وبدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل الجندي التركي جراء عملية إطلاق نار استهدفت القوات التركية عند الحدود السورية – التركية بريف حلب الشمالي.
في الوقت ذاته، ألقت القوات التركية القبض على 5 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي وتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أثناء محاولتهم دخول الأراضي التركية بطريقة غير قانونية عبر الحدود السورية. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان آخر، إن الموقوفين ينتمون إلى «تنظيمي داعش وقسد» وأُلقي القبض عليهم في المنطقة الحدودية بين ولايتي هطاي وشانلي أورفا الحدوديتين مع سوريا. إلى ذلك، نفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، قصفا صاروخيا، استهدف مناطق في محيط طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، وقرية هوشان ضمن القطاع الشمالي من ريف الرقة.
وأشار «المرصد» إلى أن القصف جاء على إثر عملية تسلل نفذتها قوات قسد سوريا الديمقراطية خلال 48 ساعة الماضية، قرب موقع تابع للقوات التركية في محيط منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، واستهداف عناصر الموقع وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى، قبل أن تنسحب القوات من المنطقة لتقوم القوات التركية بعدها بتنفيذ قصف مكثف على مواقع قسد، عقب ذلك قامت قسد بالرد على القصف أيضا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يخطط لتنفيذ عملية استفزازية باستخدام أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا..
وأشار نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء بحري فاديم كوليت، في بيان ليل الخميس - الجمعة، إلى تلقي معلومات تتحدث عن «تخزين مسلحي جبهة النصرة في مخبأ تحت الأرض بمنطقة مدينة سرمدا بمحافظة إدلب حاويات بها مواد سامة».
وقال كوليت إن «الإرهابيين ينوون تنظيم عملية استفزازية بهدف اتهام القوات الحكومية باستخدام أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين».
وتمثل منطقة إدلب لخفض التصعيد، التي تشمل إدلب المحافظة وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية، آخر معقل لمسلحي تنظيم «هيئة تحرير الشام»، الذي يشكل عناصر «جبهة النصرة» عموده الفقري، كما تتمركز في هذه الأراضي فصائل مسلحة موالية لتركيا.
في غضون ذلك، نفذت 5 مقاتلات حربية روسية نحو 20 غارة جوية على مواقع في باديتي التبني والبوكمال بريف دير الزور، ليرتفع عدد الغارات إلى 112 طالت مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في البادية السورية منذ صباح يوم الاثنين الماضي.
وبلغ عدد الغارات الإجمالية، التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية، منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أكثر من 562 غارة نفذتها على مواقع مبعثرة يعتقد أنه تؤوي عناصر «داعش».
وهز انفجار عنيف مدينة القامشلي، الواقعة ضمن محافظة الحسكة، صباح أمس، قال «المرصد» إنه نتج عن تدريبات عسكرية جديدة تجريها القوات الروسية المتمركزة في مطار القامشلي، حيث استخدم الروس الذخيرة الحية ويرجح أن التدريبات تشمل مدفعية وقذائف أيضا.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.