لماذا يثير «المتغير الأفريقي» القلق حول العالم؟

رجل يضع كمامة ويمر أمام صورة توضيحية لفيروس «كورونا» في بريطانيا (رويترز)
رجل يضع كمامة ويمر أمام صورة توضيحية لفيروس «كورونا» في بريطانيا (رويترز)
TT

لماذا يثير «المتغير الأفريقي» القلق حول العالم؟

رجل يضع كمامة ويمر أمام صورة توضيحية لفيروس «كورونا» في بريطانيا (رويترز)
رجل يضع كمامة ويمر أمام صورة توضيحية لفيروس «كورونا» في بريطانيا (رويترز)

كأن جائحة «كوفيد – 19» تأبى أن ترحل عن عالمنا قريباً، فإلى جانب العدد المتزايد من الإصابات التي تشهدها أوروبا بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، ظهر متغير جديد من فيروس «كورونا» المسبب لمرض «كوفيد - 19»، ليضع العالم في حالة تأهب.
ويمتلك المتغير، وفق دراسات أولية، مواصفات قد تجعله ضمن خانة «المتغيرات المثيرة للقلق».
وتوجد ثلاثة تصنيفات لمتغيرات «كورونا» وضعتها منظمة الصحة العالمية، إما أن يكون مثيراً للقلق، أو مثيراً للاهتمام، أو متغيراً عادياً ليس له أي أهمية.

وينطبق التصنيف الأول على المتغير الذي يحمل خصائص فريدة مختلفة عن الفيروس الأصلي، ويتمكن من الانتشار عالمياً بصورة كبيرة، بينما يصبح التصنيف الثاني ملائماً للمتغير الذي يحمل خصائص فريدة مختلفة عن الفيروس الأصلي، لكن انتشاره لا يزال محدوداً، وتوجد فئة ثالثة من المتغيرات، لا تحمل اختلافاً كبيراً عن الفيروس الأصلي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1464177194238980102
والمتغير الجديد يحمل الرمز «B.1.1.529»، وتم تحديده للمرة الأولى في بوتسوانا هذا الشهر، وظهر في صفوف مسافرين إلى هونغ كونغ من جنوب أفريقيا، وهو يحتوي على «مجموعة غير عادية من الطفرات تبدو مختلفة تماماً عن المتغيرات الأخرى التي تم تداولها»، كما يؤكد توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا.
وقال دي أوليفيرا في بيان صحافي (الخميس)، «لقد فاجأنا هذا المتغير الذي حقق قفزة كبيرة في التطور والعديد من الطفرات التي يبلغ عددها 50 طفرة، منها أكثر من 30 طفرة على بروتين (سبايك)، وهو الجزء من الفيروس الذي يمنحه شكله التاجي الشهير، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس لفتح المدخل إلى خلايا الجسم».
ويضيف: «كذلك يملك هذا المتغير 10 طفرات في مجال ربط المستقبلات (هذا الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بخلايا أجسامنا)، ويمكن أن نستشعر الخطورة عندما نعلم أن متغير (دلتا) الذي اجتاح العالم امتلك طفرتين فقط في هذا الجزء».

ورغم أن المتغير يمتلك مواصفات تجعله على رأس المتغيرات المثيرة للقلق، لاختلافه الكبير عن الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان بالصين، بما يعني أن اللقاحات، التي تم تصميمها باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة، إلا أن رافي غوبتا الأستاذ في جامعة «كامبريدج» دعا إلى «عدم استباق الأحداث بشأن تقييم مدى خطورة هذا المتغير».
ويؤكد دي أوليفيرا في تصريحات نقلتها شبكة «بي بي سي»، أن «هناك العديد من الأمثلة على المتغيرات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئاً... فمتغير (بيتا) على سبيل المثال كان على رأس اهتمامات الناس في بداية العام، لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة، لكن في النهاية كان (دلتا) الأسرع انتشاراً الذي سيطر على العالم». ويضيف: «لا يزال الوقت مبكراً لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق».
من جانبه، قال مكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، في إفادة إعلامية، إن «المنظمة تراقب عن كثب التحور (B.1.1.529) المبلغ عنه مؤخراً». ووفق بيان، فإن «التحليل المبكر يظهر أن هذا التحور يحتوي على عدد كبير من الطفرات التي سوف تخضع لمزيد من الدراسة».
وأضاف أن «منظمة الصحة العالمية سوف تعقد المجموعة الاستشارية الفنية بشأن تطور الفيروسات (TAG - VE) لتحديد ما إذا كان ينبغي اعتبار هذا المتغير مثيراً للأهمية أو مثيراً للقلق».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.