رونالدو مشكلة كبرى لمدرب مانشستر يونايتد المقبل... رغم كل أهدافه

المهاجم البرتغالي المخضرم لا يناسب طرق اللعب الحديثة وضمه يجسد حنين النادي للماضي

رونالدو وإلى اليمين دي خيا وفرنانديز بعد الهزيمة المذلة أمام واتفورد (رويترز)
رونالدو وإلى اليمين دي خيا وفرنانديز بعد الهزيمة المذلة أمام واتفورد (رويترز)
TT

رونالدو مشكلة كبرى لمدرب مانشستر يونايتد المقبل... رغم كل أهدافه

رونالدو وإلى اليمين دي خيا وفرنانديز بعد الهزيمة المذلة أمام واتفورد (رويترز)
رونالدو وإلى اليمين دي خيا وفرنانديز بعد الهزيمة المذلة أمام واتفورد (رويترز)

من الناحية النظرية؛ فإن فوز مانشستر يونايتد خارج أرضه في أوروبا، أمر يستحق الاحتفال بكل تأكيد، خصوصاً أن الانتصار قاده للتأهل إلى دور الـ16 في دوري الأبطال. لكن الفوز في فياريال كان بمثابة قصة مألوفة جداً لمشجعي يونايتد، مع ظهور الفريق بشكل متواضع مرة أخرى، قبل أن ينجح نجم محدد في إنقاذه مرة أخرى. وهذه ليست أول مرة هذا الموسم ينقذ فيها كريستيانو رونالدو ناديه. ومع ذلك، ورغم تسجيله أهدافاً حاسمة في أوقات قاتلة، فهناك أكثر من علامة استفهام أمام ضمه مرة أخرى، كما يحتاج يونايتد إلى أكثر من إقالة مدرب لتطوير مستواه.
رحل أولي غونار سولسكاير عن «أولد ترافورد»، وربما انتهت معه المشكلة الأكثر وضوحاً لمانشستر يونايتد، لكن التعاقد العاطفي مع المدير الفني النرويجي لم يكن المشكلة الوحيدة التي تعيق النادي. فمن الواضح للجميع أن مانشستر يونايتد يعاني من مشكلة مؤسسية، وسيتطلب الأمر أكثر من تغيير في الجهاز الفني لتغيير هذا الوضع. لقد كان التعاقد مع سولسكاير جيداً كمدير فني مؤقت، وربما كان هذا آخر قرار جيد اتخذه إد وودوارد كرئيس تنفيذي للنادي. فقد كان من المنطقي عودة أحد أساطير النادي بشعبيته الجارفة بعد الأيام الصعبة الأخيرة من ولاية المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو. وكانت المشكلة أنه بدلاً من الانتظار حتى انتهاء عقده قصير الأجل، قرر وودوارد تعيينه على رأس القيادة الفنية للفريق بشكل دائم.
وحتى بنهاية ذلك الموسم، الذي فاز فيه مانشستر يونايتد مرتين فقط من آخر 12 مباراة، كان من الواضح أنه تم ارتكاب خطأ، حيث تفتقر الفرق التي يتولى تدريبها سولسكاير إلى التنظيم المتطور الذي يميز أفضل الفرق عن البقية. وكان بإمكان مجلس إدارة النادي إجراء تقييم شامل للاستفادة من أكبر قدر ممكن من الأدلة، لكنه بدلاً من ذلك سمح لنفسه بأن يتحرك بناء على العاطفة وليس الأدلة.
ولم يتم التوصل إلى حل لهذه المشكلة في التنظيم. لقد كان بإمكان سولسكاير أن ينظم فريقه بشكل جيد من حيث اللعب بطريقة دفاعية متأخرة والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهو الأمر الذي ساعده على تحقيق سلسلة من النتائج الجيدة في المباريات الكبيرة، لكن الفريق كان يجد صعوبة كبيرة في فك طلاسم دفاعات الفرق التي تعتمد على التنظيم الدفاعي. وبالطبع، عندما يكون لديك فريق مدجج بالمواهب مثل مانشستر يونايتد، فمن الطبيعي أن تسجل الأهداف في معظم الأوقات، لكن التعادل أمام وست بروميتش ألبيون، والخسارة على ملعب «أولد ترافورد» أمام شيفيلد يونايتد، وربما بشكل خاص التعادل ضد فياريال في المباراة النهائية للدوري الأوروبي، كانت كلها مؤشرات على وجود مشكلة حقيقية.
وخلال هذا الموسم، تفاقم هذا الخلل بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو، في صفقة أخرى تجسد حنين مانشستر يونايتد إلى الماضي، في تذكير آخر بأن مانشستر يونايتد كنادٍ لا يتعاقد مع اللاعبين الذين يقدمون له الإضافة المطلوبة، بقدر ما يسعى للتعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة! وفجأة، لم يعد من الممكن بالنسبة لمانشستر يونايتد أن يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة، نظراً لأن النادي أصبح لديه آلة تهديفية في الأمام - رونالدو - يجب تزويدها بالكرات باستمرار من أجل هز شباك الخصوم. وعندما يكون لديك خط وسط استثنائي، كما كان الحال في ريال مدريد في ظل وجود كاسيميرو ولوكا مودريتش وتوني كروس، فمن الممكن (تقريباً) تعويض عدم رغبة رونالدو - أو عدم قدرته - على الضغط على المنافسين، لكن الوضع مختلف تماماً في مانشستر يونايتد، نظراً لأن سكوت مكتوميناي وفريد ونيمانيا ماتيتش لا يستطيعون تشكيل خط وسط رائع وتعويض فشل رونالدو في الضغط على المنافسين.
إن الجمود الذي أصاب مجلس إدارة مانشستر يونايتد، وأمله في أن يصبح كل شيء جيداً بطريقة ما، وأن يتم تكوين فريق قوي من خلال التعاقد مع بعض اللاعبين المشهورين ومدير فني لا يمتلك خبرات كبيرة لكنه كان أحد أساطير النادي في التسعينات من القرن الماضي، كل ذلك يعني أن النادي قد أضاع فرصة التعاقد مع أفضل المديرين الفنيين الذين كانوا متاحين أمامه، مثل أنطونيو كونتي، الذي تولى القيادة الفنية لتوتنهام، وتوماس توخيل، وماوريسيو بوكيتينو (عندما انضم إلى باريس سان جيرمان).
لقد أصدر مانشستر يونايتد بياناً قال فيه إنه سيعين مديراً فنياً مؤقتاً حتى نهاية الموسم. لكن من هو المدير الفني الذي سيتولى قيادة الفريق بعد ذلك؟ زين الدين زيدان، أم بوكيتينو، أم بريندان رودجرز، أم يولين لوبيتيغي؟ وهل سيكون لوران بلان مناسباً لذلك؟ وهل يمكن إقناع رالف رانغنيك بالرحيل عن لوكوموتيف موسكو وتولي منصب المدير الرياضي؟
وربما تكون هذه هي المشكلة الكبرى. ربما كان الجانب الأكثر ضرراً في تعيين سولسكاير هو أنه قد تم تأجيل خطط التعاقد مع مدير رياضي رفيع المستوى. لقد تم تعيين جون مورتو مديراً لكرة القدم في مارس (آذار) الماضي، لكن تأثيره المرئي كان ضئيلاً. وعندما يتعاقد النادي مع مدير رياضي قوي، قد تتغير سياسة النادي بشأن التعاقدات الجديدة وتصبح أفضل، بدلاً من السياسة الحالية التي تعتمد على التعاقد مع لاعبين غير مناسبين للفريق أو لمجرد أنهم يشعلون رغبة الحنين إلى الماضي!
لقد تم تجميع عناصر هذا الفريق بشكل باهظ الثمن، لكنه رغم ذلك يفتقر إلى التماسك والتجانس، وبالتالي يتعين على أي مدير فني قادم أن يواجه تلك المشكلة أولاً وقبل أي شيء آخر، وهو ما يعني أن النادي سيبيع عدداً من اللاعبين وسيتعاقد مع لاعبين آخرين. فلماذا لم يتم التخلص من بول بوغبا عندما كان من الممكن أن يبيعه النادي ويحصل على مقابل مادي جيد؟ ولماذا يصر النادي على بقاء دوني فان دي بيك، وإريك بايلي، وخوان ماتا، وأليكس تيليس، وديوغو دالوت، إذا لم يكن هناك لهم أي دور في خطط سولسكاير؟ لكن رغم كل ذلك، فإن المشكلة الكبرى تتمثل في رونالدو.
إنه رائع فيما يتعلق بتسجيل أهداف حاسمة في أوقات قاتلة وفي مباريات صعبة، كما فعل أمام فياريال وأتالانتا، لكن السؤال الأساسي هو: لماذا تتصعب مثل هذه المباريات على مانشستر يونايتد من الأساس؟ لقد رحل زيدان عن ريال مدريد في نهاية موسمه الأخير هناك، ومنذ ذلك الحين لعب رونالدو تحت قيادة ماسيميليانو أليغري وماوريسيو ساري وأندريا بيرلو قبل سولسكاير، وهو ما يعني أنه لعب تحت قيادة خمسة مديرين فنيين في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة في ثلاثة أندية مختلفة. فكيف يمكن أن يكون مناسباً لطرق اللعب الحديثة؟ الإجابة الحقيقية هي أن رونالدو، ورغم كل أهدافه، ربما لا يستطيع ذلك، وبالتالي فإن بقاءه في مانشستر يونايتد سيمثل عقبة حقيقية أمام أي مدير فني قادم، لأنه لا يستطيع الضغط على المنافسين كما ينبغي، وبالتالي يؤثر على خطة الفريق ككل.
إن اسم رونالدو الكبير كان يفرض على المدير الفني لمانشستر يونايتد ألا يستخدمه كبديل قادر على تغيير مجريات الأمور أو أن يدفع به فقط في المباريات التي يسيطر فيها الفريق على الكرة، ولكنه بدلاً من ذلك كان يعتمد عليه في غالبية المباريات. وقد أدى ذلك إلى تداعيات أخرى، مثل عدم منح فرص كافية لجادون سانشو، الذي تعاقد معه النادي مقابل 73 مليون جنيه إسترليني هذا الصيف، والذي يبدو أنه قد تم التضحية به من أجل رونالدو، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على لاعبين آخرين مثل ماسون غرينوود، وماركوس راشفورد، وأنتوني مارسيال، وجيسي لينغارد، وإدينسون كافاني.
من الواضح إلى حد ما أن ما يحتاجه مانشستر يونايتد هو فريق متماسك يلعب بشكل جماعي، فهو بحاجة إلى بناء نظام يضغط على المنافسين ويساعد الفريق ليلعب كوحدة واحدة، سواء في التقدم للأمام أو في العودة للخلف. لكن تحقيق ذلك لن يكون بالأمر السهل، في ظل سياسة الانتقالات التي تعتمد على التعاقد مع اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة دون النظر إلى الفائدة الحقيقية التي سيقدمونها للفريق. لقد فاز ثلاثة مديرين فنيين فقط بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد، لكن من دون إجراء تغييرات كبيرة في جميع أنحاء النادي، فقد يمر وقت طويل قبل أن يأتي مدير فني رابع ليحقق هذا الإنجاز!


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: فوريست يواصل انتصاراته… ويزاحم أرسنال على الوصافة

رياضة عالمية يعتبر الفوز السادس تواليا لنوتنغهام فوريست والثاني عشر هذا الموسم (رويترز)

«البريميرليغ»: فوريست يواصل انتصاراته… ويزاحم أرسنال على الوصافة

واصل نوتنغهام فوريست نتائجه اللافتة وانتصاراته المتتالية ورفعها الى ستة عندما تغلب على مضيفه ولفرهامبتون 3-0 الإثنين في المرحلة الـ20 من الدوري الانجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لاعبو يونايتد يحتفلون بعد هدف مارتينيز الأول في لقاء التعادل المثير بملعب أنفيلد (د.ب.أ)

مانشستر يونايتد يُظهر العلامات الأولى لأسلوب أموريم الشجاع

تحدت مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد، التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، كل الظروف الصعبة، وأقيمت رغم تساقط الثلوج والأمطار بكثافة، لتمنح المشجعين أحد أكثر

«الشرق الأوسط» ( لندن)
رياضة عالمية هاو مدرب نيوكاسل يأمل الخروج بنتيجة إيجابية في مواجهة أرسنال (رويترز)

نيوكاسل متحفز لمواجهة آرسنال في نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية

يطمح إيدي هاو مدرب نيوكاسل في أن يستغل فريقه فترة تألقه الحالي للخروج بنتيجة إيجابية خلال مواجهة آرسنال اليوم في قبل نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لاعبو يونايتد يحتفلون بعد هدف مارتينيز الأول في لقاء التعادل المثير على ملعب أنفيلد (د.ب.أ)

مانشستر يونايتد يُظهر العلامات الأولى لأسلوب أموريم الشجاع

وجد أموريم في ماينو وأوغارتي ضالَّته لإعادة الصلابة إلى خط وسط يونايتد.

رياضة عالمية مانويل أوغارتي (رويترز)

أداء أوغارتي أمام ليفربول منح مانشستر يونايتد الأمل

أرسل مانويل أوغارتي تمريرة عكسية مذهلة إلى برونو فرنانديز أثارت الذعر بين جماهير ملعب أنفيلد في اللحظات الأخيرة من تعادل مانشستر يونايتد المثير 2-2 مع ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول )

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».