السعودية: 45 جهة حكومية تصل لمرحلتي «الإبداع والتكامل» في قياس التحول الرقمي

السعودية: 45 جهة حكومية تصل لمرحلتي «الإبداع والتكامل» في قياس التحول الرقمي
TT

السعودية: 45 جهة حكومية تصل لمرحلتي «الإبداع والتكامل» في قياس التحول الرقمي

السعودية: 45 جهة حكومية تصل لمرحلتي «الإبداع والتكامل» في قياس التحول الرقمي

أعلنت هيئة الحكومة الرقمية السعودية، اليوم (الخميس)، نتائج تقرير قياس التحول الرقمي للجهات الحكومية في دورته التاسعة لعام 2021، الذي كشف عن تقدم 45 جهة حكومية إلى مرحلتي الإبداع والتكامل.
وأشار التقرير إلى وصول الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ووزارة الصحة، إلى مرحلة الإبداع، إضافة إلى وصول 43 جهة لمرحلة التكامل. إذ يهدف «قياس» إلى دعم الجهات الحكومية في مسيرة التحول الرقمي لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030».
وأكد محافظ الهيئة المهندس أحمد الصويان، أن «قياس» التاسع جرى على عدة مراحل ممنهجة وآليات عمل محددة وفق المعايير المعلن عنها سابقاً، مبيناً أن عدد الجهات المشمولة بلغ 176 جهة حكومية صنفتها الهيئة إلى تسع مجموعات حسب الخدمات المقدمة للمستفيدين.
واعتبر الصويان أن نتائج «قياس» تعكس مدى تقدم المملكة وريادتها العالمية في الخدمات الحكومية الرقمية التي كانت محل إشادة من أبرز المنظمات الدولية ولا سيما خلال جائحة كوفيد-19، ومنها التقدم للمركز الثاني في مؤشر التنافسية الرقمية في دول مجموعة العشرين ومؤشر OSI التابع للأمم المتحدة الذي وصلت فيه جاهزية الخدمات الإلكترونية الحكومية بالمملكة إلى نسبة 98 في المائة، إضافة إلى التقدم بـ9 مراكز في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية والوصول للمركز الثالث عالمياً في انتشار الإنترنت وغيرها من المؤشرات، مشيداً بالدعم الكبير الذي تحظى به الجهات الحكومية في رحلة التحول الرقمي من القيادة.

وتضمنت رحلة قياس التحول الرقمي التاسع للجهات الحكومية خمس مراحل بدءاً من مرحلة «البناء» التي جرى خلالها إعداد واتخاذ خطوات أولية للتقدم في محاور التحول الرقمي، تلتها المرحلة الثانية وهي «الإتاحة» التي تستوجب توفير جميع السياسات والمعايير والعمليات والأدوات ذات العلاقة بمحاور التحول الرقمي، لتأتي مرحلة «التحسين» التي تُعنى بالتطوير لجميع جوانب محاور التحول الرقمي ومراقبتها بهدف التحسين المستمر والوصول إلى رضا المستفيدين، ثم تأتي مرحلة «التكامل» والتي تحقق فيها الجهة تكاملاً داخلياً بين إدارتها وأقسامها وخارجياً مع الجهات الأخرى، وتأتي مرحلة «الإبداع والريادة» أخيراً وفيها تُقدّم الجهات نماذجاً إبداعيةً ومبتكرةً في محاور التحول الرقمي مع توظيف التقنيات الناشئة والتوجهات الحديثة في التحول الرقمي الحكومي. ويمكن الاطلاع على تفاصيل النتائج عبر بوابة هيئة الحكومة الرقمية (الرابط).
وتعتزم الهيئة تطوير منهجية القياس في الدورة العاشرة بما يتناسب مع أهدافها وجهودها الرامية إلى رفع مستوى التحول الرقمي في الجهات الحكومية، بهدف متابعة التزام الجهات بما تصدره الهيئة من تنظيمات وفقاً للقرارات والأوامر ذات العلاقة بالتحول الرقمي. 
وينتظر أن يساهم التحول الرقمي في الجهات الحكومية إلى زيادة مستوى رضا المستفيد ورفع كفاءة الخدمات، لتواصل المملكة ريادتها في تقديم خدمات حكومية رقمية لكافة شرائح المستفيدين.



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».