الأسنان اللبنية ظهرت مبكراً لدى الإنسان البدائي

وجد فريق دولي من الباحثين الذين يدرسون الأسنان اللبنية لـ«إنسان نياندرتال»، دليلاً على نمو أسنان طفل الإنسان البدائي بشكل أسرع ومبكر مقارنة بالبشر المعاصرين.
وتظهر الأسنان اللبنية في الإنسان الحديث في عمر يتراوح بين سبعة إلى عشرة أشهر، وتظل في مكانها لمدة ست سنوات تقريباً، عندما تستبدل بأسنان منتجة أو دائمة.
وأظهرت الأبحاث السابقة أنّ المينا التي تغطي الأسنان اللبنية بها خطوط تحدد نقطة إنتاجها قبل وبعد ولادة الطفل، وأظهرت الأبحاث السابقة أيضاً، أنّ المينا تنمو على الأسنان في دورة يومية، مما يعطيها تشققات متقاطعة، ويمكن رؤية مقدار نمو الأسنان في اليوم الواحد في المسافة بين الخطوط.
وفي الدراسة الجديدة المنشورة أول من أمس في دورية «بروسيدنغ أوف رويال سوسيتي»، استخدم الفريق البحثي الذي قاده باحثون من جامعة لندن البريطانية، هذه المعلومات أثناء دراستهم لأسنان لبنية لأحد أطفال إنسان نياندرتال، الذي عاش منذ ما يقرب من 120 ألف عام، بالقرب مما يُعرف الآن بمدينة كرابينا في كرواتيا.
وفي دراسة الأسنان اللبنية، كان الباحثون قادرين على رسم مدى سرعة نمو السن لدى الطفل والوقت في حياته عندما خرج من اللثة، في وقت ما بين أربعة وسبعة أشهر من العمر، وتشير هذه النتيجة إلى أنّ الأسنان بدأت في الظهور من اللثة عند أطفال إنسان نياندرتال قبل عدة أشهر من ظهورها في الإنسان الحديث.
وخلص الباحثون من ذلك، إلى أنّه من المحتمل أنّ أطفال الإنسان البدائي بدأوا بتناول الطعام الصلب في وقت أقرب مما هو عليه الحال مع أطفال الإنسان الحديث.
وأكد الباحثون نتائجهم من خلال مقارنة ما وجدوه مع عظم فك آخر من إنسان نياندرتال محفوظ بثلاث أسنان سليمة، ويقترح الباحثون أنّ إنسان نياندرتال ربما احتاج إلى البدء في تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة في وقت مبكر أكثر من البشر المعاصرين، لأنّهم كانوا بحاجة إلى المزيد من الطاقة لتغذية أدمغتهم الكبيرة، أشارت الأبحاث السابقة إلى أنّها كانت أكبر من أدمغة البشر المعاصرين.