جنرالات سابقون يعتبرون اعتداءات المستوطنين تهديداً للاستقرار في إسرائيل

مستوطنون يهود في مسيرة بحراسة الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
مستوطنون يهود في مسيرة بحراسة الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT
20

جنرالات سابقون يعتبرون اعتداءات المستوطنين تهديداً للاستقرار في إسرائيل

مستوطنون يهود في مسيرة بحراسة الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
مستوطنون يهود في مسيرة بحراسة الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

في أعقاب تفاقم الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وإحراق سيارة للشرطة الإسرائيلية، خرج قادة عسكريون سابقون ينشطون ضمن مجموعة «جنرالات لأجل أمن إسرائيل»، بتحذير شديد اللهجة، أمس (الأربعاء)، وقالوا إن نشاط المستوطنين بات يهدد الاستقرار الأمني في إسرائيل نفسها.
وقال مجلس الجنرالات المعروفين بتاريخ عسكري حافل ويضعون على أكتافهم رتبة عميد أو لواء أو فريق، إن «المستوطنين يتصرفون بانفلات تام ضد الفلسطينيين فينفذون الاعتداءات الجسدية أو حتى بالسلاح ويخربون ويحرقون المزروعات ويحتلون الأرض التابعة للفلسطينيين، ويقيمون عليها مستعمرات عشوائية، وينفذون اعتداءات كبيرة متصاعدة، ويفرضون جواً من الفوضى وانحلال الحكم. وهذا لا يجوز».
وكان الفلسطينيون قد شكوا من تزايد اعتداءات المستوطنين عليهم في الأسابيع الأخيرة. وفي يوم أمس (الأربعاء)، أصيب 3 فلسطينيين بجروح وصفت حالة أحدهم بالخطيرة إثر اعتداء مستوطنين على مركبات المواطنين بالقرب من بلدة المغير، شمال شرقي رام الله. وجاء في التفاصيل أن مستوطنين اعتدوا على مركبة مواطن من نابلس برشقها بالحجارة، ما أسفر عن انقلابها وإصابته بجروح خطيرة، كما أصيب طفله بجروح وصفت بالمتوسطة، وقد نُقلا إلى المستشفى لاستكمال العلاج.
وكشفت مصادر محلية أن مواطناً آخر من قرية دوما، جنوب نابلس، أصيب بجروح طفيفة إثر تعرض مركبته للرشق بالحجارة. وفي المنطقة نفسها، قام مستوطنون بحماية من جيش الاحتلال بالاعتداء على المزارعين وخلع شتلات للزيتون وهدم سلاسل حجرية. وشهدت الطرقات الرئيسية في الضفة الغربية المحتلة عربدة لمجموعات من المستوطنين التي قامت بقطع الطرقات ورشق مركبات الفلسطينيين بالحجارة وتعريض حياتهم للخطر.
وحتى قوات الأمن الإسرائيلية، الجيش والشرطة، التي تحمي المستوطنين عادة، لم تسلم من اعتداءاتهم. ويوم أمس أقدم مستوطنون في مستعمرة قريات أربع (القائمة على أراضي الخليل المحتلة)، على إحراق سيارة شرطة يستخدمها قائد قوات الفرسان في الشرطة الإسرائيلية، وهو بنفسه مستوطن يسكن في المستعمرة. وكتب المستوطنون على جدار مجاور لبيت الضابط المستوطن: «هذه تحية من أهوفيا»، ويقصدون بذلك مستوطناً طاردته الشرطة بعد تنفيذه عمليات إلقاء حجارة على الفلسطينيين.
واعتبر مسؤولون في الحكومة هذا الاعتداء «تجاوزاً خطيراً لكل الخطوط الحمراء»، لكن مصدراً في وسط المستوطنين قال إن عملياتهم تأتي رداً على تصرفات الحكومة الإسرائيلية وأذرعها ضدهم والمماطلة في إقرار مشاريع توسيع الاستيطان.
وكانت قوات من شرطة حرس الحدود والإدارة المدنية الإسرائيلية قد داهمت، صباح أمس، بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين أقيمتا قرب مستوطنة بنيامين على أراضي الفلسطينيين غربي مدينة رام الله. وحسب صحيفة اليمين الاستيطاني، «مكور ريشون» (مصدر أول)، غزت قوات الأمن بؤرتي «جيولات تسيون» و«رمات ميغرون» وشرعت بهدم منازل المستوطنين دون سابق إنذار. وأوضحت أن بيوت هاتين البؤرتين سبق وأن هُدمت قبل فترة قصيرة وهُدمت أمس للمرة الثانية، بعد أن أعاد المستوطنون بناءها.
وهاجم عضوا الكنيست المتطرفان، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الحكومة الإسرائيلية على هذه الخطوة. وقال سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية: «إن الحكومة الإسرائيلية ذات بوصلة مشوهة، فالبدو يوسعون البناء غير القانوني والحكومة تعد وتشرع قانون الكهرباء من أجلهم، أما المستوطنات اليهودية فيتم تدميرها وإخلاؤها، يا إلهي!». أما رئيس حزب «عوتسما يهودت» بن غفير فقال: «إن المشاهد القاسية لترحيل اليهود من منازلهم تتكرر. وحكومة نفتالي بنيت - منصور عباس، تهدم منازل المستوطنين الذين يشكلون طليعة وطنية لتكريس الوجود اليهودي في البلاد».



وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.