جولة باريسية على خطى جوزفين بيكر

بمناسبة نقل رفاتها إلى مبنى البانتيون، مقبرة عظماء فرنسا، ينظم محبو جوزفين بيكر (1906 - 1975) جولة على الأقدام لتتبع آثار خطواتها في العاصمة الفرنسية، مع زيارة لأبرز المرابع الباريسية التي كانت المغنية الأميركية أول خلاسية تحيي لياليها في ثلاثينات القرن الماضي. وحازت بيكر التقدير حين سخّرت صوتها وشهرتها وعلاقاتها لدعم فرق المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية. وهي قد قاتلت إلى جوار قوات «فرنسا الحرة» ضد الاحتلال النازي وحملت رتبة عسكرية في قوات الحلفاء. وبعد هزيمة الألمان نالت الجنسية الفرنسية وكُرمت بميداليات الشرف.
ومن المقرر أن تجري مراسم نقل الرفات في الثلاثين من الشهر الجاري. وهي تأتي إثر استجابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لالتماس بهذا الخصوص حمله إليه وفد من كبار المثقفين. كما جرى تداول عريضة تدعم الطلب تضمنت 40 ألف توقيع.
بنقلها من قبرها في موناكو إلى البانتيون تكون بيكر أول امرأة سوداء تدخل هذا الصرح. وهي لم تكن مغنية عادية بل فنانة استعراضية أشعلت ليالي العاصمة الفرنسية بأغنياتها ورقصاتها في النصف الأول من القرن الماضي، يوم لم يكن مقبولاً أن يقود فنان أسود العروض الموسيقية. وقد لخص قرار نقل رفاتها إلى مقبرة العظماء التزامها بقضايا المرأة وحقوق السود في الولايات المتحدة. فهي كانت واحدة من الذين شاركوا في المسيرة الكبرى التي شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن عام 1963 إلى جانب المناضل مارتن لوثر كينغ. وإلى جانب نشاطها الفني اشتهرت بالعمل الإنساني، إذ تبنت 12 ولداً وبنتاً وأسكنتهم معها في قصر اشترته لهذا الغرض.
وحسب منظمي الجولة التي تجري بعد ظهر السبت، فقد تسجلت فيها عائلات مع أطفالها بالإضافة إلى جمهور من الشباب الذي سمع من آبائه عن جوزفين بيكر ولم يعاصرها، وكذلك مجاميع مَن بقي على قيد الحياة من المعجبين بها وبموسيقاها، لا سيما أغنيتها الشهيرة: «لي عشقان... أنت وباريس».