منذ اكتشافه لأول مرة في الهند في ديسمبر (كانون الأول) 2020، انتشر متغير «دلتا» لفيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، وأصبح هو المتغير المهيمن عالمياً في الوقت الحالي.
وبينما استمرت سلالات جديدة في الظهور، مثل سلالة «آي واي.4.2» والمعروفة باسم متغير «دلتا بلس»، والتي يقدر العلماء أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة 10 – 15 في المائة، إلا أن العلماء يشيرون إلى هذه السلالة بأنها إحدى «متفرعات» متغير «دلتا» الأصلي.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن العلماء يشعرون بالقلق من أن سلالة خارقة جديدة يمكن أن تحل محل «دلتا» في الفترة المقبلة، وتحدث كارثة صحية أكبر يصعب السيطرة عليها.
ويعتقد أولئك العلماء، أنه بعد القفزات الدراماتيكية الأولية في التسلسل الجيني للفيروس، والتي أدت إلى ظهور متغير «ألفا» أولاً، ثم «دلتا»، فإن «كورونا» قد يتحور مرة أخرى في الوقت الحالي ولكن ببطء وثبات، وفي النهاية سيقاوم اللقاحات الحالية، بعد مرور سنوات عدة.
ويقول فرنسوا بالو، مدير معهد علم الوراثة التابع لكلية لندن الجامعية «أتوقع أن يكون نوع التطور الذي سنراه هو ما نسميه (الانجراف المستضدي)، حيث يتطور الفيروس تدريجياً للهروب من الجهاز المناعي».
وأضاف «بالنسبة إلى الإنفلونزا وفيروسات كورونا الأخرى التي نعرفها جيداً، يستغرق الفيروس نحو 10 سنوات لإحداث تغييرات كافية في طبيعته، بحيث لا تتعرف عليه الأجسام المضادة في الدم».
ومن جهة أخرى، يظن بعض العلماء أن الفيروس قد يتحور مرة أخرى بسرعة وبشكل مفاجئ؛ الأمر الذي قد ينتج منه ظهور سلالة جديدة قد تكون أكثر قابلية للانتشار من «دلتا» أو أكثر خطورة أو يمتلك خصائص مراوغة للمناعة.
ويشير رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية بجامعة كمبردج، إلى هذه السلالات الجديدة التي قد تظهر بسرعة بأنها «متغيرات فائقة».
ويقول غوبتا، إنه متأكد بنسبة 80 في المائة من ظهور سلالة أخرى من الفيروس في العامين المقبلين، مشيراً إلى أن هذه السلالة قد «تنافس (دلتا) وقد تتفوق عليه».
وحذر غوبتا من إمكانية حدوث ما يعرف باسم «إعادة تركيب فيروسي»، حيث تتبادل سلالات مختلفة من الفيروس الخصائص الجينية المختلفة لتشكل سلالة جديدة تماماً.
وأشار أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية إلى أن عدم تلقي التطعيم قد يزيد من احتمالية حدوث هذه المشكلة.
وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت مخاوف من أن استخدام الحبوب الجديدة المضادة للفيروس، ولا سيما أقراص «مولنوبيرافير» التي ابتكرتها شركتا «ميرك آند كو»، يمكن أن تسهم في تحور الفيروس. ويعمل «مولنوبيرافير» من خلال التدخل في قدرة الفيروس على التكاثر؛ مما يؤدي إلى تلويث جينومه بالطفرات التي من المفترض أن تمنع الفيروس من التكاثر. وقد جادل بعض علماء الفيروسات بأنه إذا هرب أي من هذه الطفرات الفيروسية فقد يؤدي نظرياً إلى ظهور متغيرات جديدة.
ويقر عدد من الخبراء، أنه في حين أن هذا الأمر يستحق البحث، فليس من المنطقي حرمان المرضى المصابين بأعراض «كورونا» الخطيرة من دواء يحتمل أن ينقذ حياتهم.
هل «دلتا» المتحور الخارق الأخير لـ«كورونا»؟
هل «دلتا» المتحور الخارق الأخير لـ«كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة