ذعر حوثي جراء التقدم المتسارع للقوات اليمنية باتجاه تعز وإب

التحالف ينفذ 23 ضربة مساندة ويعلن مقتل 40 عنصراً إرهابياً

TT

ذعر حوثي جراء التقدم المتسارع للقوات اليمنية باتجاه تعز وإب

أثار التقدم المتسارع للقوات اليمنية المشتركة في اليوم الثالث باتجاه مناطق محافظتي إب وتعز انطلاقاً من الساحل الغربي حالة ذعر واسعة في أوساط الميليشيات الحوثية؛ إذ استنفرت قادتها لحشد المجندين وأمرت معمميها على منابر المساجد في إب والحديدة وريمة وتعز بحض المصلين على التوجه للجبهات، وفق ما أكده سكان لـ«الشرق الأوسط».
جاء ذلك في وقت واصل فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ عمليات الاستهداف الجوي للميليشيات في محافظات مأرب والبيضاء والجوف وفي الساحل الغربي جنوب الحديدة حيث المناطق خارج حدود «اتفاق استوكهولم».
وأعلن التحالف، أمس (الأحد)، أنه نفذ 10 عمليات استهداف ضد الميليشيا الحوثية في محافظات مأرب والبيضاء والجوف خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضح في بيان بثته «واس» أن الاستهدافات دمرت 7 آليات عسكرية وأوقعت خسائر بشرية في صفوف الميليشيات تجاوزت 40 عنصراً إرهابياً.
إلى ذلك؛ أعلن التحالف تنفيذ 13 عملية استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، مؤكداً على استمراره في دعم عمليات القوات اليمنية خارج مناطق نصوص «اتفاق استوكهولم».
وكان التحالف أعلن (السبت) تنفيذ 15 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب والبيضاء، إلى جانب تنفيذه 19عملية مساندة للقوات المشتركة في الساحل الغربي، وقال إن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية ومنظومة دفاع جوي وقضت على أكثر من 70 عنصراً إرهابياً، في مأرب والبيضاء، أما عمليات الاستهداف التي جاءت في الساحل الغربي، فشملت استهداف مركز قيادة وسيطرة، وموقع لتخزين وتوجيه الطائرات المسيرة، ونقاط إمداد وتموين.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه عمليات القوات المشتركة لليوم الرابع على التوالي، أفاد الإعلام العسكري التابع لها أمس (الأحد) بأنها سيطرت على مناطق وجبال استراتيجية تحاذي عدداً من المديريات بمحافظتي تعز والحديدة، وسط انهيارات كبيرة وخسائر فادحة في صفوف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.
وبحسب المصادر العسكرية للقوات المشتركة؛ فقد «تكللت العملية بتحرير مناطق واسعة وجبال استراتيجية هي: جبل المغارب في مديرية جبل رأس، وجبل محور العبد المطل على مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة، وجبال الروينة والسوهيرة والطور والعديد من الجبال في مديرية مقبنة بمحافظة تعز، وجبال الغازية وحبيطان وقحبر وعمر والدباس باب الفج بمديرية حيس».
وفي حين أكدت القوات سيطرتها على العديد من المناطق والوديان؛ أهمها وادي نخلة شرق مديرية حيس، أوضحت أنها خاضت معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأن الميليشيات الموالية لإيران تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة، وآليات ومعدات ثقيلة.
ونقل الموقع الرسمي لـ«ألوية العمالقة» عن العميد الركن علي حسن الجهوري مستشار قائد الألوية، قوله إن «القوات المشتركة نفذت عملية هجوم على المستوى التكتيكي المنظم لتأمين مدينة حيس، تم التخطيط لها بشكل جيد».
وأضاف: «هذه العملية ردت على الفهم الخاطئ لعملية إعادة انتشار القوات المشتركة، والزوبعة التي أثارها إعلام العدو»، مؤكداً أن «القوات المشتركة أمنت مدينة حيس وضواحيها وقامت بفتح الطرقات الواصلة بين المناطق، وتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي بصورة كثيفة».
وإذ يرجح المراقبون العسكريون أن تشهد الأيام المقبلة تحولات ميدانية متسارعة، كان الإعلام العسكري للقوات المشتركة أكد تأمين مديرية حيس في جنوب شرقي الحديدة بالكامل، ومحاصرة مدينة البرح غرب تعز، وقطع إمدادات الميليشيات الحوثية الآتية من الحديدة وإب، مع تأمين المرتفعات المطلة على هذه المناطق.
هذه العمليات المباغتة سببت صدمة شديدة في أوساط الميليشيات الحوثية التي كانت وجدت في «اتفاق استوكهولم» مأمنا لسحب قواتها من الساحل الغربي وتكثيف الهجمات على مأرب، في حين تسود تكهنات بأن تواصل القوات المشتركة عملياتها والتوجه شرقاً وجنوباً لتحرير مديرية مقبنة الواقعة في الشمال الغربي لتعز، وكذا التوغل شرقاً باتجاه مناطق العدين في محافظة إب.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بتواصل المعارك في جنوب مأرب مع استعادة القوات مواقع عدة في مديرية الجوبة وتكبيد الميليشيات الحوثية مئات القتلى بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» أن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية شنت هجمات واسعة على مواقع عدة للميليشيا الحوثية في جبهة ذنة، وتمكنت من دحرها من عدد من المواقع مع مقتل وجرح وأسر العشرات من عناصرها.
بالتزامن مع ذلك؛ تمكنت قوات الجيش والمقاومة عقب هجوم عكسي نفذته في جبهة أم ريش، من تحرير العديد من المواقع وتكبيد الميليشيات الحوثية خسائر بشرية ومادية كبيرة، في حين شنت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وآليات حوثية في مناطق مختلفة من مديريات جنوب مأرب وغربها.
على صعيد منفصل، وجه رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك الوزارات والجهات المعنية والسلطات المحلية بمضاعفة الجهود لتقديم التدخلات الإنسانية للنازحين والمهجرين جراء التصعيد المستمر لميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، خصوصاً في محافظتي مأرب والحديدة.
وذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك «شدد على المنظمات الأممية والدولية لمساندة الجهود الحكومية لتقديم الاستجابة الطارئة والعاجلة للنازحين الجدد وسرعة الوصول إلى الأسر المتضررة للتخفيف من معاناتهم وتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية من الغذاء والإيواء... وغيرهما».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.