نائب في البرلمان البحريني: «الوفاق» هي العقبة أمام التوصل لأي حل للأزمة

جواد حسن لـ {الشرق الأوسط}: نطلب من إيران احترام قواعد حسن الجوار

المنامة
المنامة
TT

نائب في البرلمان البحريني: «الوفاق» هي العقبة أمام التوصل لأي حل للأزمة

المنامة
المنامة

قال جواد عبد الله عباس حسن، النائب في مجلس النواب البحريني عضو لجنة حقوق الإنسان، إن السبب الرئيس في تعميق الأزمة بالبحرين هو إثارة الطائفية التي لم تعرفها المملكة من قبل، وإن «هذا ما أحدث شرخا في المجتمع»، مشيرا إلى أن «بعض الجمعيات السياسية عملت بكل قواها على تعميقه، خاصة جمعية (الوفاق الوطني الإسلامي) التي استغلت مطالب الشعب البحريني، ووظفتها وشكلتها في مطالب لم يتفق عليها الشعب»، وأضاف أن «هذه الجمعية هي من تقف عائقا أمام التوصل لأي حل في البحرين، وتخلق هذا الهاجس الطائفي الذي يعيشه المجتمع».
وأكد النائب حسن في لقاء مع «الشرق الأوسط» في لندن، أن تحركات «جمعية الوفاق» خلقت نمطا من الخطابات والأحاديث من على المنابر جعل المجتمع في حالة انقسام خاصة، وأنها شلت الحياة على مختلف المستويات، ووصف النائب البحريني الأفعال التي تمارسها «الوفاق» بـ«المسيئة لمبادئ الإسلام الذي يتسم بالاعتدال والوسطية والانفتاح».
وحمل النائب حسن «الوفاق» أيضا «مسؤولية تعليم وتدريب المخربين على ما يقومون به من ممارسات يومية من حرق للإطارات في الطرقات لإعاقة حركة الناس، وتعطيل أعمالهم». وعدّ «هذه المظاهر غريبة على المجتمع البحريني الذي يعيش صدمة إزاء ذلك». وبين حسن أن السلطة التشريعية في البحرين ناشدت في عدة مناسبات جمعية «الوفاق» ودعتها لاتباع المنهجية الصحيحة، للمساهمة في توفير الأمن «لأنه لا يمكن تحقيق أي تطور من دون الأمن». وأوضح النائب البحريني أن زيارته إلى لندن مع وفد نيابي لعدة أيام، تأتي بتكليف من البرلمان من أجل نقل توضيحات للغرب حول الخطوات التي تنتهجها البحرين، مشيرا إلى أنه جرت خلال هذه الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين السياسيين، ومع لجنة الدفاع والأمن والشؤون الخارجية بالبرلمان، وجمعية الصداقة البرلمانية البريطانية - البحرينية، وبعض النواب المستقلين.
وحول طرق حل الأزمة، قال عضو لجنة حقوق الإنسان البحريني: «نحن مع الحوار الجاد والصادق الذي يقوم على أساس لمّ الشمل، ويعمر البلاد.. الذي تجلس فيه كل الأطراف على طاولة واحدة»، مؤكدا على «ضرورة الانتباه للمغالطة التي تعمل (الوفاق) على ترسيخها، والتي مفادها أنهم من يمثلون شيعة البحرين جميعا، في حين أنهم لا يمثلون إلا جزءا منهم».
وأكد النائب البحريني أن «الوفاق» مرتبطة بإيران مباشرة، وأنها هي التي تحدد خريطة أعمالها، وقال: «قطعا إن (الوفاق) تتبع أشخاصا وأجندات سياسية خارجية، خاصة ولاية الفقيه، وهذه نظرية قديمة لا يؤمن بها كثير من مراجع الشيعة، مثل آية الله السيستاني، والإمام أبو القاسم الخوئي، لكن (الوفاق) تسعى لتطبيقها في البحرين، وهذا غير ممكن، فنحن لنا تعددية، وبيننا كثيرون يخشون على وطنهم، ولنا دولة مدنية وتعددية نحرص على احترامها. لكن هناك تمسك من (الوفاق) بهذه الآيديولوجية، وهي متأصلة فيهم، ونحن نريد من كل الأطراف المشاركة والتحديث».
كما ذكر النائب البحريني بأن جمعية «الوفاق» هي من انسحبت بإرادتها من البرلمان والحوار.
وشدد القول على أنهم «واقفون أمام التوصل لأي حل في البحرين، ويعطلون قوانين ضرورية كقانون الطفل والمرأة»، وقال إن «11 ألف قضية معطلة في البحرين بسبب تأخير قانون الأحوال الشخصية الخاص بالشق الجعفري الذي يعتمد وفق مبادئ الشريعة الإسلامية».
وبين أن مشكلتهم «في عدم فهم المشروع الإصلاحي، وهم أول من صوت عليه، وهم من حشدوا الناس وأخرجوهم للتصويت، وبعد ذلك حشدوا الناس لدخول البرلمان، قبل أن يذهبوا في 2006 لأخذ الفتوى من إيران والنجف». وأضاف: «الدور الإيراني في أزمة البحرين واضح، وقد سبق أن التقيت أنا وزميلي أحمد الساعاتي بالقائم بالأعمال الإيراني لدى البحرين منذ سنتين تقريبا في أواخر 2011، وتكلمنا بكل شفافية، وأبدينا معارضتنا لمسألة التدخل في شؤوننا، وقدمنا له رسالة احتجاج وطلبنا رفعها بشكل سريع لطهران.. لكننا لم نحصل على إجابة». وأكد النائب حسن وجود تدخل مباشر من إيران في تحريك الأزمة بالبحرين.. «وهذا ما ينعكس من خلال تسليط الإعلام الإيراني الأضواء على ما يحدث في البحرين بأدق التفاصيل، وتدخلهم حتى في التصريحات»، موضحا أن «البحرين تحترم كل الأعراف الدبلوماسية، ونطلب من إيران احترام قواعد حسن الجوار، ومن المفروض أن تدفع بالأمن، وألا تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في أمورنا».
وشدد النائب على أن الحل في البحرين لن يكون إلا سياسيا، وبتنشيط الحياة الاجتماعية، عبر ضخ مزيد من الإصلاحات، والاهتمام بالشباب وبناء مراكز ثقافية، وتشجيع الشباب على تجاوز الفراغ. ودعا النائب «الوفاق» لوقف العنف في الشوارع والتخريب والتحريض وبث الكراهية، وأضاف\ «لا نوافق على تطبيع البحرين بلون واحد، وإذا كان لا بد من التغيير، فيجب أن يشمل الجميع».



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.