على جيرارد أن يتذكر دائماً أن التركيز على تجنب الهبوط أهم من المشاركة الأوروبية

التنافس على البقاء في دوري الأضواء سيبلغ ذروته... ومهمة مدرب أستون فيلا الجديد ستكون صعبة للغاية

TT
20

على جيرارد أن يتذكر دائماً أن التركيز على تجنب الهبوط أهم من المشاركة الأوروبية

عندما رحل راي ويلكنز عن باريس سان جيرمان في عام 1987 بدا من الطبيعي تماماً أن ينضم إلى رينجرز، لأنه كان سيلعب بالفعل بجوار لاعبين دوليين في منتخب إنجلترا هما تيري بوتشر وكريس وودز في النادي الاسكوتلندي. وبعد عام واحد انضم إليهم لاعب آخر وهو غاري ستيفنز. ربما كان هذا تأثيرا مباشرا لكارثة ملعب هيسل، التي أدت إلى منع جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبية، لكن ذلك كان لا يزال على أي حال شيئا جديدا في ذلك الوقت وكأنه من عالم آخر.
لكن في ظل البيئة المالية الحالية، يبدو من غير المنطقي أن تكون هناك رغبة من جانب أكبر المواهب الإنجليزية في اللعب في اسكوتلندا. وربما يكون هذا هو الجانب الأكثر أهمية في تعيين ستيفن جيرارد كمدير فني لنادي أستون فيلا – لا يتعلق الأمر بما يقال عن جيرارد أو عن رينجرز، أو حتى كرة القدم الاسكوتلندية، بقدر ما يتعلق بالدوري الإنجليزي الممتاز. وكما كان الحال مع بريندان رودجرز من قبله، يبدو أن جيرارد لم يتردد كثيراً في قبول عرض، ليس من أحد الأندية التي تشارك في دوري أبطال أوروبا، لكن من فريق في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لديه بعض التطلعات. ومن الناحية الواقعية، ربما يكون هذا هو أكبر عرض كان من الممكن أن يأتي لجيرارد بعد نجاحه في الفوز بلقب الدوري الاسكوتلندي الممتاز مع رينجرز الموسم الماضي.
إنه عرض كبير بالفعل من ناد ينفق الكثير من الأموال على تدعيم صفوفه، والدليل على ذلك أنه حتى مع بيع جاك غريليش إلى مانشستر سيتي مقابل 100 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، فإن صافي إنفاق أستون فيلا خلال السنوات الأربع الماضية يقترب من 250 مليون جنيه إسترليني. إنه أحد أندية الوسط التي تسعى لتحقيق طموحات أكبر في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتشير الأرقام إلى أن الفارق بين صاحب المركز السادس وصاحب المركز الخامس عشر ست نقاط فقط، وتشير الدلائل المبكرة إلى أن هذا الموسم سيكون شرسا للغاية من حيث المنافسة على اللقب أو المنافسة على تجنب الهبوط. ويبقى سؤال، هل تأثر أستون فيلا بالفعل برحيل غريليش؟
وقبل أن يشعر أي شخص بالحماس الشديد، ربما يتعين علينا أن نتذكر كيف كان جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في هذه المرحلة في الموسم الماضي. فبعد مرور 11 جولة من الموسم الماضي، كان توتنهام هو من يتصدر المسابقة برصيد 24 نقطة بفارق الأهداف عن ليفربول، وبفارق ثلاث نقاط عن تشيلسي وليستر سيتي، في حين كان ساوثهامبتون يحتل المركز الخامس بفارق أربع نقاط. وبعد ذلك كان يأتي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وكان لكل منهما مباراة مؤجلة.
وكانت الأجواء غريبة بسبب فترة الإعداد المتقطعة، وضغط جدول المباريات، وإقامة المباريات دون جمهور، وتحقيق نتائج غريبة مثل فوز توتنهام على مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل هدف وحيد، وفوز أستون فيلا على ليفربول بسبعة أهداف مقابل هدفين. في الحقيقة، لم يكن أحد يعرف ما الذي يحدث بالضبط! وكان هناك اعتقاد بأن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا ربما وصل إلى مرحلة النهاية مع مانشستر سيتي، الذي كان يحتل المركز السابع في جدول الترتيب بفارق ست نقاط عن المتصدر، بعد أن خسر بالفعل أمام ليستر سيتي وتوتنهام. لكن مانشستر سيتي نجح في الفوز باللقب في نهاية المطاف بفارق 12 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، بينما احتل مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وهبط ناديان من الفرق الثلاثة الصاعدة، بالإضافة إلى ناد كان قد صعد الموسم قبل الماضي. وعاد كل شيء فجأة إلى طبيعته، لكي نتعلم أنه يمكن أن تحدث بعض الأشياء الغريبة في بداية الموسم، وأنه لا يمكننا أن نتوصل إلى استنتاجات قاطعة بعد مرور ما يزيد قليلا على ربع الموسم.
وفي غضون أسبوعين فقط، كان توتنهام قد خسر أمام ليفربول، وهي الخسارة التي كانت بداية النهاية لمسيرة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في قيادة السبيرز، وبدأ مانشستر سيتي مسيرته الرائعة بتحقيق 15 انتصاراً متتالياً في الدوري، وحقق بيرنلي الفوز على آرسنال بهدف دون رد، وهو الانتصار الذي أشعل حماس النادي لتحقيق نتائج إيجابية مكنته في نهاية المطاف من الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
لكن لم يكن هناك أي إحساس بمثل هذه الفوضى هذا الموسم. ومع ذلك، لا يزال هناك تغيير عن تلك المواسم الثلاثة قبل موسم 2020 - 2021 والذي حصل فيه البطل على 98 نقطة أو أكثر. وهناك منافسة شرسة على القمة بين تشيلسي ومانشستر سيتي وليفربول، لكن رغم قوة هذه الأندية الثلاثة فإنها لا تخلو من العيوب والمشاكل الواضحة. ويتصدر تشيلسي جدول الترتيب بفارق ثلاث نقاط، ويبدو أنه في طريقه بهذا المعدل لإنهاء الموسم بـ90 نقطة. لا يزال هذا العدد من النقاط مرتفعاً، فهو سابع أكبر عدد من النقاط يمكن أن يحصل عليه بطل الدوري الإنجليزي الممتاز وأكثر بأربع نقاط عن إجمالي عدد النقاط التي حصل عليها مانشستر سيتي الموسم الماضي، لكن يبدو وكأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها.
قد لا يعني ذلك أكثر من عودة ظهور تشيلسي كقوة رئيسية ثالثة في الوقت الحالي، بعد أن أصبح هناك مدير فني قادر على قيادة الفريق بشكل رائع، وهو الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى إضعاف هيمنة مانشستر سيتي وليفربول على الساحة الكروية - وبالطبع، لا يزال من الممكن أن ينجح ناد من هذه الأندية الثلاثة الكبار في تحقيق ما حققه مانشستر سيتي الموسم الماضي ويفوز بعشر مباريات أو أكثر على التوالي لكي يبتعد عن الجميع ويفوز باللقب ويحصل على 95 نقطة أو أكثر.
لكن يوجد شيء أكثر إثارة للاهتمام يحدث الآن، وهو أن الدوري الإنجليزي الممتاز قد استفاد من الأزمة المالية التي سببها فيروس «كورونا»، بسبب قوة صفقة البث التلفزيوني للدوري. فرغم أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز شهدت تراجعا في الإيرادات بمتوسط 59 مليون يورو (50 مليون جنيه إسترليني) في موسم 2019 - 2020 فإن هذا العجز كان أقل نسبياً من العجز التي عانت منه الأندية في أي من البطولات الخمس الكبرى الأخرى.
وهناك فئة من اللاعبين – مثل سون هيونغ مين، ويوري تيليمانز، وأولي واتكينز – كان من الممكن أن تنتقل إلى دوريات أخرى لو لم يحدث ذلك. وفي الوقت نفسه، أصبحت أندية الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز قادرة على ضم المواهب من الخارج بثمن بخس نسبياً: لاعبون مثل بوبكاري سوماري، وأليكس كرال، وليون بايلي. وقد أدى ذلك إلى تقوية وتعزيز صفوف هذه الأندية، ونتيجة لذلك لم يشعر أي شخص بما فعله شيفيلد يونايتد ووست بروميتش في هذه المرحلة من الموسم الماضي (رغم أن نوريتش سيتي قد يفعل ذلك قريباً أيضا).
وكان من الممكن أن يبدو نيوكاسل، الذي لم يحقق أي فوز ولم يخرج بشباك نظيفة في أي مباراة حتى الآن، على حافة الهاوية، لكن من المتوقع أن تتحسن النتائج بعد انتقال ملكية النادي إلى السعوديين وتعيين إيدي هاو على رأس القيادة الفنية وتوقع تدعيم صفوف الفريق بقوة خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني).
هذا يعني أن البيئة التي انضم إليها جيرارد مؤخرا أصبحت صعبة للغاية. يعد أستون فيلا واحدا من ستة إلى ثمانية أندية بعد تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد لديها القدرة الواقعية على التأهل للمسابقات الأوروبية بانتظام، بل والتأهل لدوري أبطال أوروبا في بعض الأحيان. هذا يعني أن ثلاثة أو أربعة من هذه الأندية على الأقل ستصاب بخيبة أمل كبيرة كل موسم. قد لا يرغب أستون فيلا في سماع ذلك، لكن الابتعاد عن المراكز المؤدية للهبوط بفارق نقطتين فقط وبدء بيرنلي في تحقيق نتائج تتناسب مع الأداء الجيد الذي يقدمه والتوقعات بأن يتحسن أداء نيوكاسل، كل هذا يعني أن الأولوية الأولى لجيرارد تتمثل في تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى.


مقالات ذات صلة

كيف تراجع مستوى رحيم سترلينغ بشكل مذهل فجأة؟

رياضة عالمية عندما كان سترلينغ يتألق ويشارك أساسياً مع منتخب إنجلترا (غيتي)

كيف تراجع مستوى رحيم سترلينغ بشكل مذهل فجأة؟

تحول سترلينغ في غضون 18 شهراً فقط من النجم الأول لمنتخب بلاده إلى لاعب مستبعد لا ينضم إلى القائمة من الأساس.

رياضة عالمية كشفت شركة «فوستر+بارتنرز» يوم الثلاثاء الماضي عن مجسمات رقمية ونماذج مصغرة (مانشستر يونايتد)

مانشستر يونايتد يكشف عن أفضل ملعب في العالم بسعة 100 ألف متفرج

يعتزم مانشستر يونايتد بناء ملعب جديد بسعة 100 ألف متفرج بدلاً من إعادة تطوير ملعبه الحالي في «أولد ترافورد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية إيدي هاو (رويترز)

هاو: الفوز على وست هام منح نيوكاسل دفعة حقيقية قبل النهائي

قال إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد إن فريقه سيخوض المباراة أمام ليفربول في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم بمعنويات عالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (رويترز)

أموريم يشيد بأداء غارناتشو «المتكامل» أمام آرسنال

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد إعجابه بأداء أليخاندرو جارناتشو خلال التعادل 1-1 مع آرسنال في أولد ترافورد بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نونو إسبيريتو سانتو (أ.ف.ب)

سانتو مدرب فورست للاعبيه: استمتعوا بفريقكم... فخور بمستوياتكم

عبر نونو إسبيريتو سانتو مدرب نوتنغهام فورست عن فخره بلاعبيه بعد الفوز 1 - صفر على مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (لندن)

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.