إطلاق حملة بعنوان «كفى لعنف المستوطنين»

مع تفاقم الاعتداءات على الفلسطينيين والمتضامنين اليهود والأجانب

أنصار السلام من خلفيات مختلفة خلال حملة احتجاج على عنف المستوطنين (الشرق الأوسط)
أنصار السلام من خلفيات مختلفة خلال حملة احتجاج على عنف المستوطنين (الشرق الأوسط)
TT

إطلاق حملة بعنوان «كفى لعنف المستوطنين»

أنصار السلام من خلفيات مختلفة خلال حملة احتجاج على عنف المستوطنين (الشرق الأوسط)
أنصار السلام من خلفيات مختلفة خلال حملة احتجاج على عنف المستوطنين (الشرق الأوسط)

انتشر مئات أنصار السلام اليهود والعرب على مفارق الطرقات، أمس الجمعة، احتجاجاً على العنف المتفاقم للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية، والتي تمارس ضد الفلسطينيين وفي الآونة الأخيرة تمس أيضاً بنشطاء يهود وأجانب ممن يتضامنون مع الفلسطينيين وحتى بجنود الجيش الإسرائيلي الذين يحمونهم. وقال النائب عن حزب «ميرتس» في الائتلاف الحكومي، موسى راز، الذي يسهم في الحملة الشعبية ضد هذا العنف، إن «هناك انفلاتاً مريعاً للمتطرفين في المستوطنات، ضد الجيران العرب، يسفر عن اعتداءات خطيرة. ومع سكوت الجيش والحكومة طيلة عشرات السنين عن هذا العنف، أصبحوا يتمادون للاعتداء على أنصار السلام اليهود. إنهم يعتبروننا خونة للشعب اليهودي ولذلك يهدرون دماءنا. خذ مثلاً الناشطة نيتع بن بورات، إنها إحدى ضحايا الهجوم الذي وقع الجمعة الماضي في صوريف، وأصيب خلاله ثلاثة مناصرين يهود للسلام وعشرات الفلسطينيين. لديها ثقب عميق في رأسها، وتورم كبير في ساقها يسبب لها العرج، كما أن هنالك تخوفاً من وجود كسر في اليد. لقد كتبت لي رسالة تقول فيها: «أعجز عن الكلام أمام الشر».
وقد خرج المتظاهرون أمس إلى مفارق الطرقات، وهم يحملون لافتات باللغتين العربية والعبرية تقول: «كفى لعنف المستوطنين». وكتبوا الشعار نفسه على الجسور في الطرق السريعة. وتحت الشعار نفسه سيعقد في يوم الاثنين، بعد غد، مؤتمر في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بادر إليه النائب راز سوية مع النائبين، أسامة السعدي (من القائمة المشتركة للأحزاب العربية) وابتسام مراعنة (من حزب العمل) وثلاث حركات سلام معروفة هي: «جنود يكسرون الصمت»، و«يش دين» و- «السلام الآن». يذكر أن منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية، التي تتابع اعتداءات المستوطنين، نشرت تقريراً هذا الأسبوع، بعنوان «سيطرة الدولة على أراضٍ في الضفة الغربية بواسطة عنف المستوطنين»، وثقت فيه قيام مستوطنين في بؤر استيطانية عشوائية باستخدام الاعتداءات وسيلة للاستيلاء على 38 ألف دونم في الضفة الغربية ومنع أصحابها من الدخول إليها. وتقع هذه الأراضي في عدة مناطق، بينها بلدة يطا في جنوب شرقي جبل الخليل، ومنطقة جنوب غربي جبل الخليل، ومنطقة الأغوار والمنطقة الواقعة غرب رام الله، والمنطقة الواقعة غرب نابلس.
كما أوردت صحيفة «هآرتس» على لسان سكرتير عام الجمعية الاستيطانية، «أمناة»، أن هناك 150 بؤرة ومزرعة استيطانية تنتشر في أنحاء الضفة تسيطر على 200 ألف دونم، وهي ضعف مساحة الأرض المبنية للمستوطنات.
ويشير تقرير «بتسيلم» إلى أن الاحتلال الإسرائيل استولى على أكثر من مليوني دونم من أراضي الضفة الغربية لغرض الاستيطان، وأقام 280 مستوطنة يسكنها 440 ألف مستوطن، بينها 138 مستوطنة تعترف بها إسرائيل بشكل رسمي (لا يشمل 12 حياً استيطانياً أقامتها على أراض ضمتها في القدس) ونحو 150 بؤرة ومزرعة استيطانية لا تعترف بها حكومة إسرائيل بشكل رسمي، أقيم ثلثها في العقد الأخير، وتُصنف على أنها مزارع استيطانية.
ويشمل مسار اعتداءات المستوطنين للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية: قطع وحرق أشجار زيتون، حرق مساجد وتفجير سيارات، سرقة محاصيل المزروعات الفلسطينية، اعتداء على قاطفي الزيتون ورعاة المواشي بواسطة الكلاب وقذف بالحجارة وإطلاق الرصاص الحي عليهم. وهذا فضلاً عن الاعتداءات على نشطاء السلام الإسرائيليين والأجانب.
وإزاء الانتقادات للجيش الإسرائيلي، واتهامه بالتهادن مع المستوطنين وتوفير الحماية لهم وتشجيعه لاعتداءاتهم، أعلن الناطق بلسانه، أمس الجمعة، أنه أصدر أوامره لقادة وحداته العاملة في الضفة بالتدخل لمنع المستوطنين من تنفيذ هذه الاعتداءات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.