لا تزال أكثر من 600 أسرة فرت من المناطق التي أخلتها القوات اليمنية المشتركة في مدينة الحديدة وجنوبها بدون مأوى في مديرية الخوخة التي وصلها أكثر من 900 أسرة، فيما تحاصر المواجهات 1700 أسرة بالقرب من خطوط التماس في جنوب مديرية التحيتا، حيث تقيم هذه الأسر في سبعة مواقع للنزوح مع محدودية وصول المساعدات إليهم بسبب اشتداد القتال هناك في وقت أدت المواجهات إلى وقف تدفق المدنيين الفارين من قمع الميليشيات الحوثية وفق ما أكدته الوحدة التنفيذية الحكومية لإدارة مخيمات النازحين.
في هذا السياق أفاد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في الساحل الغربي، حميد الخزان لـ«الشرق الأوسط» بأن السلطات المحلية وبالتعاون مع الخلية الإنسانية في القوات المشتركة افتتحت مخيماً لثلاثمائة أسرة (2100 فرد) وصلت إلى الخوخة من أصل نحو ألف أسرة كانت قد تمكنت من الفرار من المناطق التي دخلتها ميلشيات الحوثي بعد أن دخلتها القوات المشتركة خلال الأسبوع الماضي.
وقال الخزان: «إن السلطات تستعد لافتتاح مخيم آخر لـ600 أسرة (4200 فرد) لا تزال بدون مأوى حتى الآن بعد أن وفرت القوات المشتركة الأرضية التي سيقام عليها المخيم».
وبحسب المسؤول المحلي فإن الأسر التي تم إسكانها في المخيم الأول زودت بمواد الإيواء وحقائب مساعدات طارئة، وأن المواجهات في منطقة الغويرق جنوب التحيتا أغلقت الطريق أمام المدنيين الذين يفرون من المناطق التي دخلتها الميليشيات خصوصاً أن الدخول كان مفاجئاً ما صعب على الكثير من الأسر الفرار.
إلى ذلك، قال سكان لـ«الشرق الأوسط» إن مجاميع من سكان تلك المناطق اضطروا إلى الذهاب عبر الطريق إلى صنعاء ومنها إلى عدن ومن ثم التوجه إلى مناطق سيطرة الشرعية في الساحل الغربي لاستحالة بقائهم في مناطق تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي.
وأكد السكان أن تجاربهم مريرة مع سلطة الميليشيات التي تعمل في بداية سيطرتها على ملاحقة الرموز المعروفة من المعارضين ولكنها بعد ذلك تتوسع في الملاحقة والاعتقال لتطال كل من تشك بولائه لها أو يرفض التعاون معها، كما أن رفض الجبايات والنهب والخضوع لدورات طائفية يجعل الأشخاص عرضة للاعتقال والتنكيل، إذ إن وشاية من أي عنصر من عناصرها قد يقود أي شخص إلى ساحة الإعدام كما حصل مع الأشخاص التسعة الذين أعدموا عقب محاكمة صورية ندد بها العالم بتهمة التعاون في قتل صالح الصماد الرئيس السابق لمجلس حكم الميليشيات.
من جهتها ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنه وبعد تجدد الأعمال العدائية على الساحل الغربي لليمن، قدرت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة نزوح أكثر من ألف أسرة خلال ثلاثة أيام من الشهر الجاري، وأن غالبية النازحين داخلياً قد فروا إلى مدينة الخوخة (895 أسرة) تليها المخا (129 أسرة).
وأكدت المنظمة أن الوضع لا يزال متقلباً للغاية، مع ورود تقارير عن استمرار الاشتباكات على طول الخطوط الأمامية الجديدة، لا سيما في مناطق غرب حيس وجنوب مناطق التحيتا. حيث أُجبر العديد من الأشخاص على الفرار للمرة الثانية أو الثالثة، وهم الآن يفرون مرة أخرى إلى مواقع النزوح في التحيتا والخوخة.
وقالت إنه واعتباراً من 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، سجلت فرق المنظمة الدولية للهجرة 120 أسرة نازحة حديثاً في المواقع التي تدعمها المنظمة في الخوخة، كما أن هناك تقارير عن 132 أسرة نازحة حديثاً في المواقع التي تدعمها المنظمة في التحيتا.
وفي المجموع، وصل ما يقدر بنحو 815 أسرة نازحة حديثاً إلى مواقع تديرها المنظمة الدولية للهجرة والسلطات المحلية والشركاء الإنسانيين الذين أبلغوا عن 439 في الخوخة و260 في المخا و136 في التحيتا.
المنظمة الدولية للهجرة عبرت عن قلقها بشكل خاص بشأن حالة أكثر من 1700 عائلة نازحة بقيت في سبعة مواقع بالقرب من الخطوط الأمامية في التحيتا حيث أصبح وصول المساعدات الإنسانية إليها محدوداً.
وقالت إن فرقها في الخوخة مستمرة في تسجيل النازحين، وإن السلطات المحلية تخطط لإنشاء موقعين إضافيين في الخوخة وواحد في المخا لدعم النازحين الجدد، حيث يتشارك غالبية النازحين داخلياً في ملاجئ مكتظة وهم بحاجة إلى مواد منزلية أساسية وغير غذائية، ومساعدات نقدية، وإمكانية أكبر للحصول على المياه والمراحيض. ومع اقتراب فصل الشتاء، يحتاجون أيضاً إلى أكياس رمل ومواد أخرى حتى تتمكن مآويهم من تحمل الرياح الموسمية القوية.
ووفق ما جاء في بيان المنظمة الدولية للهجرة، فإنها تعمل مع الشركاء للاستجابة لاحتياجات المتضررين من خلال توفير الخدمات الأساسية للنازحين الجدد في تسعة مواقع تديرها، حيث نشرت فرق طبية متنقلة لتقديم خدمات صحية فورية للنازحين، بما في ذلك الفحص الصحي والرعاية الطبية الطارئة، كجزء من أنشطة الطوارئ والتأهب، كما تقوم بتخزين 1400 مجموعة من مستلزمات المأوى للطوارئ و1900 مجموعة من مستلزمات النظافة والمواد غير الغذائية في المخا وعدن.
آلاف اليمنيين الفارين من بطش الحوثيين جنوب الحديدة بلا مأوى
هجمات الميليشيات عند خطوط التماس تمنع 1700 أسرة من النزوح
آلاف اليمنيين الفارين من بطش الحوثيين جنوب الحديدة بلا مأوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة