سباق «الأوسكار» بدأ والزحام شديد

10 أفلام على عتبات موسم الجوائز

«بيتزا بعرق السوس» لبول توماس أندرسن
«بيتزا بعرق السوس» لبول توماس أندرسن
TT

سباق «الأوسكار» بدأ والزحام شديد

«بيتزا بعرق السوس» لبول توماس أندرسن
«بيتزا بعرق السوس» لبول توماس أندرسن

في كل سنة يبدأ الأوسكار وصخبه أبكر من السنة السابقة. كان الإعلام السينمائي ومواقع التواصل الاجتماعي تقرع طبول الجائزة السينمائية الأشهر مع مطلع العام الجديد. ثم أخذت الطبول تُقرع في الأشهر الثلاث الأخيرة من كل عام. هذه السنة، وفي العام الماضي أيضاً، انطلقت التوقعات قبل ستة أشهر عندما أخذت مواقع كثيرة بطرح السؤال: «ما هي الأفلام التي ستدخل منافسة الأوسكار في السنة المقبلة؟».
الواضح أنّ البعض يريد أن يكون الأول في تنبؤاته ربما تعزيزاً لذاته أو لموقعه أو لصحيفته، علماً بأنّ لا شيء أكثر من تكهنات بسيطة يمكن الخروج بها في الشهر السادس أو ما يليه من العام. الفكرة الواقعية تتكوّن دوماً في الأسابيع الأخيرة من السنة على شتى أصعدة التنافس. الصورة تزداد وضوحاً بدءاً من هذا الشهر.

- طوابق عليا وسفلى
نحن على بعد شهرين وعشرة أيام من فتح باب التصويت لأوسكار 2022 في السابع والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني)، في الأول من فبراير (شباط) يغلق باب التصويت، وفي 27 مارس (آذار) سيقام الحفل الـ94 لهذه الجائزة التي تُشرف عليها «أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية» في هوليوود.
كالعادة، يتمحور كل شيء حول الفيلم. الفيلم هو النقطة المنتصفة للدائرة التي تضم باقي الترشيحات والمنافسات؛ إذ لا يمكن توفير طواقم التمثيل والإخراج والكتابة والتأليف الموسيقي أو التصوير أو أي جهد آخر في أي سباق منفصلاً عن الأفلام التي تمنح كل هذه الأقسام أسباب وجودها.
الأفلام بدورها ذات حركة عمودية؛ بعضها في طوابق سفلى، ومنها ما قد يصعد تدريجياً مع الوقت، ومنها ما بقي في مكانه. تلك الأفلام التي تشغل الطوابق العليا، وهي الأفلام الأكثر احتمالاً لدخول السباق رسمياً، تشهد المصير نفسه: بعضها يبقى فوق وبعضها ينزل إلى الأسفل مثل ركاب مصعد كهربائي ينتقل بين الأدوار.
الأفلام التي تتزاحم حالياً على الصعود إلى الواجهة والبقاء فيها تزيد على عشرة أفلام وآخر من انضم إليها فيلم Tick‪…‬ Tick‪..‬ Boom‪!‬ للين مانويل ميراندا وLicorice PIzza لبول توماس أندرسن. الأول ميوزيكال ينبري فيه كل من أندرو غارفيلد وفنيسا هودجز وألكسندرا شِب للبطولة، والثاني كوميديا رومانسية تقع أحداثها في السبعينات ويقود بطولتها وجهان جديدان (سكايلر غيزوندو وألانا هايم) لجانب ظهور شون بن وبرادلي كوبر وجون س. رايلي.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
من الصعب ترتيب وجود هذين الفيلمين (أو أي آخر)، في قائمة محددة تضع الفيلم الأكثر احتمالاً في المركز الأول والأقل في المركز العاشر أو ما يليه. هذا لأنّ الوقت لا يزال مبكراً للتأكد من اتجاهات واحتمالات الفوز بالترشيحات أساساً، ناهيك باحتمالات الفوز بالأوسكار ذاته. لكن ما يمكن قوله هو إنّ هناك مجموعة من الأفلام تبدو أكثر حضوراً في المشهد اليوم. العشرة الأولى منها هي التالية ومن دون ترتيب معيّن:

1 - Licorice Pizza
■ هو كوميديا لم يعمد المخرج المعروف بول توماس أندرسن (Phantom Thread‪، ‬ There Will Be Blood وThe Master من بين أخرى) لمثيل لها، إذ طالما شهدت أفلامه طروحات اجتماعية حادة وشخصيات أكثر حدّة. هذا لا يعني أنّ الفيلم «أندرسن - لايت» بل لا يقل عمقاً في منواله عن بعض أفلام المخرج السابقة.‬‬‬‬‬

2 - King Richard
■ هذا فيلم رياضي الشأن مقتبس عن سيرة ذاتية للاعب تنس مشهور ومعتزل (ول سميث) يريد توجيه ابنته (أونجانو إيليس وسنية سيدني) لممارسة هذه الرياضة. المهمّة ليست سهلة؛ كون الفتاتين الصغيرتين لديهما مشروعات حياة أخرى.

3 - The Tragedy of Macbeth
■ ينهل المخرج جووَل كووَن من مسرحية ويليام شكسبير هذا الفيلم الدرامي الخالص، مانحاً دور ماكبث للممثل الأفرو - أميركي دنزل واشنطن. هذا هو الفيلم الأول لجووَل منفصلاً عن شقيقه إيتان بعد كل هذه السنوات من العمل معاً.

4 - West Side Story
■ الفيلم الجديد للمخرج ستيفن سبيلبرغ هو إعادة للفيلم القديم بالعنوانه ذاته الذي قام روبرت وايز وجيروم روبنز بتحقيقه سنة 1961. الموضوع ذاته: عصابتان من الفتيان؛ واحدة من أثرياء المدينة والأخرى من فقرائها يتصارعان على زعامة الحي.
واحد من أحد الطرفين يقع في حب فتاة من الطرف الآخر. النزاع يحتد. هو فيلم سبيلبرغ الموسيقي الأول، وهو كان رُشّح للأوسكار، عبر أفلامه أو بشخصه، 14 مرّة سابقة، خرج منها بثلاثة «أوسكارات»؛ أحدها مجمل أعمال (1987) والآخران واحد عن «قائمة شيندلر» (1994) والثاني عن «إنقاذ المجنّد رايان» (1999).

5 - Tick‪…‬ Tick ‪…‬ Boom‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
■ كما أسلفنا، هو فيلم موسيقي من بطولة أندرو غارفيلد. نضيف هنا أنّه يدور حول مؤلف موسيقى لأعمال مسرحية يراجع حياته في هذا المضمار بمناسبة عيد ميلاده الثلاثين. يبدو لي أنّ المراجعة مبكرة، لكن هذا هو فحوى الفيلم على أي حال.

6 - The Power of the Dog
■ فيلم المخرجة النيوزلندية جين كامبيون الجديد هو أميركي الحكاية حول صاحب المزرعة في الغرب الأميركي (بندكت كمبرباتش) ذي الطبيعة العدائية. بوصول شقيقه وزوجته يقع صدام الشخصيات إلى أن يجد صاحب المزرعة نفسه في الخانة التي عليه أن يعترف فيها بأنّ أسلوب حياته ليس صحيحاً.

7 - Dune
■ التقدير العالي، نقدياً، لهذا الفيلم سيدفع به إلى الترشيحات بلا شك، لكن هل سيدفع به إلى الفوز؟ ينقل الفيلم نصف ملحمة هربرت فرانك المنتمية إلى نوع الخيال العلمي التي تقع أحداثها فوق كثبان تبدو عربية. للفيلم مزاياه لكن ليس من بينها تمثيل تيموثي شالامات.

‫8 - Belfast‬‬‬‬‬‬
■ يبدو فيلم كينيث براناف مؤكداً بدوره. سيرة ذاتية للمخرج الذي بدأ السينما بأعمال مقتبسة عن مسرحيات شكسبير ثم نوّع أكثر منتقلاً إلى أدب أغاثا كريستي. كما أسلفنا في مقال سابق «بلفاست» يشبه ما قام به ألفونسو كوارون حين قدّم «روما» من ناحية أنّه روى سيرته الذاتية وهو صغير. «روما» فاز بأوسكار أفضل فيلم، فلم لا «بلفاست»؟ هذا هو رهان براناف.

9 - The Lost Daughter
■ هذه الدراما التي تتحدث عن امرأة تفترش رمال الشاطئ وحيدة، عندما تبدأ بملاحظة أفراد عائلة تؤم المكان نفسه. ملاحظاتها تكوّن بداية لتغيير حاسم في شخصيّتها. المرأة هي أوليڤيا كولمن التي رُشحت في العام السابق في سباق أفضل ممثلة مساندة. المخرجة هي ماغي جيلنهال، وبذلك هي ثاني امرأة تتقدّم بفيلمها إلى هذه الترشيحات لجانب جين كامبيون.

10 - House of Gucci
■ أخفق فيلم ريدلي سكوت «المبارزة الأخيرة»، نقدياً وتجارياً، لذا لن يدخل السباق. لكنّ في جيب سكوت فيلماً آخر لافت للاهتمام هو «منزل غوتشي» الذي يدور حول صراعات داخل العائلة التي تملك محلات أزياء وملابس في أوروبا والولايات المتحدة. سلمى حايك أمام لادي غاغا وفي الوسط آل باتشينو وجيريمي آيرونز ويارد لوتو.
المجال لا يزال مفتوحاً أمام مفاجآت وجياد سوداء. البعض يتحدّث عن «سوان سونغ» و«رحلة لجوردان» و«ستيلووتر» حتى لا ننسى «ذا فرنش ديسباتش» و«لاست نايت إن سوهو». وهناك من يذهب به الاعتقاد بعيداً فيضم إلى قائمة الأفلام المرجح دخولها المنافسة أعمالاً تصلح ربما لجوائز أخرى غير أوسكار أفضل فيلم مثل «بلو بايو»، و«عينا تامي فاي»، وفيلم جيمس بوند الأخير «لا وقت للموت».
بصرف النظر عن هذه الاحتمالات، فإنّ الثابت أنّ هوليوود تتغيّر، ومن ساد عمليات التصويت في زمن مضى تغيّر، إما لرحيله أو لدخول أعضاء جدد ينتمون إلى الزمن الحاضر ومزاجاته.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
TT

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)

عاش نقادُ وصحافيو السينما المنتمون «لجمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (كنت من بينهم لقرابة 20 سنة) نعمة دامت لأكثر من 40 عاماً، منذ تأسيسها تحديداً في السنوات الممتدة من التسعينات وحتى بُعيد منتصف العشرية الثانية من العقد الحالي؛ خلال هذه الفترة تمتع المنتمون إليها بمزايا لم تتوفّر لأي جمعية أو مؤسسة صحافية أخرى.

لقاءات صحافية مع الممثلين والمنتجين والمخرجين طوال العام (بمعدل 3-4 مقابلات في الأسبوع).

هذه المقابلات كانت تتم بسهولة يُحسد عليها الأعضاء: شركات التوزيع والإنتاج تدعو المنتسبين إلى القيام بها. ما على الأعضاء الراغبين سوى الموافقة وتسجيل حضورهم إلكترونياً.

هذا إلى جانب دعوات لحضور تصوير الأفلام الكبيرة التي كانت متاحة أيضاً، كذلك حضور الجمعية الحفلات في أفضل وأغلى الفنادق، وحضور عروض الأفلام التي بدورها كانت توازي عدد اللقاءات.

عبر خطّة وُضعت ونُفّذت بنجاح، أُغلقت هذه الفوائد الجمّة وحُوّلت الجائزة السنوية التي كانت الجمعية تمنحها باسم «غولدن غلوبز» لمؤسسة تجارية لها مصالح مختلفة. اليوم لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة بعدما فُكّكت وخلعت أضراسها.

نيكول كيدمان في لقطة من «بايبي غيرل» (24A)

مفاجأة هوليوودية

ما حدث للجمعية يبدو اليوم تمهيداً لقطع العلاقة الفعلية بين السينمائيين والإعلام على نحو شائع. بعضنا نجا من حالة اللامبالاة لتوفير المقابلات بسبب معرفة سابقة ووطيدة مع المؤسسات الإعلامية المكلّفة بإدارة هذه المقابلات، لكن معظم الآخرين باتوا يشهدون تقليداً جديداً انطلق من مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي وامتد ليشمل مهرجانات أخرى.

فخلال إقامة مهرجان «ڤينيسيا» في الشهر التاسع من العام الحالي، فُوجئ عدد كبير من الصحافيين برفض مَنحِهم المقابلات التي اعتادوا القيام بها في رحاب هذه المناسبة. أُبلغوا باللجوء إلى المؤتمرات الصحافية الرّسمية علماً بأن هذه لا تمنح الصحافيين أي ميزة شخصية ولا تمنح الصحافي ميزة مهنية ما. هذا ما ترك الصحافيين في حالة غضب وإحباط.

تبلور هذا الموقف عندما حضرت أنجلينا جولي المهرجان الإيطالي تبعاً لعرض أحد فيلمين جديدين لها العام الحالي، هو «ماريا» والآخر هو («Without Blood» الذي أخرجته وأنتجته وشهد عرضه الأول في مهرجان «تورونتو» هذه السنة). غالبية طلبات الصحافة لمقابلاتها رُفضت بالمطلق ومن دون الكشف عن سبب حقيقي واحد (قيل لبعضهم إن الممثلة ممتنعة لكن لاحقاً تبيّن أن ذلك ليس صحيحاً).

دانيال غريغ في «كوير» (24A)

الأمر نفسه حدث مع دانيال كريغ الذي طار من مهرجان لآخر هذا العام دعماً لفيلمه الجديد «Queer». بدءاً بـ«ڤينيسيا»، حيث أقيم العرض العالمي الأول لهذا الفيلم. وجد الراغبون في مقابلة كريغ الباب موصداً أمامهم من دون سبب مقبول. كما تكرر الوضع نفسه عند عرض فيلم «Babygirl» من بطولة نيكول كيدمان حيث اضطر معظم الصحافيين للاكتفاء بنقل ما صرّحت به في الندوة التي أقيمت لها.

لكن الحقيقة في هذه المسألة هي أن شركات الإنتاج والتوزيع هي التي طلبت من مندوبيها المسؤولين عن تنظيم العلاقة مع الإعلاميين ورفض منح غالبية الصحافيين أي مقابلات مع نجوم أفلامهم في موقف غير واضح بعد، ولو أن مسألة تحديد النفقات قد تكون أحد الأسباب.

نتيجة ذلك وجّه نحو 50 صحافياً رسالة احتجاج لمدير مهرجان «ڤينيسيا» ألبرتو باربيرا الذي أصدر بياناً قال فيه إنه على اتصال مع شركات هوليوود لحلّ هذه الأزمة. وكذلك كانت ردّة فعل عدد آخر من مديري المهرجانات الأوروبية الذين يَرون أن حصول الصحافيين على المقابلات حقٌ مكتسب وضروري للمهرجان نفسه.

لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة

امتعاض

ما بدأ في «ڤينيسيا» تكرّر، بعد نحو شهر، في مهرجان «سان سيباستيان» عندما حضر الممثل جوني دَب المهرجان الإسباني لترويج فيلمه الجديد (Modi‪:‬ Three Days on the Wings of Madness) «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون»، حيث حُدّد عدد الصحافيين الذين يستطيعون إجراء مقابلات منفردة، كما قُلّصت مدّة المقابلة بحدود 10 دقائق كحد أقصى هي بالكاد تكفي للخروج بحديث يستحق النشر.

نتيجة القرار هذه دفعت عدداً من الصحافيين للخروج من قاعة المؤتمرات الصحافية حال دخول جوني دَب في رسالة واضحة للشركة المنتجة. بعض الأنباء التي وردت من هناك أن الممثل تساءل ممتعضاً عن السبب في وقت هو في حاجة ماسة لترويج فيلمه الذي أخرجه.

مديرو المهرجانات يَنفون مسؤولياتهم عن هذا الوضع ويتواصلون حالياً مع هوليوود لحل المسألة. الاختبار المقبل هو مهرجان «برلين» الذي سيُقام في الشهر الثاني من 2025.

المديرة الجديدة للمهرجان، تريشيا تاتل تؤيد الصحافيين في موقفهم. تقول في اتصال مع مجلة «سكرين» البريطانية: «الصحافيون مهمّون جداً لمهرجان برلين. هم عادة شغوفو سينما يغطون عدداً كبيراً من الأفلام».

يحدث كل ذلك في وقت تعرّضت فيه الصحافة الورقية شرقاً وغرباً، التي كانت المساحة المفضّلة للنشاطات الثقافية كافة، إلى حالة غريبة مفادها كثرة المواقع الإلكترونية وقلّة عدد تلك ذات الاهتمامات الثقافية ومن يعمل على تغطيتها. في السابق، على سبيل المثال، كان الصحافيون السّاعون لإجراء المقابلات أقل عدداً من صحافيي المواقع السريعة الحاليين الذين يجرون وراء المقابلات نفسها في مواقع أغلبها ليس ذا قيمة.

الحل المناسب، كما يرى بعض مسؤولي هوليوود اليوم، هو في تحديد عدد الصحافيين المشتركين في المهرجانات. أمر لن ترضى به تلك المهرجانات لاعتمادها عليهم لترويج نشاطاتها المختلفة.