اتهامات للحوثيين بإعدامات ميدانية جنوب الحديدة

TT

اتهامات للحوثيين بإعدامات ميدانية جنوب الحديدة

اتهمت الحكومة اليمنية، الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بارتكاب إعدامات ميدانية بحق مدنيين والتمثيل بجثثهم في جنوب الحديدة بعد أن قامت بتعذيبهم، وذلك بعد سيطرتها على المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة في الأيام الماضية، بموجب نصوص اتفاق «ستوكهولم».
وفيما أورد ناشطون يمنيون أسماء عدد من المدنيين الذين أقدمت الميليشيات على إعدامهم، وجهت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، نداء عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات والبعثات الدولية العاملة في اليمن، من أجل إيقاف جرائم الإعدامات الجماعية وحملة الانتقام الواسعة التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين في مناطق التحيتا والجاح والنخيلة والطايف والطور والمجيلس في محافظة الحديدة.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن ميليشيا الحوثي ما زالت تمارس عمليات انتقام واسعة بحق السكان في تلك المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة بما في ذلك القتل والسحل والذبح والتمثيل بجثث الأسرى، وعمليات الإعدام، والتعذيب، والعنف، ضد المواطنين والسكان، وتشريد المدنيين قسراً بوحشية مروعة والاعتداء عليهم وعلى الأعيان المدنية بشكل مباشر، لا سيما على المنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة.
واتهم البيان الجماعة الانقلابية بأنها نفذت هجمات عشوائية أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير أعيان مدنية أو إلحاق الأضرار بها. وأشار إلى خطورة وجسامة الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبها عناصر الميليشيات في الحديدة وقال إنها «تدل على وحشيتهم، وأنه في ضوء ذلك يجب محاسبة قيادات هذه الميليشيات وتصنيفهم ميليشيا إرهابية».
وأكدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أنها وثّقت عمليات «تعذيب لمدنيين لم يكونوا مشتركين مباشرين في أي أعمال قتالية، وكذا لمقاتلين أسرى وسوء معاملتهم ما يبين وحشية هذه الميليشيات الحوثية وعناصرها المدعومين من إيران».
وأوضح البيان أن الضحايا تعرضوا للضرب وتم ربطهم بجذع الأشجار والنخيل، وهُددوا بالبنادق الموجهة إلى رؤوسهم، وحُرموا من الطعام والماء وتم سحلهم قبل أن تتم تصفيتهم».
وقالت الوزارة اليمنية إن «ما تقوم به الميليشيات الحوثية انتهاك خطير لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى جرائم حرب».
وبينت أن «عمليات القتل في معظم الحالات ارتُكبت في إطار هجوم واسع النطاق وممنهَج ضد مجموعة محددة من السكان المدنيين المعارضين لوجود ميليشيا الحوثي وفكرها الطائفي العنصري في مناطقهم، وهو ما يرقى أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية».
وبسبب عمليات الاحتجاز التعسفي، والاختطاف والاختفاء القسري التي تمارسها ميليشيا الحوثي على نطاق واسع وانتشار عمليات السلب والنهب لممتلكات المواطنين، قال البيان إن «آلاف المدنيين اضطروا إلى الفرار خوفاً من الأعمال الانتقامية التي تلتها عمليات تشريد واسعة النطاق دون أي مبرر قانوني، ما ينتهك القانون الإنساني الدولي والعرفي، ويجعل من مثل هذه الأفعال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».
ودعا البيان جميع الحقوقيين والمنظمات الدولية الإنسانية والناشطين للمطالبة بوقف جرائم الإعدامات والقتل والذبح والتمثيل بحق الأسرى، كما دعا المنظمات الإغاثية والجمعيات والمبادرات الخيرية إلى سرعة تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين وإيوائهم. وطالبت وزارة حقوق الإنسان اليمنية «المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي الإجرامية جماعة إرهابية تتم ملاحقة قادتها ووضعهم على لائحة العقوبات الدولية»، مع التشديد على «سرعة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والمخفيين قسراً من المواطنين والنشطاء والشخصيات الاجتماعية، وضمان سلامتهم وأمنهم».
في السياق نفسه، نقل ناشطون يمنيون عن مصادر محلية قيام الميليشيات بإعدام ثلاثة مواطنين ميدانياً في مديرية الدريهمي دون أسباب، وهم حمود عرجاش وعبد الله مشعشع ومحمد المشقني في منطقة النخيلة.
وكانت الأمم المتحدة أفادت بنزوح نحو 6 آلاف و200 شخص في محافظة الحديدة، وذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية أخلت مواقعها حول مدينة الحديدة وانسحبت من منطقتي الدريهمي وبيت الفقيه، ومعظم المناطق الخاضعة لسيطرتها بمديرية التحيتا، وأعيد انتشارها في مدينة الخوخة، على بُعد نحو 90 كلم جنوبي الحديدة.
وأوضح البيان أنه عقب هذه التطورات «نزحت نحو 700 عائلة (نحو 4900 شخص) إلى مدينة الخوخة، بينما نزحت 184 عائلة أخرى (نحو 1300 شخص) جنوباً إلى منطقة المخا. كما أشار إلى إنشاء موقع جديد للنازحين، يتألف من 300 خيمة، لاستقبال العائلات النازحة حديثاً في مديرية الخوخة.
وفي وقت سابق، كان رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، وجّه الوزارات والجهات المختصة والسلطة المحلية بمحافظة الحديدة بتقديم كل أوجه الدعم والمساعدات اللازمة للنازحين في المحافظة على ضوء المستجدات الأخيرة.
وشدد عبد الملك، خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن محافظ الحديدة الحسن طاهر، على أن تقوم الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بتفعيل التنسيق مع المنظمات الأممية والدولية لسرعة تقديم المساعدات الإيوائية والمواد الغذائية للأسر النازحة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.