«سقف الدين» يهدد الولايات المتحدة مجدداً

بايدن بصدد الإعلان عن رئيس «الفيدرالي»

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» الحالي جيروم باول  ولايل براينارد عضو مجلس محافظي «الفيدرالي»... (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» الحالي جيروم باول ولايل براينارد عضو مجلس محافظي «الفيدرالي»... (رويترز)
TT

«سقف الدين» يهدد الولايات المتحدة مجدداً

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» الحالي جيروم باول  ولايل براينارد عضو مجلس محافظي «الفيدرالي»... (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» الحالي جيروم باول ولايل براينارد عضو مجلس محافظي «الفيدرالي»... (رويترز)

حذرت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، الثلاثاء، من أن الولايات المتحدة قد تبلغ في 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل مجدداً سقف الدين العام، بعدما رفعه الكونغرس مؤقتاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتجنيب أكبر قوة اقتصادية في العالم خطر التخلف عن السداد.
وقالت الوزيرة في رسالة إلى زعماء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين: «وفقاً لسيناريوهات محدّدة، فإنّ وزارة الخزانة ستجد نفسها مع موارد غير كافية للاستمرار في تمويل عمليات الحكومة الأميركية بعد 15 ديسمبر» المقبل. وأضافت أنه «لضمان الثقة الكاملة بالولايات المتحدة وقدرتها الائتمانية، فمن الضروري أن يرفع الكونغرس سقف الدين العام أو يجمّده في أقرب وقت ممكن».
وكان الكونغرس أقرّ في منتصف أكتوبر مشروع قانون رفع بموجبه سقف الدين العام بمقدار 480 مليار دولار، في إجراء مؤقّت جنّب أكبر قوة اقتصادية في العالم خطر الوقوع، لأول مرة في تاريخها، في وهدة التخلّف عن السداد. وأبعد هذا الإجراء عن الولايات المتحدة مؤقتاً شبح التخلّف عن السداد وعواقبه الكارثية على أكبر قوة اقتصادية في العالم وعلى العالم بأسره.
ويرفض الجمهوريون قطعاً الموافقة على أي خطوة لرفع سقف الدين العام؛ إذ يعدّونها بمثابة منح بايدن شيكاً على بياض لتمويل مشاريعه الاستثمارية. ولطالما حذّرت يلين من أنّ تخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها قد يطلق العنان لركود جديد.
وإذا بلغت الولايات المتحدة سقف الدين العام فلا يعود بإمكانها الاقتراض، وعندما تجفّ سيولتها تصبح في حالة تخلّف عن السداد، وهو أمر غير مسبوق في تاريخها.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أن اسم الشخصية التي اختارها لرئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» سيعلن على الأرجح في نهاية هذا الأسبوع. وقال بايدن خلال زيارة إلى نيوهامشر إنّ القرار سيعلن خلال «نحو 4 أيام».
والبيت الأبيض متكتّم للغاية حول الخيارات التي يدرسها الرئيس لتولي هذا المنصب الذي يعدّ أساسياً للاقتصادين الأميركي والعالمي، في توقيت تبذل فيه جهود دولية للخروج من أزمة «كوفيد19».
وحاليا يتولى جيروم باول رئاسة «الاحتياطي الفيدرالي»، وهو في المنصب منذ عام 2018.
ويراهن البعض على إبقاء بايدن باول في منصبه، علماً بأنّ الأخير تلقّى إشادات من مسؤولين في الإدارة الديمقراطية الحالية... إلا إنّ بايدن يتعرّض لضغوط يمارسها الجناح اليساري في حزبه لتسمية لايل براينارد؛ التي يؤكّد داعموها أنها ستكون أكثر تشددا في التنظيم المصرفي.
لكن بغضّ النظر عن الشخصية التي سيتم اختيارها، يستبعد خبراء اقتصاديون أن يحيد «الاحتياطي الفيدرالي» عن سياساته المتّبعة في وقت قريب، في حين تشهد البلاد موجة تضخّم تعوق تعافي الاقتصاد من الوباء وتضعف نسب التأييد لبايدن.
وفي عهد باول، كان «الاحتياطي الفيدرالي» محور استجابة البلاد للوباء؛ إذ خفّض معدلات الفائدة إلى الصفر، وتعهد بإبقائها عند هذا المستوى لمدة أطول من العادة لمساعدة الاقتصاد في استعادة أعلى معدل للتوظيف. لكنّ ارتفاع الأسعار وتسجيل مؤشر وزارة العمل لأسعار المواد الاستهلاكية الشهر الماضي أعلى قفزة على أساس سنوي منذ أكثر من 3 عقود، زاد الضغوط على «الاحتياطي الفيدرالي».
وأعلنت يلين تأييدها بقاء باول في منصبه لولاية ثانية، علماً بأن الأخير كان نائبها حين كانت رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي». ويتعيّن على الشخصية التي يسميها الرئيس لرئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» أن تحظى بمصادقة مجلس الشيوخ لتثبيتها في المنصب.
وفي غضون ذلك، طالب جيمس بولارد، رئيس بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في سانت لويس وعضو مجلس «البنك المركزي الأميركي»، المجلس بتسريع وتيرة خفض إجراءات التحفيز الاقتصادي لمواجهة الارتفاع القوي لمعدل التضخم في الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن بولارد قوله: «أعتقد أنه من واجب اللجنة أن تتبنى نهجاً أكثر تشدداً خلال الاجتماعين المقبلين حتى ندير خطر التضخم بطريقة مناسبة».
وكانت «لجنة السوق المفتوحة» قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي اعتزامها بدء تقليص برنامج شراء الأصول البالغة قيمته 120 مليار دولار شهرياً والذي أُطلق في العام الماضي لتحفيز الاقتصاد في بدايات وباء فيروس «كورونا» المستجد. وتستهدف اللجنة خفض قيمة البرنامج تدريجياً بحيث ينتهي تماماً بحلول منتصف 2022.
وكان «مؤشر أسعار المستهلك»؛ الذي يقيس معدل تضخم الأسعار في الولايات المتحدة، قد سجل خلال الشهر الماضي أكبر ارتفاع له منذ 1990، مما عزز التضخم المرتفع كعلامة على التعافي الاقتصادي بعد وباء فيروس «كورونا» المستجد وتآكل القوة الشرائية للمستهلكين رغم ارتفاع الأجور.



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.