صفقة تبادل أسرى في الأفق... وإسرائيل تتحفظ على تفاصيلها

تبلورت أثناء زيارة الوفد الأمني إلى مصر

لوحة لمروان البرغوثي أحد كبار المعتقلين الذين تطالب بهم «حماس» وترفض إسرائيل (أ.ف.ب)
لوحة لمروان البرغوثي أحد كبار المعتقلين الذين تطالب بهم «حماس» وترفض إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

صفقة تبادل أسرى في الأفق... وإسرائيل تتحفظ على تفاصيلها

لوحة لمروان البرغوثي أحد كبار المعتقلين الذين تطالب بهم «حماس» وترفض إسرائيل (أ.ف.ب)
لوحة لمروان البرغوثي أحد كبار المعتقلين الذين تطالب بهم «حماس» وترفض إسرائيل (أ.ف.ب)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مباحثات تجري بين تل أبيب والقاهرة، من أجل الوصول إلى صياغة اتفاق جديد لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس»، وتم بحث ذلك بشكل مكثف أثناء زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى مصر قبل أيام.
وأكدت صحيفة «هآرتس» أن المخطط الجديد يتضمن حلاً مختلفاً للقضايا التي تثير مخاوف إسرائيلية، وهو ما قد يؤدي إلى انفراجة في المفاوضات العالقة منذ 7 سنوات. وقالت الصحيفة، إن المقترح الجديد تم حظر نشر تفاصيله، ولم يوافق عليه حتى الآن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بنيت، كما لم يتم طرحه بعد للتداول في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت).
ونوقش الاقتراح بشكل مستفيض أثناء لقاء مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، ورئيس الشاباك، رونين بار، مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، في القاهرة، الأسبوع الجاري، كما نوقش مع مسؤولي حركة «حماس» عدة مرات.
وكانت قيادة «حماس» قد التقت، الشهر الماضي، المسؤولين المصريين، وقدمت تصوراً مفصلاً لكيفية إتمام صفقة تبادل، وقالت بعد انتهاء اللقاءات، إن الفلسطينيين «على موعد قريب مع صفقة تبادل أسرى جديدة»، وهو ما عزز وجود مفاوضات حثيثة من أجل إنجاز صفة تبادل أسرى بواسطة مصرية.
وكانت «الشرق الأوسط»، قد نشرت أن الحركة قدمت مرونة في هذا الملف تتعلق بموافقتها على إنجاز الصفقة مرة واحدة أو على مرحلتين.
وعرضت «حماس» صفقة أولية تقوم على تبادل أسرى ومعلومات حول الجنود الإسرائيليين لديها، ثم صفقة ثانية أوسع تشمل الجنود وقائمة الأسرى الكبار المطلوب إطلاق سراحهم، أو إنجاز الأمر مرة واحدة. وقدمت «حماس» رؤيتها ومطالبها وقوائمها بانتظار رد إسرائيلي على ذلك.
وقال مصدر مطلع على هذه الاتصالات، في حينها، إن «حماس» اقترحت تسليم محتوى موثق حول الجنديين الإسرائيليين بعد تنفيذ المرحلة الأولى.
لكن إسرائيل لم ترد على ذلك.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى «حماس»؛ الجنديان «شاؤول آرون» و«هدار غولدن»، اللذان أسرتهما «حماس» في الحرب التي اندلعت في صيف 2014 (تقول إسرائيل إنهما جثتان ولا تعطي «حماس» أي معلومات حول وضعهما)، و«أباراهام منغستو» و«هاشم بدوي السيد»، وهما مواطنان يحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي دخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين. مقابل ذلك، يقبع في السجون الإسرائيلية نحو 4500 أسير فلسطيني.
ويعتقد أن العقبة التي تعوق صفقة تبادل، هو رفض إسرائيل لإفراج عن أسرى على «يدهم دم»، وهم الأسرى الأكثر أولوية بالنسبة لـ«حماس»، ويعرفون باسم قائمة «VIP»، كذلك رغبة إسرائيل في ربط الصفقة بأثمان سياسية، أي تقديم إنجازات لغزة بدل أسرى. لكن مصر تضغط من أجل إنجاز الصفقة، باعتبارها المدخل الأهم لدفع هدنة شاملة في قطاع غزة والضفة.
وتريد إسرائيل هدنة طويلة الأمد، لكن الفصائل الفلسطينية تشترط رفع الحصار بشكل كامل مقابل ذلك. وقال مسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي، أمس، إن الفصائل الفلسطينية سترفض الموافقة على أي طرح أو وساطة، مهما كانت تضمنت إبرام تهدئة طويلة مع الاحتلال تصل إلى 5 سنوات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.