أسعار الفحم تشتعل في الولايات المتحدة

رغم اتفاقيات «كوب 26» الخاصة بالمناخ

TT

أسعار الفحم تشتعل في الولايات المتحدة

ارتفعت أسعار الفحم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 12 عاماً مع زيادة الطلب، لتهدد بمزيد من تضخم أسعار الكهرباء المرتفعة بالفعل، وتشير إلى أنه لن يتم التوقف عن استخدام الفحم الملوث للهواء قريباً، رغم اتفاقيات مؤتمر المناخ الأخير (كوب 26)، الذى نادى بسرعة التخلص من الفحم من مزيج مصادر الطاقة.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى ارتفاع سعر الفحم من منطقة سنترال أبلاشيا بأكثر من 10 دولارات إلى 89.75 دولار للطن خلال الأسبوع الماضي للعقود الفورية. وأضافت «بلومبرغ» أن هذه الأسعار هي الأعلى منذ 2009 عندما أدت الصادرات إلى ارتفاع الأسعار المحلية للفحم في الولايات المتحدة. ورغم أن أسعار الفحم في مناطق أميركية أخرى كانت أقل، فإنها زادت خلال الشهور الأخيرة.
ويعني ارتفاع أسعار الفحم حالياً بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي زيادة كبيرة في تكلفة إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على الطاقة بشكل عام.
كانت شركات الطاقة الأميركية ومنها «دوك إنيرجي كورب» و«إكسيل إنيرجي»، قد حذرت المستهلكين من أن فاتورة الكهرباء الشهرية ستزيد خلال الشتاء بنحو 11 دولاراً. وتأتي هذه الزيادة في أسعار الكهرباء إلى جانب الزيادة في أسعار الغذاء والمساكن والسيارات في الولايات المتحدة، ليصل معدل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ نحو 30 عاماً.
ومنتصف الشهر الماضي، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن توليد الكهرباء من المحطات التي تعمل بالفحم في الولايات المتحدة من المتوقع أن يكون أعلى هذا العام مقارنة بعام 2020، بسبب ارتفاع حاد في أسعار الغاز الطبيعي واستقرار نسبي في أسعار الفحم.
وقالت الوكالة الحكومية إنها تتوقع أن يرتفع توليد الكهرباء من المحطات التي تعمل بالفحم بنسبة 22 في المائة في 2021 عن العام السابق، لتسجل أول زيادة سنوية منذ 2014. لكنها أضافت أن الزيادة في توليد الكهرباء من الفحم لن تستمر على الأرجح، متوقعة انخفاضاً بنحو 5 في المائة في 2022.
وقفزت العقود الآجلة الأميركية للغاز الطبيعي نحو 5 في المائة أول من أمس (الاثنين)، بفعل توقعات لأحوال جوية أكثر برودة وزيادة أكبر من المتوقع في الطلب للتدفئة على مدار الأسبوعين المقبلين. وبالإضافة إلى هذا، تلقت الأسعار الأميركية دعماً من الغاز في أوروبا، حيث قفزت الأسعار 9 في المائة.
وأنهت عقود الغاز الأميركية تسليم ديسمبر (كانون الأول) جلسة التداول مرتفعة 22.6 سنت، أو 4.7 في المائة، لتسجل عند التسوية 5.017 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية. وكان العقد هبط يوم الجمعة نحو 7 في المائة إلى أدنى مستوى إغلاق منذ 7 سبتمبر (أيلول).
ومع أسعار للغاز قرب 27 دولاراً للمليون وحدة حرارية في أوروبا و32 دولاراً في آسيا مقارنة مع نحو 5 دولارات في الولايات المتحدة، يقول تجار إن المشترين حول العالم سيواصلون شراء كل الغاز الطبيعي المسال الذي يمكن للولايات المتحدة أن تنتجه.



اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل»؛ لتجنب إفساد الجهود الأخيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لمصدرَين مطلعَين على الأمر.

وانضم بايدن إلى نقابة عمالية أميركية قوية في معارضة استحواذ أكبر شركة يابانية لصناعة الصلب على الشركة الأميركية العريقة مقابل 15 مليار دولار، وأحال الأمر إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة حكومية سرية تراجع الاستثمارات الأجنبية؛ بحثاً عن مخاطر الأمن القومي. والموعد النهائي لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة هو الشهر المقبل، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب - الذي تعهَّد بعرقلة الصفقة - منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وقد توافق لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة على الصفقة، ربما مع اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، أو توصي الرئيس بعرقلتها. وقد تُمدِّد المراجعة أيضاً.

وقال إيشيبا في الرسالة، وفقاً لنسخة من النص اطلعت عليها «رويترز»: «تقف اليابان بوصفها أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، حيث تظهر استثماراتها اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. إن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للاستثمار الياباني في الولايات المتحدة يعود بالنفع على بلدَينا، ويبرز قوة التحالف الياباني - الأميركي للعالم». وأكدت المصادر أنه تم إرسالها إلى بايدن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتابع إيشيبا: «في ظل رئاستك، وصل هذا التحالف إلى قوة غير مسبوقة. نطلب باحترام من الحكومة الأميركية الموافقة على الاستحواذ المخطط له من قبل شركة (نيبون ستيل) حتى لا نلقي بظلالنا على الإنجازات التي تحقَّقت على مدى السنوات الأربع الماضية»، كما جاء في الرسالة.

ورفضت السفارة الأميركية في اليابان التعليق. وأحال مكتب إيشيبا الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي لم يكن لديها تعليق فوري. ورفضت شركة «نيبون ستيل» التعليق، ولم ترد شركة «يو إس ستيل» على الفور على طلب التعليق خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة.

ويبدو أن نهج إيشيبا المباشر يمثل تحولاً في موقف الحكومة اليابانية بشأن الصفقة، التي أصبحت قضيةً سياسيةً ساخنةً، في ولاية أميركية متأرجحة رئيسة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وكان سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، قد سعى إلى إبعاد إدارته عن عملية الاستحواذ المثيرة للجدل، ووصفها بأنها مسألة تجارية خاصة حتى مع تصاعد المعارضة السياسية في الولايات المتحدة.

وبدا أن عملية الاستحواذ على وشك أن تُعرقَل عندما زعمت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة في رسالة أرسلتها إلى الشركات في 31 أغسطس (آب) أن الصفقة تُشكِّل خطراً على الأمن القومي من خلال تهديد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية.

ولكن تم تمديد عملية المراجعة في النهاية إلى ما بعد الانتخابات؛ لإعطاء اللجنة مزيداً من الوقت لفهم تأثير الصفقة على الأمن القومي والتواصل مع الأطراف، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر.

وقبل تولي إيشيبا منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قال إن أي تحرك أميركي لمنع الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي سيكون «مقلقاً للغاية» نظراً للعلاقات الوثيقة بين الحلفاء.

والتقى إيشيبا وبايدن لأول مرة بصفتهما زعيمَين، على هامش قمة دولية في بيرو في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إيشيبا في خطابه إن الرجلين لم يتمكّنا من الخوض في مناقشات بشأن العلاقة الاقتصادية في ذلك الاجتماع؛ بسبب قيود الوقت، وإنه يريد متابعة الأمر لجذب انتباهه إلى الصفقة في «منعطف حرج».

وقدَّمت شركة «نيبون ستيل» ضمانات وتعهدات استثمارية مختلفة من أجل الفوز بالموافقة. وأكد إيشيبا في خطابه إلى بايدن أن الصفقة ستفيد كلا البلدين، وقال: «إن شركة (نيبون ستيل) ملتزمة بشدة بحماية عمال الصلب في الولايات المتحدة، وفتح مستقبل مزدهر مع شركة الصلب الأميركية وعمالها. وستُمكِّن عملية الاستحواذ المقترحة شركات الصلب اليابانية والأميركية من الجمع بين التقنيات المتقدمة وزيادة القدرة التنافسية، وستسهم في تعزيز قدرة إنتاج الصلب وتشغيل العمالة في الولايات المتحدة»... ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد ردَّ على الرسالة.