استكشاف القمر والمريخ يبدأ من أرض براكين إسبانيا

دورة «بانجيا» التدريبية الجيولوجية في جزر الكناري (وكالة الفضاء الأوروبية)
دورة «بانجيا» التدريبية الجيولوجية في جزر الكناري (وكالة الفضاء الأوروبية)
TT

استكشاف القمر والمريخ يبدأ من أرض براكين إسبانيا

دورة «بانجيا» التدريبية الجيولوجية في جزر الكناري (وكالة الفضاء الأوروبية)
دورة «بانجيا» التدريبية الجيولوجية في جزر الكناري (وكالة الفضاء الأوروبية)

وصل فريق من رواد الفضاء والمهندسين والجيولوجيين إلى جزر الكناري الإسبانية، إحدى النقاط البركانية الساخنة؛ لمعرفة أفضل طريقة لاستكشاف القمر والمريخ، وذلك خلال دورة «بانجيا» التدريبية الجيولوجية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويقول تقرير لوكالة الفضاء الأوروبية، أول من أمس، إن المشاركين في هذه الدورة هم، رائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية، أندرياس موجينسن، ومهندس وكالة الفضاء الأوروبية روبن إكليستون، ورائدة فضاء «ناسا» كاثلين روبينز، والتي هي جزء من مجموعة رواد فضاء «ناسا» الذين تم اختيارهم للهبوط على القمر لبعثات أرتميس، حيث ستكون الأبحاث حول الجيولوجيا القمرية أمراً بالغ الأهمية.
والبراكين ليست مقصورة على الأرض، حيث كان للقمر نشاط بركاني واسع النطاق حتى أقل من ملياري سنة مضت، والمريخ حالياً عبارة عن صحراء باردة وجافة، ولكن في الماضي تشكلت المياه والبراكين على معظم سطح الكوكب بطريقة شبيهة جداً بالأرض، ويحتوي الكوكب الأحمر على أكبر بركان معروف في جبل أوليمبوس الذي يبلغ ارتفاعه 22 كم.
وتشبه تدفقات الحمم البازلتية في جزيرة لانزاروت، الواقعة في أقصى الشرق من جزر الكناري، السهول الشاسعة على القمر والتي يطلق عليها «البحار القمرية»، والبراكين تشبه تلك الموجودة في بعض مناطق المريخ، وهو ما سيساعد المشاركون في دورة «بانجيا» التدريبية على الاستعداد للرحلات المستقبلية إلى القمر والمريخ.
وتؤهل «بانجيا»، التي سُميت على اسم القارة العملاقة القديمة، رواد الفضاء للبعثات إلى الكواكب الأخرى، ويكتسب المتدربون المهارات والمعرفة، سواء في الميدان أو في الفصل الدراسي لتلبية احتياجات مستكشفي الكواكب في المستقبل. ويقوم المشاركون بتحليل الكيمياء وعلم المعادن في التربة، واختيار طرق الاستكشاف الخاصة بهم والاعتماد على التكنولوجيا في التواصل المستمر مع فرق العلم والتدريب.
ويقول فرانشيسكو ساورو، مدير دورة «بانجيا»، «نوجّه رواد الفضاء إلى قراءة ووصف المناظر الطبيعية وإجراء عمليات أخذ عينات فعالة مع مراعاة البيئة المحيطة بهم، مثل الغبار والصخور البركانية». ويضيف «ندربهم أيضاً على اختيار موقع الهبوط ووصف العينات بالمفردات العلمية الصحيحة، وهذا هو التعليم الجيولوجي الأساسي الذي سيحتاجون إليه في الرحلات الميدانية المستقبلية للبعثات إلى القمر والمريخ».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.