«إنتل» تقلب عالم التقنية بمعالجات الجيل الثاني عشر

أصبح حجم المعالجات الجديدة أكثر طولاً قياساً بالأجيال السابقة
أصبح حجم المعالجات الجديدة أكثر طولاً قياساً بالأجيال السابقة
TT
20

«إنتل» تقلب عالم التقنية بمعالجات الجيل الثاني عشر

أصبح حجم المعالجات الجديدة أكثر طولاً قياساً بالأجيال السابقة
أصبح حجم المعالجات الجديدة أكثر طولاً قياساً بالأجيال السابقة

تطلق شركات صناعة معالجات الكومبيوترات معالجات جديدة بشكل دوري، غالباً ما تقدم سرعات أعلى في الأداء، إلا أن إطلاق «إنتل» خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للجيل الثاني عشر من معالجاتها المسمى «آلدر ليك» (Alder Lake) يشكل قفزة ثورية في مجال الحوسبة والقطاع التقني بسبب تقديمها لنوى هجينة داخل المعالج، ودعمها لتقنيات جديدة للذاكرة والتعامل مع الملحقات المختلفة في الجهاز. وتعد الشركة بأن هذه المعالجات هي أفضل معالجات للاعبين. ونذكر في هذا الموضوع أبرز مزايا هذا الجيل المبتكر من المعالجات.
نوى هجينة
تقدم هذه المعالجات مجموعة من النوى فائقة الأداء (Performance Cores) ونوى الكفاءة (Efficiency Core) داخل معالج واحد. وتستطيع نوى الأداء القيام بعمليتين (Threads) متطلبتين في آن واحد، وبسرعة عالية، بينما تركز نوى الكفاءة على عملية واحدة غير ملحة (مثل تحديث البرامج في الخلفية، أو أي عملية ليست ذات ضرورة ملحة). هذه الآلية مشابهة في المبدأ لمعالجات الهواتف الجوالة التي تستخدم نوى سريعة للعمليات المتطلبة، ونوى أقل سرعة، وذلك بهدف توفير طاقة البطارية، إلا أن هدف هذه المعالجات الجديدة ليس توفير الطاقة فقط، بل عدم هدرها، بهدف الحد من الحرارة المنبعثة جراء استخدام النوى بأقصى طاقتها طوال الوقت، الأمر الذي سيخفض من عمرها الافتراضي، ويخفض من مستويات الأداء، في حال ارتفاع الحرارة لدرجات خطرة، ناهيك من المسائل المرتبطة بتبريد المعالج بسبل مختلفة. ويمكن استخدام هذه المعالجات في الأجهزة المحمولة، وخفض كمية الحرارة الناجمة عن عملها، وبالتالي رفع الأداء، وخفض استخدام مراوح التبريد بشكل مطول بهدف رفع مدة استخدام البطارية.
وكمثال على ذلك، يحتوي معالج «كور آي 9 12900» على 8 نوى فائقة الأداء و8 نوى للكفاءة؛ هذا الأمر يعني أن المعالج يستطيع القيام بـ16 عملية Thread في آن واحد عبر النوى الثمانية فائقة الأداء، و8 عمليات إضافية عبر نوى الكفاءة، للحصول على 24 عملية عبر المعالج، بسرعات تصل إلى 5. 2 غيغاهرتز باستخدام تقنية المعالجة فائقة السرعة Intel Turbo Boost Max 3.0.
وتقدم هذه المعالجات أداء أعلى بنسبة 19 في المائة، قياساً بالجيل السابق منها، وهي تحتاج إلى وجود نظام تشغيل يدعم توزيع الوظائف على هذه النوى، وهو الأمر الذي تعاونت به الشركة مع «مايكروسوفت» في نظامها الجديد «ويندوز 11». وإن لم يوزع النظام الوظائف على النوى بشكل صحيح، فسيقوم المعالج بتوزيعها وفقاً لأداة «مدير توزيع المهام» (Thread Director) لمساعدة نظام التشغيل على توزيع المهام على النوى الأفضل لكل حالة، حسب التوافر والحاجة.
ويمكن، مثلاً، تحرير عرض فيديو فائق الدقة، والبدء بعملية الحفظ (Rendering) التي تستغرق وقتاً طويلاً. وبهذه الحالة، سيتم تحويل هذه الوظيفة إلى نوى الكفاءة لتعمل في الخلفية، دون التأثير على تجربة عمل المستخدم على أمور أخرى. وإن احتاج المعالج إلى مزيد من الموارد، فسيقوم بتحويل الوظيفة إلى نوى الأداء، أو يمزج بين عدة نوى، إن دعت الحاجة لذلك. الأمر نفسه ينطبق على العمليات التي تم تحويلها إلى نوى الأداء، بحيث يمكن توظيف نوى الكفاءة لصالح العملية الحسابية، في حال ورود وظائف أكثر تطلباً.
وتم تصنيع هذه المعالجات بدقة 10 نانومتر، وهي قفزة كبيرة، قياساً بتصنيع المعالجات بدقة 14 نانومتر المستخدمة منذ عام 2015، الأمر الذي يعني قدرة الشركة على إضافة مزيد من الدارات إلى داخل المعالج.
تسريع التعامل مع الذاكرة
ومن الفوائد الأخرى التي سيستفيد منها المستخدم جراء استخدام هذه المعالجات وجود ذاكرة «كاش» Cache أكبر للنوى، خصوصاً المستويين الثاني (L2) والثالث (L3)، التي من شأنها تسريع العمليات الحسابية بشكل كبير. كما تدعم معالجات الجيل الثاني عشر تقنية DDR5 الجديدة للذاكرة ذات السرعات والسعات الفائقة، إلى جانب توافقها مع الجيل السابق DDR4. ومن شأن هذه الذاكرة تطوير آلية العمل مع المعالج بنقل كميات ضخمة من البيانات بسرعة من وإلى المعالج. وتدعم هذه المعالجات أيضاً مسارات إضافية للملحقات المتصلة باللوحة الرئيسية، تصل إلى 20 مساراً PCIe (16 مساراً للجيل الخامس من PCIe، و4 مسارات للجيل الرابع)، وتقنية «Thunderbolt 4» لتبادل البيانات بسرعات كبيرة مع الملحقات الخارجية.
يذكر أن معالجات «ألدر ليك» تقدم أداة «Extreme Memory Profiles XMP 3.0» جديدة مبنية داخل وحدة التفاعل مع الدارات الإلكترونية الرئيسية (BIOS) تدعم الذاكرة بتقنية DDR5، وتقدم سبلاً لتسريع الذاكرة بمرونة أكبر، إلى جانب تطوير تقنية «Dynamic Memory Boost Technology» المتوافقة مع الذاكرة بتقنيتي DDR4 وDDR5 لتسريع التعامل مع الذاكرة، وجعل عملية نقل البيانات بسرعات فائقة أكثر ثباتاً، دون حدوث أي أخطاء خلال ذلك.
وتأتي هذه المعالجات لتقدم قفزة تتفوق فيها «إنتل» على منافستها «إيه إم دي» AMD، خصوصاً في الكومبيوترات المكتبية والمحمولة، إلا أن هذه التقنية ما تزال جديدة، وهي مغامَرة من الشركة، حيث إن المواصفات التقنية ممتازة على الورق، ويبقى أن ننتظر أن تثبت المعمارية الجديدة نفسها في التجربة، وتكامل نظم التشغيل والبرامج المختلفة معها، ومن ثم معاينة الفائدة الناجمة عنها.
الجدير ذكره أن بعض تقنيات حماية البرامج والألعاب الإلكترونية من السرقة قد لا تعمل بشكل صحيح على هذه المعالجات جراء تغير آلية التعامل الداخلية مع المعالج، ومنها تقنية «دينوفو» (Denuvu) لحماية الألعاب الإلكترونية من القرصنة. ومن المتوقع أن تطلق الشركة المطورة لهذه التقنية أو الشركات المطورة للألعاب الإلكترونية التي تستخدم تقنية «دينوفو» تحديثات برمجية لإصلاح آلية عمل الأداة.
الإصدارات والسعر
ونظراً للتغييرات الكبيرة في تصميم المعالج والتقنيات التي يدعمها، فإنه يحتاج إلى وجود لوحة رئيسية جديدة (اسم طراز اللوحات الرئيسية التي تدعم هذه المعالجات هو Z690)، ومقبساً خاصاً للمعالج في اللوحة الرئيسية (من طراز LGA 1700)، وهي تدعم شبكات «واي فاي 6 إي» اللاسلكية، وتقنية «يو إس بي 3. 2» بسرعات فائقة، إلى جانب ضرورة استخدام مراوح تبريد بتصميم متوافق مع الحجم الجديد للمعالج (أطول بنحو 7.5 مليمتر من الجانب).
والمعالجات متوافرة في عدة إصدارات، هي 12900 (8 نوى للأداء، و8 للكفاءة، بسرعات تتراوح بين 2.4 و5.2 غيغاهرتز، و30 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L3 و14 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L2، ويحتاج هذا الإصدار إلى 241 واط للعمل)، و12700 (8 نوى للأداء، و4 للكفاءة، بسرعات تتراوح بين 2.7 و5 غيغاهرتز، و25 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L3 و12 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L2، ويحتاج هذا الإصدار إلى 190 واط للعمل). والإصدار الأخير هو 12600 (6 نوى للأداء، و4 للكفاءة، بسرعات تتراوح بين 2.8 و4.9 غيغاهرتز، و20 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L3 و9.5 ميغابايت من ذاكرة «كاش» L2، ويحتاج هذا الإصدار إلى 150 واط للعمل). وتبلغ أسعار هذه الإصدارات 589 و409 و289 دولاراً.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تقدم الإصدارات المذكورة على شكل نسخة مفتوحة السرعة (يوجد حرف K في آخر طراز الإصدار) لمن يرغب في تجربة رفع سرعة المعالج بعد تبريده، أو النسخة التي لا تحتوي على دارات مدمجة لعرض الصورة على الشاشة (يوجد حرف F في آخر طراز الإصدار) بهدف توفير التكلفة على المستخدمين الذي لديهم بطاقات رسومات متخصصة، لتصبح أسعار الإصدارات 564 و384 و364 دولاراً لإصدار (F)، في مقابل الأسعار المذكورة في الفقرة السابقة لإصدار (K).


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات متنوعة بما في ذلك اللياقة البدنية والرعاية الصحية والعمليات العسكرية وحتى في البيئات القاسية (MIT)

ملابس تراقب صحتك... ألياف كمبيوتر مرنة داخل الأقمشة لجمع وتحليل البيانات

يمكن للألياف الذكية التواصل بعضها مع بعض داخل قطعة الملابس ما يخلق شبكة نسيجية قادرة على إجراء حسابات معقدة دون الحاجة إلى أسلاك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يبين التقرير أن 86% من الحوادث الإلكترونية الكبرى في 2024 أدت إلى توقف تشغيلي أو تلف سمعة أو خسائر مالية (شاترستوك)

الهجمات الإلكترونية في 2024... أسرع وأذكى وأكثر تدميراً

يظهر التقرير أن الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها سرقة البيانات في 25 دقيقة فقط؛ ما يجعل الاكتشاف أصعب.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأمراض ما يحسن نتائج العلاج ويقلل التكاليف (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية؟

يجعل الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية أكثر تخصيصاً وإتاحة وكفاءة بدءاً من التشخيص والعلاج وصولاً إلى تفاعل المرضى وتحسين العمليات التشغيلية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تؤدي واحدة من كل أربع عشرة إصابة ببرامج سرقة المعلومات إلى سرقة بيانات بطاقات الائتمان (شاترستوك)

تسريب بيانات أكثر من مليوني بطاقة مصرفية عبر الإنترنت المظلم

تقرير «كاسبرسكي» يؤكد على ضرورة تحسين الأمن السيبراني لمواجهة برامج سرقة المعلومات المتطورة والمنتشرة بشكل متزايد.

نسيم رمضان (لندن)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
TT
20

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

تقف المملكة العربية السعودية في ريادة الابتكار والطموح نحو التحول الرقمي، وتلعب شركة ( Dell) «دِل» دوراً مهماً من التطور التكنولوجي للمملكة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. تعود علاقة «دِل» بالسعودية إلى أوائل التسعينات، وعلى مدى الـ34 عاماً الماضية، تطورت من شريك داعم إلى حجر أساس في البنية التحتية الرقمية للمملكة.

خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يتذكر أدريان ماكدونالد، رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بدايات هذا التعاون وعمقه قائلاً إن ذلك مكّن «دِل» من الاندماج بعمق في نسيج المجتمع السعودي ودعم الأعمال التجارية والمبادرات الحكومية والبرامج التعليمية. وقد كانت الشركة نشطة بشكل خاص في تعزيز مهارات تكنولوجيا المعلومات بين المواطنين السعوديين، حيث قدمت دورات تدريبية بالتعاون مع الجامعات الرائدة وسهلت برامج التبادل التي تأتي بالشباب السعوديين إلى الولايات المتحدة للتدريب المتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات. ويؤكد ماكدونالد أن «دِل» تحاول جعل أكبر قدر ممكن من هذه المهارات التكنولوجية محلياً وسعودياً، وأن «هناك حاجة إلى الكثير من المهارات التكنولوجية في المستقبل».

أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)
أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)

استثمارات استراتيجية تتماشى مع «رؤية 2030»

أحدثت «رؤية المملكة 2030» أرضاً خصبة للابتكار التكنولوجي. ويكشف ماكدونالد، عن أن شركته ضاعفت في الأشهر الـ18 الماضية فقط، وجودها التشغيلي وأنشأت أول مركز لها للدمج والخدمات اللوجيستية في السعودية بمدينة الدمام مُصمم للتعامل مع ما يصل إلى 600 ألف وحدة سنوياً من جميع منتجات «Dell» في ظل نمو طلب العملاء. ويضم مركز الدمام أيضاً منشأة تصنيع ثانوية لتخصيص خوادم «دِل»، لضمان تلبية احتياجات العملاء المحددة. يقوم المركز بجعل الخوادم جاهزة للاستخدام، ويقلل من الوقت المستغرق لطرحها في السوق، ويعزز رضا العملاء.

كما قامت «دِل» بنقل مركز الشاشات المسطحة إلى هذه المنشأة الجديدة في الدمام لخدمة العملاء المحليين، حيث إنها توفر عمليات تسليم للشحنات في غضون يومين فقط، بما يقلل من أوقات التسليم ويعزز التميز التشغيلي للشركة. ويمثل افتتاح هذا المركز الجديد خطوة رئيسية في جهود «دِل» لتعزيز منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة. كما أنه يعد خامس منشأة لشركة «دِل» في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو يعكس التزام الشركة بـ«رؤية السعودية 2030»، لا سيما في مجال تعزيز التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي.

ويستند هذا الاستثمار الاستراتيجي إلى ترخيص المقر الإقليمي لشركة «دِل» لمزاولة أعمالها في المملكة العربية السعودية، وسوف يدعم المملكة من خلال خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الخدمات اللوجيستية والتصنيع والتكنولوجيا إلى جانب تطوير الكفاءات الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار.

مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)
مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)

الذكاء الاصطناعي عاملاً محفزاً للتحول

بينما تعمل المملكة العربية السعودية على ترسيخ مكانتها قائدةً عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، تلعب «دِل» Dell دوراً محورياً في دفع هذا التحول. يسلط ماكدونالد الضوء على السرعة غير المسبوقة للتغيير في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن طموح المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي واقعياً وقابلاً للتحقيق. يقول: «نية المملكة العربية السعودية هي أن تكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي والتطورات الجديدة. نحن لا نرى استثماراتنا في المملكة فقط لدعم الأعمال المحلية، بل لبناء المملكة بصفتها مركزاً عالمياً لتطوير الذكاء الاصطناعي».

تقدم حلول «Dell» المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً عبر الصناعات. من التداول الكمي في القطاع المالي إلى الروبوتات المستقلة والرعاية الصحية، تقف الشركة في طليعة الابتكار في الذكاء الاصطناعي.

تمتد إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من الصناعات المتخصصة لتشمل المؤسسات الكبيرة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بثورة في العمليات وتقليل التكاليف. يذكر ماكدونالد أمثلة مثل المساعدة الرقمية في خدمة العملاء، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إرشادات في الوقت الفعلي للوكلاء؛ ما يضمن تفاعلات دقيقة وفعالة مع العملاء. يقول: «يمكنك تقليل التكاليف بشكل كبير وتقديم حلول أفضل للعملاء بسرعة كبيرة. يمكن للعملاء المؤسسيين تنمية أعمالهم، وتقديم تجربة عملاء أفضل، وتقليل التكاليف بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المائة».

التغلب على التحديات واستغلال الفرص

بينما تكون إمكانات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هائلة، يعترف ماكدونالد بالتحديات التي تأتي مع تبني مثل هذه التقنيات المتقدمة. يقول إن «ثلثي هذا الأمر يتعلق بطرق جديدة لدفع العمليات وخدمة العملاء وتنظيم تدفق البيانات وتدريب الأشخاص. بينما الثلث الباقي فقط يتعلق بالتكنولوجيا».

للتغلب على هذه التحديات؛ تقدم «دِل» ما تطلق عليه اسم «بيت بحيرة البيانات» (Data Lake House) وهو نهج شامل يتم فيه تنظيف البيانات وجعلها متاحة للآلة بالطريقة الصحيحة. هذا أمر بالغ الأهمية لتمكين التغييرات الكبيرة في الأعمال.

ويؤكد ماكدونالد أيضاً على أهمية القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، معتبراً أنه «إذا لم يكن لديك ذكاء اصطناعي توليدي، فستكون في وضع تنافسي سيئ للغاية. الفائزون هم القادة. يمكنك البقاء مع القطيع، لكن لا يمكنك أن تكون في المؤخرة. إذا كنت في المؤخرة، فستكون خارج اللعبة».

تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)
تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)

تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي للمنطقة

بالنظر إلى المستقبل، يبدو ماكدونالد متفائلاً بشأن إمكانات المملكة العربية السعودية لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وينوه إلى «أن المملكة اتخذت موقعاً قيادياً كاشفة عن نية واضحة، وبناء منصات للنمو، ولديها الموارد والطموح لتحقيق تغيير جذري».

ويشير إلى أن إحدى المزايا الرئيسية للمملكة هي «الوصول إلى الطاقة منخفضة التكلفة؛ ما سيكون عاملاً رئيسياً في تشغيل بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.» ويشدد على أن المملكة «تمتلك أدنى تكاليف للطاقة في العالم. هذا، إلى جانب تركيزها على تطوير المهارات والتمويل، يؤهلها لتكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي».

في العامين إلى الأعوام الخمسة المقبلة، يتصور ماكدونالد اقتصاداً رقمياً أكثر مرونة وابتكاراً وقدرة على المنافسة. ويشدد على أن المملكة في وضع يسمح لها بأن تكون مركزاً إقليمياً، إن لم يكن عالمياً، لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذا سيدفع النمو الاقتصادي، ويخلق فرص عمل، ويضع المملكة قائدةً في العصر الرقمي».

تؤكد الاستثمارات الاستراتيجية لـ«دِل» في المملكة العربية السعودية، إلى جانب التزامها بابتكار الذكاء الاصطناعي، دور الشركة بصفتها شريكاً موثوقاً في رحلة التحول الرقمي للمملكة. من توطين الإنتاج وتعزيز الخدمات اللوجيستية إلى دفع تبني الذكاء الاصطناعي وتعزيز تطوير المهارات، تساعد «دِل» في تشكيل مستقبل تكون فيه المملكة العربية السعودية ليست مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل قائدة عالمية في ابتكارها.