بلينكن يتهم لوكاشينكو بافتعال أزمة المهاجرين مع بولندا

لصرف الأنظار عن حشود روسية «مقلقة» على حدود أوكرانيا

قوات أوكرانية تفرغ حمولة من الذخيرة الأميركية التي وصلت كمساعدة لكييف التي تواجه تهديدات روسية (رويترز)
قوات أوكرانية تفرغ حمولة من الذخيرة الأميركية التي وصلت كمساعدة لكييف التي تواجه تهديدات روسية (رويترز)
TT

بلينكن يتهم لوكاشينكو بافتعال أزمة المهاجرين مع بولندا

قوات أوكرانية تفرغ حمولة من الذخيرة الأميركية التي وصلت كمساعدة لكييف التي تواجه تهديدات روسية (رويترز)
قوات أوكرانية تفرغ حمولة من الذخيرة الأميركية التي وصلت كمساعدة لكييف التي تواجه تهديدات روسية (رويترز)

رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أفعال نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو التي تسببت في أزمة مهاجرين على الحدود مع بولندا، تهدف إلى صرف الأنظار بعيداً عن النشاطات العسكرية «المقلقة» لروسيا قرب الحدود مع أوكرانيا. وأجرى بلينكن محادثة مع وزير خارجية بولندا زبيغنيو راو بغية «تأكيد دعم الولايات المتحدة لبولونيا في مواجهة استغلال نظام لوكاشينكو المعيب للمهاجرين المعرضين للخطر»، مضيفاً أن «تصرفات نظام لوكاشينكو تهدد الأمن، وتؤدي إلى الانقسام، وتهدف إلى تشتيت الانتباه عن النشاطات الروسية على الحدود مع أوكرانيا».
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان بأن بلينكن وراو نددا بشدة «باستخدام المهاجرين المستضعفين كأداة»، وطالبا لوكاشينكو بالقضاء على الأسباب الجذرية للعقوبات التي فرضها الغرب، وخصوصاً إنكاره حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب البيلاروسي. وأضافت أن بلينكن عبر أيضاً عن امتنانه العميق لدعم بولندا الصريح لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، مشدداً على أن «الولايات المتحدة وبولندا وحلفاء وشركاء آخرين متحدون في فرض تكاليف كبيرة على موسكو بسبب عدوانها العسكري ونشاطاتها الخبيثة في المنطقة». وكرر أن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدة القوية، في مواجهة العدوان الروسي. وهو كان يشير بذلك إلى توقيع البلدين على ميثاق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وفي السياق نفسه، تحادث بلينكن مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان عن «نشاط عسكري مقلق» لروسيا بعد نشر قواتها على الحدود الأوكرانية. ووجها رسالة مشتركة لموسكو عبر التعبير عن «التزامهما الراسخ تجاه سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها»، وفقاً لبيان منفصل أصدرته وزارة الخارجية الأميركية حول هذه المحادثة.
وكانت باريس قد حذرت روسيا الأسبوع الماضي من أي «هجوم جديد على وحدة أراضي أوكرانيا» بعد هذا الانتشار. وعبرت واشنطن عن «قلقها البالغ» من نشاطات روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، ودعمت الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لها في الجزء الشرقي من الأراضي الأوكرانية.
وتزايدت المخاوف الغربية بصورة خاصة بعدما حشدت روسيا أكثر من 90 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، طبقاً لنائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار التي قالت: «تتزامن معلومات (أجهزة المخابرات العسكرية) لدينا مع معلومات الدول الشريكة حول الاحتمال الكبير لزعزعة استقرار الوضع في أوكرانيا هذا الشتاء».
وأضافت أن الاستنتاجات التي توصلت إليها الولايات المتحدة «لم تكن مبنية على معلومات فقط» وإنما على معرفة واشنطن بنيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوردت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية أن واشنطن أطلعت حلفاءها الأسبوع الماضي على «غزو محتمل» لأوكرانيا من قبل الجيش الروسي.
ونقل رئيس الجيش الأوكراني كيريلو بودانوف عن وكالات الاستخبارات في بلاده أن روسيا نشرت نحو 114 ألف جندي في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا، بينهم 92 ألف جندي براً، والباقون جواً وبحراً. لكن الرئيس الروسي نفى ادعاءات الغرب. لكنه أثار تساؤلات حول مناورات حلف شمال الأطلسي، (الناتو) غير المعلنة في البحر الأسود.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.