مصر لاستئناف «منتدى شباب العالم»

النسخة الرابعة في يناير وتركز على «ما بعد الجائحة»

TT

مصر لاستئناف «منتدى شباب العالم»

بعد توقف إجباري لمدة عام بفعل الإرباك الذي سببه فيروس «كورونا»، أعلنت «الأكاديمية الوطنية للتدريب» في مصر، أمس، استئناف الفاعلية السنوية لـ«منتدى شباب العالم» وإقامة نسخته الرابعة بمدينة شرم الشيخ (جنوب سيناء) في يناير (كانون الثاني) المقبل، التي ستُولي تركيزاً خاصاً لمناقشة «أوضاع العالم بعد الجائحة».
و«منتدى شباب العالم» فاعلية سنوية تقام بانتظام منذ عام 2017 باستثناء العام الماضي، وتحظى باهتمام ومشاركة دائمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يرأس بدروه مجلس أمناء «الأكاديمية الوطنية للتدريب» وهي الجهة الرسمية المنظمة للمنتدى.
وخلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس، أعلنت الدكتورة رشا راغب، مدير «الأكاديمية الوطنية للشباب»، عن إقامة النسخة الرابعة في الفترة من 10 إلى 13 يناير المقبل»، مؤكدة أنه ستتم «مراعاة الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان سلامة المشاركين». وقالت راغب إن «الكثير من ندوات ومحاور نسخة المنتدى المقبلة ستركز على قضايا أوضاع العالم بعد جائحة كورونا»، مضيفة أنه «سيتم التطرق كذلك إلى قضايا السلام، والإبداع، والتنمية، باعتبارها من مستهدفات عمل (منتدى شباب العالم)».
وتوصل المشاركون في النسخة الثالثة السابقة التي أقيمت عام 2019 إلى توصيات عدة منها إطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة»، وكذلك «إنشاء مركز دولي لدمج الشباب المتضررين في مناطق ما بعد النزاعات»، وفي مجال الأهداف التنموية والتكنولوجية، قرر الرئيس المصري، بناء على توصية المنتدى، حينها، إنشاء «مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، بغرض الارتقاء بأساليب التعامل مع تكنولوجياته، وتوافقها مع أهداف التنمية المستدامة»، كما أطلق «مسابقة دولية للأفلام الوثائقية تستهدف تعزيز وإبراز أهداف الأمم المتحدة للتنمية».
وقال راغب، أمس، إن «الأكاديمية الوطنية» تمكنت من تدريب أكثر من 28 ألف شخص من داخل مصر وخارجها على مهارات مختلفة إدارية وتقنية في إطار «التكامل مع أهداف الدولة المصرية بتعزيز قدرات الشباب في المجالات كافة».
ووفق ما أفادت إدارة المنتدى، فإن النسخة السابقة استضافت 7 آلاف شخص، من مختلف الجنسيات، فضلاً عن 150 متحدثاً.
ولم تُلق تداعيات فيروس «كورونا» بظلالها فقط على أجندة عمل النسخة المقبلة للمنتدى، وإنما أثرت كذلك على حجم الحضور، وفق ما أفادت، سارة بدر، المتحدثة الرسمية باسم «منتدى شباب العالم»، موضحة خلال المؤتمر الصحافي، أمس، أنه «سيتم تخفيض أعداد المشاركين في النسخة الرابعة، لتعزيز إجراءات التباعد والاحتراز، كما سيتم اشتراط حصول جميع المشاركين على لقاح ضد (فيروس كورونا)».
وفيما أعلنت بدر عن فتح باب التسجيل للحضور أمس عبر الموقع الرسمي للمنتدى، أشارت إلى أن الندوات ستتضمن مناقشة «التطورات بمجالات الطاقة، ومستقبل سوق العمل وريادة الأعمال بعد جائحة كورونا، ومستقبل الرعاية الصحية، ومواجهة التغيرات المناخية»، فضلاً عن استمرار الفاعليات الدائمة للمنتدى ومنها (WYF labs) التي تُعنى بعرض تجارب ملهمة بمجال ريادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وكذلك (مسرح شباب العالم).



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».