مينسك تندد بالعقوبات... وأوروبا تلوّح بتوسيعها

بولندا تحتجز مهاجرين على حدودها وتحذر من محاولات العبور

جنود يقفون أمام مهاجرين في مخيم على حدود بيلاروسيا وبولندا أمس (أ.ف.ب)
جنود يقفون أمام مهاجرين في مخيم على حدود بيلاروسيا وبولندا أمس (أ.ف.ب)
TT

مينسك تندد بالعقوبات... وأوروبا تلوّح بتوسيعها

جنود يقفون أمام مهاجرين في مخيم على حدود بيلاروسيا وبولندا أمس (أ.ف.ب)
جنود يقفون أمام مهاجرين في مخيم على حدود بيلاروسيا وبولندا أمس (أ.ف.ب)

اعتبرت بيلاروسيا، الأحد، أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضدها على خلفية أزمة المهاجرين على الحدود مع بولندا «ميؤوس منها»، و«أعطت نتائج عكسية».
وجاءت تصريحات وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، التي وجهها إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في أول اتصال رفيع المستوى بين بروكسل ومينسك منذ اندلاع الأزمة التي تحمل الدول الغربية بيلاروسيا مسؤوليتها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ويخيم آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما أثار مواجهة بين التكتل والولايات المتحدة من جهة، وبيلاروسيا وحليفتها روسيا من جهة أخرى. وكان بوريل قال في وقت سابق إن بروكسل ستوسع عقوباتها الاثنين لتشمل أي جهة «تكون جزءا من عملية تهريب المهاجرين» في بيلاروسيا، بما في ذلك شركات الطيران ووكالات السفر ومسؤولون. وجاء في بيان أن ماكي أبلغ بوريل بـ«الخطوات التي اتخذتها بيلاروسيا لتخفيف تدفق المهاجرين من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط». وتحدث الجانبان أيضاً عن العمل مع منظمات الأمم المتحدة لتأمين مساعدات لمئات المهاجرين العالقين على الحدود في ظل درجات حرارة متدنية جداً، بحسب مينسك.
وأعلن بوريل في تغريدة أنه أثار مع ماكي مسألة «الوضع الإنساني المتردي على الحدود مع الاتحاد الأوروبي». وأكد أنه «يجب حماية أرواح الناس والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول»، مضيفاً أن «الوضع الحالي غير مقبول ويجب أن ينتهي. لا يجب استخدام الناس على أنهم أسلحة».
واحتجز عشرات المهاجرين بعد عبورهم إلى بولندا قادمين من بيلاروسيا، كما قالت وارسو الأحد، محذرة من اختراق أكبر محتمل قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي الهادف إلى توسيع العقوبات على مينسك. وأنشأت السلطات البولندية منطقة طوارئ على الحدود.
وكتبت الشرطة البولندية في تغريدة أن 50 مهاجرا عبروا بـ«القوة» حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الخاضعة لمراقبة مشددة قرب قرية ستارزينا. وقال عناصر من حرس الحدود إنهم أوقفوهم جميعهم في وقت لاحق، مضيفين أنه قد تكون هناك «محاولة أكبر لعبور الحدود اليوم».
وتتهم دول غربية نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بالتدبير المتعمد لأزمة المهاجرين من خلال تشجيع المهاجرين على القدوم إلى بيلاروسيا، ثم إرسالهم إلى الحدود. وتنفي بيلاروسيا الاتهامات وتلقي باللوم على السياسات الغربية المتعلقة بالهجرة.
وقال لوكاشنكو في مقابلة نشرت السبت: «إذا كان أحد يعتقد أن لوكاشنكو أو بيلاروسيا سيتراجع، فذلك لن يحدث». وتقول وكالات إغاثة إن عشرة المهاجرين على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن، مضيفة أن أزمة إنسانية تحدث مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وحضت على وقف التصعيد لمساعدة المهاجرين.
في المخيم الأكبر الواقع قرب قرية بروزغي في بيلاروسيا، تقول السلطات البيلاروسية إن هناك ألفي شخص من بينهم نساء حوامل وأطفال. وقدمت السلطات البيلاروسية مساعدات تشمل خياما ومدافئ، وهي خطوة قد تجعل وجود المخيم شبه دائم على الحدود.
ورفضت بولندا السماح للمهاجرين بالدخول، واتهمت بيلاروسيا بمنعهم من المغادرة. وقال وزير الداخلية ماريوش كامينسكي السبت إن شائعة تنتشر بين المهاجرين مفادها أن بولندا ستسمح لهم بالمرور الاثنين، وأن حافلات ستأتي من ألمانيا لاصطحابهم. وأضاف «يجري التحضير لعملية استفزاز».
وأرسلت الحكومة رسالة نصية إلى كل الهواتف المحمولة الأجنبية على طول الحدود، تقول: «إنها كذب محض وهراء! ستواصل بولندا حماية حدودها مع بيلاروسيا. الذين ينشرون هذه الشائعات يسعون لتشجيع المهاجرين على اقتحام الحدود ما قد يؤدي إلى تطورات خطيرة». ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم، بهدف توسيع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا بسبب حملتها القمعية ضد معارضي لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ قرابة 30 عاما. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الوزراء سيسمحون بفرض عقوبات على أي جهة «تكون جزءا من عملية تهريب المهاجرين» في بيلاروسيا، بما في ذلك شركات الطيران ووكالات السفر ومسؤولون.
وأضاف بوريل في تصريح لصحيفة «جورنال دو ديمانش» الأسبوعية الفرنسية: «أخطأ لوكاشنكو. كان يعتقد أنه من خلال التصرف بهذه الطريقة سيلوي ذراعنا ويجبرنا على إلغاء العقوبات. لكن ما يحدث هو العكس».
وعقب ضغوط من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، منعت تركيا العراقيين والسوريين واليمنيين من السفر إلى بيلاروسيا، كما أوقفت شركة الطيران السورية الخاصة «شام وينغز» رحلاتها إلى مينسك.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».