تكتل معارض يطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين في الجزائر

TT

تكتل معارض يطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين في الجزائر

طالبت «قوى البديل الديمقراطي» في الجزائر، التي تتشكل من 4 أحزاب معارضة، بإطلاق سراح أكثر من 254 شخصاً، سجنهم القضاء بسبب ممارسة نشاط أو التعبير عن موقف معارض للسلطات. وأعلنت عن إطلاق «جبهة ضد القمع وللدفاع عن الحريات»، ودعت الحقوقيين والمناضلين السياسيين إلى الانضمام إليها.
وأكدت «قوى البديل الديمقراطي» في بيان، أمس، أن أعضاءها عقدوا اجتماعاً السبت بالعاصمة، لبحث الأوضاع السياسية والحقوقية في البلاد، مبرزة مشاركة صحافيين ونشطاء الحراك الشعبي في الاجتماع، وقد بحثوا، حسب البيان، «الوضعية التي لا تطاق بخصوص المس الخطير بالحريات، زيادة على ظروف المعيشة المتردية للغالبية العظمى للمواطنين»، في إشارة إلى ارتفاع فاحش في أسعار السلع والخدمات، مما تسبب في تدني القدرة الشرائية إلى مستويات غير مسبوقة.
ويتشكل التكتل الحزبي المعارض «قوى البديل»، من: «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» و«حزب العمال» و«الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، و«الاتحاد من أجل التغيير والرقي». ويوجد رئيس «الحركة الديمقراطية» فتحي غراس في السجن منذ 4 أشهر واتهم بـ«الإساءة إلى رئيس الجمهورية»، على أساس تصريحات حول إدارة شؤون الحكم والتعامل مع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير. ويرتقب تنظيم محاكمة له يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتغيب أحزاب «البديل» عن الانتخابات البلدية، المقررة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي؛ إذ أعلنت في وقت سابق مقاطعتها الاستحقاق بحجة أنه «يخدم أجندة وضعها النظام في 2019»، وذلك بتنظيم انتخابات رئاسية، ثم استفتاء تعديل الدستور، ثم انتخابات البرلمان، بينما كان الحراك رافضاً لها، بذريعة أنها «مسعى للالتفاف على مطلب تغيير النظام».
وبحسب البيان، فقد «قرر المجتمعون وضع إطار سياسي للدفاع عن الحريات الديمقراطية، من أجل المطالبة وفرض إطلاق سراح كل معتقلي الرأي والمناضلين السياسيين، وكذا الوقف الفوري لسياسة القمع مع فرض احترام الحريات الأساسية».
ونددت «قوى البديل» بما سمته «توظيف القضاء»، ضد النشطاء السياسيين، ودعت إلى إلغاء «المادة 87» من القانون الجنائي التي عدّتها «تجاوزاً بحق الحريات». ويقول نص المادة إن «السعي بأي وسيلة للوصول إلى السلطة أو تغيير نظام الحكم بغير الطرق الدستورية، أو التحريض على ذلك، أو المساس بأي وسيلة بالسلامة الترابية أو التحريض على ذلك، يعتبر فعلاً إرهابياً». وتناولت المادة إطلاق «لائحة وطنية للأشخاص والكيانات الإرهابية». كما تضمنت أن «كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، يعتبر فعلاً إرهابياً أو تخريبياً». وتنص على عقوبات قاسية بالسجن.
واعتقلت السلطات وسجنت العشرات من الناشطين تحت طائلة هذا النص، منذ صدوره في يونيو (حزيران) الماضي؛ بعضهم ينتمي إلى «حركة استقلال منطقة القبائل» وتنظيم «رشاد»، اللذين صنفتهما الحكومة «منظمتين إرهابيتين». إلى ذلك، تقترب حملة الانتخابات المحلية، التي انطلقت في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، من نهايتها مع ترقب نسبة تصويت ضعيفة، كما كانت الحال في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 يونيو الماضي (23 في المائة).
وعقدت الأحزاب والمرشحون المستقلون عشرات التجمعات الدعائية، في غياب لافت للمناضلين والناخبين عنها. واحتجت «جبهة القوى الاشتراكية» على رفض «سلطة الانتخابات» إعادة بعض مرشحيها إلى لوائح الترشيحات، بعدما حصلوا على قرارات قضائية مؤيدة لهم على أثر إقصائهم من السباق من طرف الأجهزة الأمنية. ويتوقع مراقبون احتفاظ «جبهة التحرير الوطني» الموالية للسلطة بالأغلبية في البلديات ومجالس المحافظات، رغم أنها لم تقدم مرشحين في 300 بلدية من مجموع 1541 بلدية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.