«نظرة أرشيفية» يوثّق روتين «مصلحة الركائب الملكية» في مصر

TT

«نظرة أرشيفية» يوثّق روتين «مصلحة الركائب الملكية» في مصر

يوثق معرض «نظرة أرشيفية» الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ متحف المركبات الملكية الأثرية، تفاصيل الحياة اليومية بمصلحة الركائب الملكية قبل أن تتحول المصلحة إلى متحف للمركبات الملكية بـ(وسط القاهرة)، ويسلط المعرض الضوء على طريقة إدارة شؤون المصلحة التي كانت معنية منذ تدشينها عام 1863 ميلادية بوسائل النقل الملكية في عصر الأسرة العلوية، وتكشف تفاصيل ومعلومات حول فواتير شراء العربات الملكية، وصيانتها، والمواصفات الفنية لملابس الفرسان، والمخاطبات بين التجار والمصلحة.
ويضم معرض «نظرة أرشيفية» الذي ينظمه قسم الأرشيف بمتحف المركبات الملكية 37 وثيقة وصورة نادرة تعرض للمرة الأولى، وتحوي العديد من التفاصيل حول الحياة اليومية بمصلحة الركائب الملكية، وطريقة تسيير أمورها، وتشمل الوثائق خطابات بين «ياور» الملك وناظر إدارة الاسطبلات الملكية، وأيضاً فواتير خاصة بإصلاح العربات الملكية وإيصالات بتسليمها إلى الورش، وتقارير تتضمن مواصفات إصلاح المركبات، وتلغرافات وفواتير تحدد تكاليف إصلاح أو صيانة العربات الملكية، ومخاطبات بين مصلحة الركائب الملكية والتجار المكلفين بتوريد الشعير وعلف الخيول.
ويعود تاريخ مصلحة الركائب الملكية إلى منتصف القرن الثامن عشر، حيث أنشأها الخديوي إسماعيل في الفترة بين عامي 1863 و1879 ميلادياً، وسميت حينها «مصلحة الركائب الخديوية»، ثم تغير اسمها إلى «مصلحة الركائب السلطانية» في عام 1914.
ثم «مصلحة الركائب الملكية» في عام 1924، وارتبط تغير الاسم بتغير اسم حكام الأسرة العلوية من خديوي إلى سلطان ثم ملك، وتحولت عام 1978 إلى متحف الركائب الملكية، والذي تغير اسمه إلى متحف المركبات الملكية، ويعتبر المتحف من أندر المتاحف حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا.
وتتوزع وثائق المعرض الذي يستمر حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على 5 «فتارين» عرض، يبرز كل منها عنواناً مختلفاً، لكنها تشكل مجتمعة موضوعاً واحداً يسلط الضوء على روتين العمل بالمصلحة، الفاترينة الأولى تبرز وثائق العاملين بمصلحة الركائب الملكية، والثانية خاصة بملابس العاملين بالمصلحة، وأخرى تحوي وثائق تتعلق بالعربات الملكية، وأخرى خاصة بالخيول، بينما تم تخصيص الأخيرة للتلغرافات والمكاتبات.
وتكمن أهمية المعرض في أن وثائقه تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور، وفق مروة عبد العزيز، عضو قسم الأرشيف بمتحف المركبات الملكية، والتي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الوثائق تتضمن معلومات غير معروفة عن كل شيء في مصلحة الركائب الملكية، سواء العربات الملكية وأماكن شرائها من خارج مصر، وتفاصيل صيانتها وإصلاحها، ومواصفاتها الفنية، وفواتير تتعلق بتكاليف الصيانة، وكذلك الخيول الملكية وأمراضها، وملابس الفرسان والعاملين ومواصفاتها الفنية التي تتضح في العديد من المكاتبات الرسمية».
وتشير مروة عبد العزيز إلى أن «الوثائق كانت محفوظة في متحف المركبات الملكية، ولم تعرض من قبل، وقام فريق قسم الأرشيف بإعدادها للعرض وفق سيناريو العرض المتحفي المتفق عليه، حيث قمنا بتركيب دعامة لكل وثيقة كي يتم إبرازها وتكون مرئية في (الفاترينة) وعقب انتهاء المعرض ستدخل الوثائق كي يتم ترميمها وصيانتها للحفاظ عليها».
وتكشف بعض الوثائق عن خطاب أرسله مواطن من رعايا الحكومة الإيطالية في مصر بخصوص طلب وظيفة بمصلحة الركائب الملكية، ووثيقة أخرى عبارة عن خطاب صادر من عاملين (بوابين) بالاسطبلات موجه إلى ناظر الركائب السلطانية، بخصوص طلب صرف ملابس العمل الصيفية لهم، وهو مؤرخ في 16 يونيو (حزيران) عام 1918 وهي فترة حكم السلطان فؤاد الأول، ومن أبرز الوثائق التي يضمها المعرض إيصال إصلاح إحدى العربات الملكية، والذي يوضح أن التكلفة بلغت 290 جنيهاً مصرياً وهو مبلغ كبير، بالقياس إلى تلك الفترة، ووثيقة أخرى عبارة عن تقرير فني خاص بالمرور والتفتيش اليومي على إدارة الاسطبلات بمصلحة الركائب الملكية، مؤرخ في 5 مايو (أيار) عام 1948.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.