تصعيد جديد للمعترضين على نتائج الانتخابات العراقية

مقرب من «العصائب» ينتقد السفير الإيراني في بغداد

أنصار فصائل الحشد الشعبي الخاسرة في الانتخابات يتظاهرون عند أحد مداخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ف.ب)
أنصار فصائل الحشد الشعبي الخاسرة في الانتخابات يتظاهرون عند أحد مداخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

تصعيد جديد للمعترضين على نتائج الانتخابات العراقية

أنصار فصائل الحشد الشعبي الخاسرة في الانتخابات يتظاهرون عند أحد مداخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ف.ب)
أنصار فصائل الحشد الشعبي الخاسرة في الانتخابات يتظاهرون عند أحد مداخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ف.ب)

رغم مزاج التهدئة النسبي الذي طبع سلوك المعترضين على نتائج الانتخابات البرلمانية العامة بعد محاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأحد الماضي، فإن المعترضين والمؤيدين لهم كسروا فيما يبدو هامش «الهدنة» المؤقتة مع الحكومة، أمس، وأطلقوا موجة تصعيد جديدة عنوانها محاولة اقتحام المنطقة الخضراء والاعتصام أمام بوابتها الشمالية عند مبنى وزارة التخطيط القريبة من جسر الجمهورية على نهر دجلة، بعد أن كانت بوابة المنطقة الخضراء الجنوبية منطلق الاحتجاجات والمواجهات التي جرت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب الأسبوع الماضي.
وحاول مئات المحتجين اقتحام أحد أبواب «الخضراء»، ثم تراجعوا ليقوموا بنصب المزيد من خيام الاعتصام بالقرب منه. ويرى متابعون أن الجماعات الخاسرة في الانتخابات، وبخاصة الفصائل المسلحة لا تضع سقفاً محدداً لمطالبها وتسعى لـ«خلط الأوراق أكثر من سعيها للمطالبة بحقها في الاعتراض على نتائج الانتخابات»، ذلك أنها تطالب القضاء ومفوضية الانتخابات بإعادة العد يدوياً في المحطات الانتخابية المطعون بها، لكنها لا تأخذ بنظر الاعتبار ما يقوله القضاء أو المفوضية، فقد قامت بالتصعيد الاحتجاجي بعد أن صرح رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، أول من أمس، بأن «تزوير الانتخابات إلى الآن لم يثبت بدليل قانوني معتبر قانوناً».
وإلى جانب عدم تحديد سقف مطالب المعترضين، فإن خلافات غير قليلة بين تلك القوى تتناقلها الأوساط السياسية، ما يهدد بانفراط عقد «الإطار التنسيقي» الذي يضم معظم القوى الشيعية الخاسرة. حيث ترفض بعض أطرافه سلوك التصعيد وتميل إلى التهدئة.
ويرجح بعض المراقبين أن التصعيد الجديد ربما جاء رداً على تصريحات أدلى بها السفير الإيراني أريج مسجدي، الأربعاء الماضي، وذكر خلالها أن قائد فيلق «القدس» الإيراني إسماعيل قاآني، أكد خلال لقائه الأطراف العراقية في زيارته الأخيرة «دعم إيران للمسار القانوني في موضوع الانتخابات البرلمانية، ودعا جميع العراقيين إلى الهدوء والتعاون». وأضاف مسجدي، أن «العميد قاآني أكد ضرورة أن تتم الاعتراضات والطعون على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إطار القانون».
ويرى المراقبون، أن بعض الفصائل المسلحة تسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي الجديد لإظهار أنها غير مهتمة بدعوة الجانب الإيراني للهدوء واعتماد المعايير القانونية. ويلاحظ أن بعض المقربين والمرتبطين بزعيم عصائب «أهل الحق» قيس الخزعلي أخذوا يهاجمون علناً السفير الإيراني، إذ انتقد سند الحمداني، مدير عام قناة «العهد» التي يملكها الخزعلي، أمس، تصريحات مسجدي عبر تغريدة في «تويتر» بالقول: «سؤال محيرني (يحيرني) كثيراً، مسجدي سفير إيران في العراق لو (أم) سفير الكاظمي في إيران؟».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.